قررت المملكة العربية السعودية إعادة افتتاح جسر الملك فهد الذي يربط السعودية بالبحرين بعد 434 يوما على إغلاقه بسبب جائحة فيروس كورونا وذلك في 17 مايو 2021، وفقا لشروط وإجراءات احترازية، وهو ما ترك حالة من التفاؤل داخل المنامة لتنشيط الاقتصاد وتعويض بعض الخسائر، كذلك تم مؤخرا السماح بسفر المواطنين الأقل من 18 عاما من السعوديين إلى البحرين وفق عدد من الاشتراطات، ما أدى الى انتعاش حركة التسوق للسعوديين في مملكة البحرين، حيث تشكل حركة التسوق للسعوديين والوافدين من السعودية أكثر من 50 % من دخل المجمعات التجارية الرئيسية بالبحرين؛ مثل مجمع التنين، والأفنيوز، والسيتي سنتر، والعالي، ومجمع السيف، حيث ينفقون ما يزيد على 70 % من قيمة مبيعات تلك المجمعات.
وعلق رجل الاعمال علي المسلم على مدى تأثير فتح جسر الملك فهد على الاقتصاد البحريني قائلا: «ان فتح المنافذ لدخول المستثمرين سوف ينمي الاقتصاد ويدفع بعجلة تنشيط التجارة في مملكة البحرين بسرعة كبيرة، وسيستفيد منها عدد كبير من الناس مثل سواق التاكسي، وأصحاب الفنادق والمطاعم وأصحاب البقالات، ونتمنى ان يكون هناك انفتاح على الدول بدون فيزا مثل الدخول على دول مجلس التعاون».
وتوقع المسلم ان يكون هناك انفتاح داخلي وخارجي وانتعاش سياحي واقتصادي وفندقي على جميع المستويات، وكذلك تمنى ان يكون هناك انفتاح للمملكة على الدول الاخرى، حتى يكون هناك ترويج للسياحة لمملكة البحرين في جميع دول العالم، وهذا له دور في جذب العديد من المستثمرين.
انتعاش القطاع الفندقي
من جانبه يقول مهدي حناين المدير العام لفندق سوفيتيل: ان فتح المجال لدخول العوائل ومن هم دون سن الـ18 سينعش القطاع الفندقي وخاصة اننا فندق عائلي، وننظم برامج عديدة للأطفال، منها تنظيم نادي وسينما للأطفال وبرك سباحة ومحلات للآيسكريم، ولقد لاحظنا حركة الأطفال بعد صدور القرار للسماح لهم بدخول البحرين ما أدى الى ارتفاع الحجوزات بنسبة 30 % بالنسبة إلى السعوديين.
وأشار إلى ان القطاع الفندقي تأثر في جائحة كورونا وكان الجميع ينتظر فتح الجسر لإنعاش الحركة الفندقية، ونتمنى ان تزول كورونا تماما حتى يمكن استقبال الاعراس الهندية كما السابق، ففي 2019 نظمنا حوالي 9 اعراس في السنة.
زيادة مبيعات الذهب
بينما اكد الصائغ حسين النطعي ارتفاع الاقبال على شراء الذهب بنسبة %70 تقريبا بعد فتح الباب لدخول السعوديين عبر الجسر، بالإضافة الى انتهاء شهر محرم وصفر، ودخول شهر ربيع الأول الذي يتزامن مع دخول موسم الزواج وانخفاض أسعار الذهب، وقد لاحظنا ذلك خلال الشهر الحالي، بالإضافة الى ان السماح للأطفال دون 18 سنة بالدخول يعني السماح للعائلات السعودية بالدخول، ما أدى الى انعاش الحركة في الأسواق وخاصة في ظل ارتفاع الضريبة في المملكة العربية السعودية الى %15 مقارنة بالبحرين التي تصل الى %5، حيث يقصد الخليجيون والسعوديين البحرين للتسوق وخاصة سوق الذهب البحريني نظرا إلى ما يتمتع به من الدقة والجودة للذهب البحريني.
وتوقع ان يزيد الاقبال على شراء الذهب خلال الشهرين القادمين بسبب زيادة القيمة المضافة الى %10 مع بداية السنة الجديدة.
ارتفاع طلبات المطاعم
بينما يقول حسين العرادي وهو يعمل في احد المطاعم المعروفة: «كوننا مطعما للعائلات ويرتاده الكثير من السعوديين لاحظنا انتعاشا غير مسبوق خلال الأسابيع الماضية مع السماح لمن دون 18 سنة من السعوديين بالدخول إلى البحرين، وزادت الطلبات بنسبة تزيد على% 50، وتسبب في الضغط على فروعنا، التي تبلغ حوالي 16 فرعا، حيث كانت المطاعم تعاني الامرين منذ بداية الجائحة، وتحسنت الأوضاع منذ شهر مايو بعد السماح للسعوديين بالدخول، ولكن السماح للعائلات مع الاطفال زاد من نسبة الاقبال كثيرا، ما جعلنا نبدأ في الحجز للمناسبات والاعياد قبل الحضور إلى المطعم، ولقد لاحظنا ذلك لأن مطعمنا يتعاون مع عدة مطاعم أخرى والتي لاقت رواجا كبيرا جدا بعد فتح الجسر.
انتعاش قطاعات عديدة
بينما أكد الخبير الاقتصادي د. جعفر سبت ان الاخوة السعوديين لهم قوة شرائية كبيرة ولهم سخاء كبير في الانفاق، وهذا يساعد على إنعاش السوق والطلب على السلع والخدمات المتعددة والصناعات، مثل الصناعات المحلية والألبسة والخياطين والمغاسل، وصناعة الحلوى والمخابز التي تمتاز بها البحرين، وقطاع النقل والفنادق التي زادت نسبة الاشغال فيها بسبب فتح الجسر.
وأضاف: «كذلك انتعشت كثير من القطاعات مثل صناعة الذهب والمجوهرات بسبب اقبال السعوديين لأنهم يحبون مصوغات الذهب البحرينية، ويثقون فيها لتوافر الختم واهتمام الحكومة بالجودة للذهب البحريني، الذي يجعلهم اكثر اطمئنانا»، مشيرا كذلك الى انتعاش بيع السلع السعودية في البحرين والعكس بطريقة قانونية، وسهولة التعامل مع الريال السعودي.
ووفق هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية في البحرين بلغ حجم التجارة غير النفطية بين السعودية والبحرين 2.96 مليار ريال (789 مليون دولار) خلال الربع الأول من العام الجاري.
ونما حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البحرين والسعودية بنسبة %43، ليبلغ 688.4 مليون دولار خلال الربع الثالث من 2020، مُقارنة بـ481 مليون دولار خلال نفس الفترة من عام 2019.
وارتفع التبادل التجاري الثنائي بين البلدين بنسبة 12% ليتجاوز الملياري دولار خلال الأرباع الثلاثة الأولى من 2020، لتُسجل زيادة كبيرة في حجم التجارة على أساس سنوي، مقارنة بـ1.93 مليار دولار في عام 2019، وهو ما ينتظر أن يرتفع خلال عام 2021 .
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}