"أوميكرون".. هل يستحق الأمر كل هذا الهلع في الأسواق؟

2021/11/29 أرقام - خاص

في ثمانية وأربعين ساعة تبدلت معظم الثوابت والتوقعات السابقة، وبين نهاية الأسبوع الماضي وبداية الأسبوع الجاري طرأ الكثير من المستجدات مع اكتشاف متحور جديد لفيروس "كورونا" المسمى "أوميكرون"، بعدما شوهدت استجابة مبالغ فيها بعض الشيء من أسواق السلع والأسهم، يمكن وصفها بالاستجابة "الطائشة" وتحمل في طياتها كثيرًا من الهلع.

 

 

هذه الاستجابة الطائشة كانت مدفوعة بكثير من الخوف والضبابية التي تكتنف المشهد العالمي من النفط إلى الغاز الطبيعي إلى السلع والحبوب والخطوط الملاحية، ولا ننسى التجاذبات والتوترات الجيو-سياسية والتي جعلت العالم يقف على أطراف أنامله متوتراً ومضطرباً لفترة.

 

لم كل هذا الخوف من جنوب أفريقيا؟ دعا رئيس الدولة الأفريقية "سيريل رامافوزا" كافة الدول التي فرضت قيودًا للسفر ضد بلاده، إلى رفع هذه القيود فوراً التي اعتبرها تمييزية وتفتقد لأي مبرر علمي، ويبدو أن الرئيس "رامافوزا" ليس وحده، بل إن منظمة الصحة العالمية هي أيضا طالبت بإبقاء الحدود مفتوحة وأنه لا داعي لذلك.

 

أبرز المواقف الدولية حول المتحور الجديد "أوميكرون"

المسؤول/ة

الموقف/التصريح

رئيسة المفوضية الأوروبية "أورسولا فون دير لاين"

 

"نحن الآن في سباق مع الزمن، لكن ندعو العامة لاتخاذ الإجراءات الاحترازية على الفور حتى يحصل العلماء على الوقت الكافي لدراسة وفهم (أوميكرون) ووضع مسار واضح للتعامل معه، وهم يحتاجون من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع لفعل ذلك".

 

مدير المعهد الوطنى الأمريكى للحساسية والأمراض المعدية "أنتونى فاوتشى"

 

"تلقي جرعات معززة من اللقاحات ضد فيروس (كورونا) قد يضمن حماية عالية من سلالة (أوميكرون) لفيروس كورونا".

 

كبير المستشارين الطبيين لرئيس الوزراء البريطاني "كريس ويتي"

 

"هناك فرصة معقولة في وجود درجة ما من مقاومة اللقاحات بالنسبة لهذه السلالة".

 

وزير الصحة الفرنسي "أوليفييه فيران"

 

"ما زلنا نجهل المتحور (أوميكرون) والعلماء يدرسون مدى خطورته، وفي غياب معلومات جديدة سنتصرف على أساس أن المتحور الجديد خطير".

 

 

 

الانعكاسات على الأسواق

 

اصطدمت الأسواق بأخبار المتحور وهي تتحسس طريقها نحو الخروج من أزمة ارتفاع أسعار الطاقة ونقص الإمدادات ومشكلات التوريد والشحن البحري والتضخم العالمي، كانت أغلب التوقعات تشير لاقتراب برامج التيسير النقدي من نهايتها وبداية متدرجة لعهد التشديد بهدف كبح التضخم، لكن هل كل هذه التوقعات والخطط والنوايا تبخرت بمجرد الإعلان عن "أوميكرون"؟

 

 

 

أوميكرون والنفط

 

سجلت أسعار النفط خامس أكبر هبوط في تاريخها يوم السادس والعشرين من نوفمبر، وبمقدار 11.5% بعدما أثارت الأخبار المتناثرة عن المتحور الجديد خوف التجار من هبوط الطلب كنتيجة منطقية لاحتمالات فرض قيود على الحركة والسفر والنشاط الاقتصادي للسيطرة على تفشي "أوميكرون" مثلما أعلنت بالفعل العديد من الحكومات حول العالم.
 

أكبر الانخفاضات اليومية من حيث القيمة لسعر النفط

 

التاريخ

تفاصيل الحدث

التأثير على سعر نايمكس

1

20 أبريل 2020

في بدايات موجة من الإغلاقات المصاحبة لإجراءات مكافحة تفشي "كورونا" ووقف الطيران والتنقل.

تراجع بــ 18 دولارا.

ثم هبط للمنطقة السالبة.

2

23 سبتمبر 2008

خلال الأزمة المالية بعد فشل إدارة الرئيس "جورج بوش" في تمرير حزمة تحفيز وإنقاذ بقيمة 700 مليار دولار.

تراجع بــ 14 دولارا.

3

17 يناير 1991

مع السحب من الاحتياطي أثناء حرب تحرير الكويت للسيطرة على ارتفاعات الأسعار الناتجة عن الخوف من انخفاض المعروض.

 

التراجع تجاوز 11 دولارًا لغرب تكساس.

تراجع بــ 11 دولارا.

4

29 سبتمبر 2008

في أثناء فوضى الأزمة المالية وتعثر الكثير من البنوك وانهيار الأسهم.

تراجع بـ 10 دولارات.

5

26 نوفمبر 2021

في أعقاب الإعلان عن انتشار المتحور "أوميكرون" في جنوب إفريقيا وبوتسوانا ودول أخرى من جنوب القارة الإفريقية.

تراجع بــ 9 دولارات.

 

*التداولات بتوقيت جرينتش.

 

أوميكرون وأوبك

 

قررت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" تأجيل اجتماعين فنيين بعد تدهور الأسعار يوم 26 نوفمبر الماضي، لكن الاجتماعات الوزارية لأوبك وأوبك بلس قائمة كما هي دون تغيير، يومي الأربعاء والخميس على الترتيب، والهدف من تأجيل الشق الفني هو منح الخبراء وقتًا للتفكير والمناقشة والتحليل لما يحدث في الأسواق قبل رفع توصياتهم للوزراء، وأصبح موعد الاجتماعات الفنية الأربعاء المقبل بدلاً من اليوم الإثنين، توالي الصدمات والأخبار السلبية في دفعات متتالية وتوقيت متزامن دفع بمؤشر vix الذي يقيس التذبذبات في معنويات الأسواق إلى الارتفاع لأعلى مستوى من 10 أشهر.

 

 

من ناحية أخرى تلوح في الأفق احتمالات وقف زيادات الإنتاج المتفق عليها بين أعضاء أوبك بلس بمقدار 400 ألف برميل شهرياً، ويرى محللو أوبك أن أسواق النفط سوف تتحول من العجز إلى فائض كبير في المعروض بحلول الربع الأول من العام المقبل، وكانت هذه التحليلات قبل ظهور "أوميكرون"، والآن بعد ظهور المتحور الجديد تزداد صلابة الترجيحات التي تميل ناحية وقف هذه الزيادات أو تخفيضها.

 

 

فمع حالة الهلع المبالغ فيها قبل استيفاء الدراسات الكاملة والعلمية للمتحور الجديد، تبدو "احتمالات" الإغلاق قائمة أمامنا مرة أخرى كما حدث في 2020، في ظل إعلان كثير من الدول وقف عدد من الرحلات ومنع استقبال المسافرين من عدة دول أخرى وتشديد الإجراءات على السفر والتنقل، وبالتالي فإن الطلب على النفط سوف يتراجع في حال تم إقرار هذه الإغلاقات مع تراجع الطلب على خدمات السفر وكذلك على مشتقات الطاقة ومنها وقود الطائرات بالطبع.

 

 

ومع ذلك ليس هناك يقين كامل، كل الاحتمالات واردة الحدوث، فلا أحد كان يتوقع ما حدث يومي الخميس والجمعة في الأسواق وأن تحدث كل هذه المفاجآت في ثمانية وأربعين ساعة فقط، وبخاصة مع تصميم أمريكي على تسييس مسألة النفط والضغط على المنتجين في سوق مشبعة أصلا وتتجه نحو الفائض في بدايات العام المقبل.

 

المصادر: أرقام – بلومبرغ – واشنطن بوست – بورصات السلع والأسهم العالمية – ماركت ووتش -  Cboe Global Market.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.