الشتاء يهدد الاقتصاد العالمي.. أزمات الغاز والإمداد وكورونا عرض مستمر في الفصل المقبل

2021/11/22 اقتصاد الشرق

في ظل حالة من الفوضى، يوشك الاقتصاد العالمي على استقبال فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي، وهو غير قادر على إنهاء أزمة تفشي وباء فيروس كورونامع وجود اضطرابات في الإمدادات متواصلة، وصعود الأسعار وحالات تفشي المرض مجدداً.

 

رجحت استطلاعات الرأي على مستوى العالم، شملت مديري مشتريات خلال الأسبوع الجاري، التوجه نحو ذلك المسار. جاء ضمن النتائج المتوقعة من قبل خبراء الاقتصاد حدوث تباطؤ في أنشطة التصنيع والخدمات في كافة أنحاء دول منطقة اليورو بجانب المملكة المتحدة، وتحسن طفيف في الولايات المتحدة فقط.

 

في ظل تعرض مناطق في أوروبا لعمليات فرض قيود مجدداً بهدف السيطرة على موجة تفشٍ للفيروس أخرى، واضمحلال التعافي في الصين وتنامي حالات الإصابة في أمريكا أيضا، يتابع جزء هائل من الاقتصاد العالمي في الوقت الحالي تهديداً مرتقباً بقدوم فصل شتاء ثان في نصف الكرة الشمالي وسط حالة كارثية، مصحوباً بضغوط تكلفة المعيشة مع صعود أسعار الغاز وحالات الضيق على جانب العرض.

 

تعتبرأوروبا من بين أشد المناطق التي تعرضت للتضرر في العالم المتقدم، وربما يسفر ارتفاع الإصابات إلى مستويات قياسية في ألمانيا عن قيام السلطات بالإعلان عن فرض عمليات الإغلاق من جديد، وقامت النمسا بذلك فعلاً. إجمالاً، تعاني القارة من بلوغ أسعار المستهلكين إلى مستوى موجع من ذروة الارتفاع.

 

في هذه الأثناء، قال وزير الخزانة السابق لورانس سمرز في الولايات المتحدة إنه لا يتوقع أن يفوق احتمال "سير كافة الأمور بطريقة جيدة" نسبة الـ 15%، في ظل وجود احتمالات أكثر للغاية إما بحدوث تضخم عالي المستوى بطريقة عنيدة أو حدوث تباطؤ في نمو الاقتصاد.

 

سيؤثر مدى استمرار هذه النتائج في الظهور على النقاشات المتعلقة بالسياسة النقدية إزاء وتيرة وقف برامج التحفيز المالي في أنحاء دول مجموعة السبع الكبرى، لتبلغ مستوى الذروة الخاصة بها مع النهاية الكبرى بصدور قرارات منتصف شهر ديسمبر. يأتي ذلك حال قيام البنوك المركزية، ومن بينها بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، بعقد اجتماعاتها النهائية للعام الحالي.

 

ما يقوله خبراء "بلومبرغ إيكونوميكس":

 

" جزء هائل من أوروبا آخذ في التقهقر مرة ثانية مع تعرضه لموجة رابعة من تفشي وباء مرض كوفيد -19، ومن المنتظر أن تقدم بيانات استطلاع الرأي خلال الأسبوع القادم بعض المؤشرات المبكرة حول تأثير صعود معدلات الإصابة بالعدوى على أداء الاقتصاد".

 

يوجد احتمال في مكان آخر خلال الأسبوع الجاري أن يقوم المسؤولون عن السياسة النقدية في نيوزيلندا وكوريا الجنوبية برفع أسعار الفائدة الأساسية، وسيجري نشر محاضر الاجتماعات التي جرت في الآونة الأخيرة الخاصة ببنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وكذلك البنك المركزي الأوروبي.

 

الولايات المتحدة

 

سيتم عرض هذا الحجم الكبير من البيانات الاقتصادية للمستثمرين قبيل بدء العطلة والإعلان المحتمل عن قيام الرئيس الأمريكي جو بايدن باختيار الشخصية التي ستقود بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خلال الأسبوع القادم.

 

يأتي التقرير الحكومي حول مستوى الدخل الشخصي والإنفاق، المشتمل على مقياس للتضخم الذي يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بتعقبه، بمثابة المسار الأساسي ليوم الأربعاء المزدحم بالبيانات قبل إغلاق التداول بالأسواق في اليوم التالي من أجل الاحتفال بعيد الشكر.

 

توجد تقارير أخرى منتظرة ليوم الأربعاء تشمل بيانات الطلبات على السلع المعمرة، ومعدل النمو الاقتصادي المعدل للربع الثالث من العام الجاري، ومبيعات المنازل الحديثة، وتجارة البضائع، والقراءة النهائية لمؤشر ثقة المستهلك. من المنتظر صدور بيانات شراء المنازل التي جرى الانتهاء من تشييدها واستطلاعات الرأي حول أنشطة التصنيع والخدمات لشهر نوفمبر الجاري في وقت مبكر من الأسبوع الحالي.

 

سيصدر يوم الأربعاء أيضاً عن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي محضر اجتماع السياسة النقدية الذي جرى في مطلع شهر نوفمبر الجاري، والذي قام البنك المركزي الأمريكي بالإعلان فيه عن أنه سيشرع في تقليص برنامج مشتريات الأصول.

 

في هذه الأثناء، يقول البيت الأبيض إنبايدن سيعلن عما إذا كان سيقوم بإعادة ترشيح جيروم باول لفترة ولاية ثانية كرئيس للبنك المركزي، أو أنه سيقوم باختيار محافظ البنك الاحتياطي الفيدرالي لايل برنارد بدلاً منه.

 

آسيا وأستراليا

 

تشير التوقعات إلى أن بنك الاحتياطي النيوزيلندي وبنك كوريا سيقومان بزيادة أسعار الفائدة الأساسية لثاني مرة منذ تفشي الجائحة، حيث يتصدران الحشد في منطقةآسيا من أجل القيام بتدابير وقف برامج التحفيز المالي بطريقة كاملة والاستمرار في التحرك الاستباقي من أجل إيقاف أي مخاطر تضخمية.

 

من المفترض أن تقوم أرقام التجارة الأساسية في كوريا الجنوبية بتدعيم حالة رفع الفائدة حتى لو ظهرت مؤشرات على استقرار المكاسب العالية عند المقارنة على أساس سنوي.

 

سيتحدث مسؤولو بنك الاحتياطي الأسترالي في جلسات مناقشات عامة، وربما تسلط شيئاً من الضوء على مدى قوة تمسك البنك المركزي بموقفه حيال زيادة سعر الفائدة الأساسية.

 

من المقرر أن تكشف بيانات التضخم في طوكيو مع نهاية الأسبوع الجاري عما إذا كانت اليابان تتوقع مؤشرات إضافية على صعود الأسعار في ظل تزايد تكاليف الطاقة. قررت الصين سعر الإقراض الأساسي يوم الاثنين، فيما قررت سريلانكا أسعار الفائدة الأساسية يوم الخميس.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.