أكد رئيس مجلس إدارة شركة طيران الجزيرة مروان بودي، أن «الجزيرة» تتمتع بوضع مالي قوي، وهيكل تمويلي متين، وأن ما يؤكد ذلك أنه لم يتم التوجه لسوق الدين إلا في أضيق الحدود رغم التأثير الكبير للجائحة.
وقال بودي في مقابلة مع «الراي»: «استعضنا عن التوسع التمويلي بالتركيز على ترشيد المصاريف وإدارة سيولة الشركة على أفضل وجه».
وتابع «نهدف في السنوات الـ5 المقبلة لزيادة وجهاتنا لأكثر من 85، مع رفع أعداد المسافرين تدريجياً من 2.5 مليون راكب سنوياً حسب أرقام 2019 إلى أضعاف هذا الرقم بالسنوات الـ5 المقبلة».
وحول الصفقة «العملاقة» الأخيرة التي وقّعتها الشركة مع «إيرباص» لشراء 28 طائرة بأكثر من 3.3 مليار دولار، أكد بودي تفاؤله بمستقبل «الجزيرة»، وقال «سترفع الاتفاقية حجم أسطولها إلى 35، وسنحلّق بـ(الجزيرة) بلا حدود»
وتابع «الأسوأ بات ماضياً لـ(الجزيرة) وسنعمل على كل ما يحقق التوسّع الذي نطمح له في وجهاتنا، والتي تبلغ حالياً 45 في أنحاء الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا وكذلك شمال أفريقيا، وما يدعم ذلك نموذجنا الذي أثبت قدرته على التكيّف مع الأزمات وحماية حقوق العملاء والموظفين والمساهمين».
ورقمياً، أفاد بودي بأن الشركة بدأت السنة المالية الحالية بأقل من 20 مليون دينار من السيولة، وأنهت الربع الثالث بما يقارب 40 مليوناً، ولديها موجودات بـ200 مليون، ويشير إلى أن «الجزيرة» صمدت 15 عاماً أمام العديد من التحديات الاقتصادية الإقليمية والعالمية.
ونوه إلى إطلاق «الجزيرة» حملة موسّعة للتوظيف من الكوادر المحلية، وتوفير الفرص للشباب، في مؤشر إضافي على تحسن مؤشرات الشركة المالية، والتوقعات بخصوص مستقبلها.
أما بالنسبة لسياسة توزيع الأرباح، فأجاب «مستمرون في توزيع الأرباح لمساهمي الشركة قدر الإمكان»،
وفي ما يلي نص المقابلة:
*بعد مذكرة التفاهم بين «الجزيرة» و«إيرباص» لشراء 28 طائرة، يبرز السؤال حول إستراتيجيتكم الطموحة للنمو؟
- من حيث المبدأ، أود أن أشير إلى أن هذه الاتفاقية جاءت ضمن إستراتيجية «الجزيرة» للنمو والتوسع، برفع حجم أسطولها من 17 طائرة حالياً إلى 35 بحلول 2026، في مسعى لخدمة خطط التوسّع التي نطمح لها في عدد الوجهات التي نخدمها، والتي تبلغ حالياً 45 وجهة في أنحاء الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا وشمال أفريقيا.
ويمكن القول إننا نهدف إلى زيادتها إلى ما يفوق 85 وجهة في السنوات الخمس المقبلة، وسيكون هذا التوسّع مصحوباً برفع أعداد المسافرين الذين نخدمهم من محطتنا الرئيسية في الكويت، وكذلك في أنحاء شبكتنا عبر رحلات الربط، لتصعد أعدادهم تدريجياً من ما يقارب 2.5 مليون راكب سنوياً بحسب أرقام 2019 إلى أضعاف ذلك في السنوات الخمس المقبلة، مع العلم بأن هذا التوسع سيكون ضمن دائرة سفر تبعد عن الكويت نحو 6.5 ساعة، بفضل طراز طائرات «إيرباص A320neo» التي قامت «الجزيرة» بالاستثمار فيها منذ عام 2018، وكانت أول شركة في الشرق الأوسط تقوم بالاستثمار بها لفعالياتها التشغيلية وكفاءتها في ما يخص الانبعاثات الكربونية واستهلاك الوقود.
* تمويلياً، ما خطتكم للموازنة بين أقساط القروض التي تناسب صفقة بهذا الحجم ومعدلات التدفقات النقدية وتوزيع الأرباح مستقبلاً؟
- مازالت «الجزيرة» تتمتع بوضع مالي قوي، وهيكل تمويلي متين وما يؤكد عدم اتجاهنا لسوق التمويل إلّا في أضيق الحدود، رغم التأثير الكبير للجائحة واستعضنا عن ذلك بالتركيز على ترشيد المصاريف وإدارة سيولة الشركة المتوافرة على أفضل وجه.
ويثبت ذلك رقمياً أن الشركة بدأت السنة المالية الحالية بأقل من 20 مليون دينار من السيولة، وأنهت الربع الثالث بما يقارب 40 مليوناً، ولديها موجودات بحجم 200 مليون دينار.
بالنسبة للصفقة وطرق تمويلها، فإن «الجزيرة» أتمت هذه الاتفاق من مركز قوة بحيث لن تتحمل الشركة أو مساهموها أي أعباء مالية إضافية نظراً للطريقة التي تم تصميم الصفقة بها، لوجود اتفاقات مسبقة مع شركات تأجير الطائرات لهيكلة عمليات تمويل تشغيلي لتلك الطائرات عند تسلمها.
وبناء على ذلك، فإن نموذج عمل الشركة سيستمر كما هو الآن كما ستستمر سياسة توزيع الأرباح المعتمدة أيضا على المنوال نفسه.
*في ظل استثماركم المباشر في الاقتصاد المحلي هل تعكس خططكم لمضاعفة أسطول «الجزيرة» ثقة في سوق السفر بالكويت؟
- لا شك في ذلك، فالاقتصاد الكويتي يتمتع بمقومات متينة، وتتوافر فيه العديد من الفرص الواعدة من حيث خدمة فئة مهمة من الركاب المعتادين على السفر والذين يبحثون عن السهولة في السفر وتميز في الخيارات لتخطيط رحلاتهم، وهو ما توافره «الجزيرة» بفضل نموذج أعمالها المرن.
ومن المعلوم أن الكويت تتمتع بموقع مثالي لربط الركاب بين الشرق والغرب، ورأينا منذ عام 2019 الطلب الكبير على الرحلات التي تربط هؤلاء الركاب ما بين وجهاتنا في الدول الآسيوية مع الوجهات في الشرق الأوسط وأوروبا، وسط إقبال كبير على منتجات السفر التنافسية لقلة توافرها على هذه الخطوط، وهو ما توافره «طيران الجزيرة» للركاب اليوم.
*هل بين خططكم التوسع نحو أسواق إستراتيجية جديدة؟
- بالطبع وسيكون ذلك في ما يخص الوجهات التي نتطلع إلى خدمتها ضمن دائرة الأسواق التي نخدمها حالياً وهي الشرق الأوسط وآسيا وأوروبا وشمال وشرق أفريقيا، إذ تلبي هذه الأسواق الطلب العالي للسياحة النوعية، وكذلك فئة الركاب المقيمين خارج دولهم، والذين يمثلون نسبة ملحوظة من طالبي السفر.
ويجب التنويه الى قوة وحرفية الفريق التجاري لدى «طيران الجزيرة»، الذي أثبت نجاحاً غير مسبوق بإضافة وجهات سفر جديدة وغير مسبوقة لسوق السفر في الكويت مثل سيراييفو وباكو وغيرهما.
أضف لذلك أن سوق الطيران الكويتي رغم قدمه وشدة الطلب عليه الا أنه مازال يتمتع بفرص واعدة أكثر من أي سوق آخر في المنطقة بقياس عدد وجهات السفر المباشرة، ما يمنح شركات الطيران المحلية فرصاً واعدة جداً لزيادة حصتها السوقية عن طريق تقديم وجهات جديدة للسفر المباشر.
* في ظل السماء المفتوحة وتزايد المنافسة بين شركات الطيران كيف ستحققون النمو المستدام؟
- نجحت «طيران الجزيرة» في 15 عاماً في الصمود أمام العديد من التحديات الاقتصادية الإقليمية والعالمية، والأزمات المالية العالمية، والتحديات الجيوسياسية في عدد من البلدان التي تخدمها، والتقلبات النفطية، والطاقة الفائقة والتنافسية القوية من شركات الطيران الحكومية في المنطقة.
ويعود الفضل في ذلك إلى المنتج الذي نوفره والخدمة التي نقدّمها، بحيث أنه لطالما كان تأثير «الجزيرة» على قطاع السفر واضحاً من انطلاق رحلاتها في 2005، إذ كان لها الأثر في زيادة التنافسية على قيمة الرحلات وعلى الخدمات المتوافرة بفضل رؤية ركّزت على تسهيل السفر، إن كان ذلك في توفير الحجوزات عبر موقعنا الإلكتروني، أو تخفيض التكاليف التشغيلية لتخفيض تكلفة التذكرة كذلك.
كما أن لـ «طيران الجزيرة» الفضل في تنشيط العديد من الخطوط التي لها أثر اقتصادي عبر إطلاقها رحلات إضافية وخطوط جديدة إلى دول تتمتع بمقومات سياحية وتجارية واقتصادية.
وعلى سبيل المثال، أظهرت إحصائيات السفر لعام 2018 زيادة ملحوظة في عدد المسافرين بين الكويت وأحمد آباد بلغت نسبة 33 في المئة، وقد استحوذت «طيران الجزيرة» على حصة سوقية بلغت 42 في المئة على هذا الخط، كما ارتفع عدد المسافرين بين الكويت وحيدر أباد وكوتشي ومومباي بنسبة 343 في و23 و15 في المئة على التوالي، في حين استحوذت «الجزيرة» على حصص سوقية مهمة على هذه الخطوط بلغت 87 و27 و13 في المئة على التوالي، وذلك منذ تشغيل هذه الخطوط في عام 2018 إلى نهايته.
وكان كل ذلك في غضون عام من تشغيل الشركة لهذه الخطوط.
كما أطلقت «طيران الجزيرة» خطوطاً إلى وجهات لا تتم خدمتها من الكويت أو المحطات المجاورة، ومنها قيرغيزستان وأوزبكستان ووجهات جديدة في تركيا وغيرها.
* بعد نجاح «الجزيرة» في الحفاظ على مراكز متقدمة هل يشكل زخم واستدامة النمو تحدياً في ظل أوضاع «كورونا» المتغيرة؟
- من الثابت لدينا الآن أن لقاحات «كوفيد-19» أظهرت فعالياتها في عودة حركة السفر تدريجياً خلال العام، حيث إن الدول التي قامت بتحصين النسبة الأكبر من سكانها هي التي تتمتع اليوم بأقل مستويات الإصابات.
وفعلاً، عادت الحركة إلى شبه طبيعتها في العديد من الدول، ورأينا ذلك أيضاً في الطلب المضاعف على السفر منذ منتصف الصيف بفضل الانفتاح التدريجي للمطارات.
أما في ما يخص«طيران الجزيرة»، فالأسوأ بات من الماضي وقد نجح فريق الشركة في مواجهة إحدى أطول الأزمات العالمية وأكثرها تعقيدا في ضمان استمرارية أعمال شركتنا.
ومع عودة «الجزيرة» إلى الربحية في الربع الثالث، تبقى نظرتنا المستقبلية إيجابية وكذلك حذرة لما قد يواجه قطاع الطيران المحلي مستقبلاً. ونحن على ثقة بأن حركة السفر ستعود إلى مستويات عام 2019 في الفترة القريبة، ولكننا نعمل بحذر حرصاً على سلامة عملائنا وموظفينا.
*كيف سيبقى تركيزكم منصباً على زيادة المسافرين مع تعزيز الربحية للمساهمين وحقوقهم؟
- وفقاً لإستراتيجيتنا المرنة سيكون تحركنا في هذا الخصوص عبر الخطوط الجديدة التي نطمح إلى إطلاقها خلال السنوات المقبلة، والتي ستركز على وجهات تخدم الطلب لوجهات سياحية جديدة بأسعار تنافسية، إذ تستهدف هذه الوجهات السياح من الكويت ومن المنطقة، كما سيكون التركيز على الوجهات التي تخدم حركة المسافرين للأعمال ومنها الجاليات الكبيرة المقيمة في الشرق الأوسط والتي تتنقل للعمل.
*كيف تقيّمون ما حققته «الجزيرة» منذ تأسيسها خصوصاً أثناء أزمة «كورونا» وتعليق السفر؟
- لقد أثبت نموذج أعمال «الجزيرة» من جديد نجاحه في التكيّف خلال أوقات الأزمات، بهدف حماية حقوق عملاء الشركة وموظفيها ومساهميها.
وفي الوقت الذي كانت فيه حركة السفر شبه معدومة، قامت «الجزيرة» بتحويل أصولها ومواردها لدعم الجهود المحلية لمكافحة الجائحة، وركزت كذلك على خدمة المجتمع المحلي والركاب ودعم استمرارية الأعمال بأقصى إمكاناتها، التزاماً بدورها كشركة كويتية وبواجبها الوطني.
وطورت الشركة نموذج أعمالها خلال الجائحة لدخول مجال الشحن الجوي والذي بات اليوم يمثل جزءا مهماً من إيراداتها.
أيضا كان لاستثمار «طيران الجزيرة» في مبنى الركاب الخاص بها أبلغ الأثر في تطوير عمليات الشركة بشكل نوعى حيث استطاعت تحسين جودة الخدمة المقدمة لعملائها، مع دعم حركة السفر في مطار الكويت الدولي بشكل فريد يجعلها اليوم شركة الطيران الوحيدة في العالم التي تمتلك وتدير مبنى ركاب خاصاً بها.
*هل بين خططكم الانتقال من الطيران منخفض القيمة إلى التقليدي؟
- هنالك طلب على المنتج منخفض القيمة اليوم، بحكم أن المسافر أصبح واعياً واعتاد على السفر بانتظام، ويبحث عن منتج يلبي احتياجاته عبر إعطائه خياراً لإضافة خدمات تناسبه أم لا، لتتلاءم الرحلة مع ميزانيته.
كما أن «الجزيرة» كشركة طيران خاصة، وأول شركة كذلك والوحيدة اليوم، لها مسؤولية تجاه الاقتصاد المحلي والمساهمين والشركاء والشركات التي تعمل معها، لذا فإن نموذجاً يعتمد على طيران منخفض القيمة هو الأمثل لتحقيق جميع هذه الأهداف. أضف لذلك أن منطقة الشرق الأوسط تعتبر من أكثر المناطق الواعدة من حيث النمو لنموذج الطيران منخفض التكاليف في السنوات المقبلة طبقاً لدراسات دولية كثيرة تتوقع ذلك.
* بعد عودة «الجزيرة» للربحية هل عادت للتوظيف؟
- بالطبع عادت للتوظيف بقوة لمواءمة حجم الطلب وعمليات الشركة في الفترة المقبلة، وقد أطلقنا بالفعل حملة موسّعة تهدف إلى التوظيف من الكوادر المحلية وتوفير الفرص للشباب الذين سيتمكنون من العمل مع ذوي الخبرات العالمية، وسيحصلون على فرصة فريدة في قطاع الطيران والسفر.
وأيضا لدى «الجزيرة» مبادرة ناجحة جدا وهي أكاديمية الجزيرة التي تدعم الشباب وتقوم بتدريبهم على متطلبات سوق العمل في قطاع الطيران.
وينبع كل ذلك من إيماننا الثابت بأن الاستثمار في الطاقات البشرية هو العنصر الأساسي والمحرك الرئيس لنجاحنا، والوصول الى آفاق غير مسبوقة.
خفض التكاليف
وقّعت «الجزيرة» أخيراً مذكرة تفاهم مع شركة إيرباص لشراء 20 طائرة ركاب من طراز «A320neo»، و8 طائرات من طراز «A321neo» في صفقة تزيد قيمتها على 3.3 مليار دولار، مع منحها خيار شراء 5 طائرات إضافية إذا قررت مستقبلاً.
وتتميز طرازات «neo» بكونها تحقق وفورات في حجم استهلاك الوقود، وتخدم نطاق طيران أطول، وتوافر سعة حمولة إضافية، وتساعد في انخفاض الضوضاء من المحركات، وتخفّض التكاليف التشغيلية.
وتم تجهيز الطائرة بتصميم مقصورات «طيران الجزيرة» التي تنفرد بمقاعدها المصنوعة من الجلد.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}