أعرب رئيس مجلس إدارة شركة ألمنيوم البحرين «ألبا» الشيخ دعيج بن سلمان آل خليفة عن اعتزازه بما حققته الشركة من نتائج غير مسبوقة في المجالات كافة، وأوضح في لقاء خاص مع «الأيام الاقتصادي» أن «ألبا» حققت -لأول مرة- نتائج غير مسبوقة في تاريخها لـ50 عامًا محطّمة كل المقاييس؛ إنتاجًا وبيعًا وأرباحًا، وهي اليوم في أحسن حال، مشيرًا الى أن الخط السادس غيّر كل المقاييس ومكّن الشركة من إنتاج منتجات ذات قيمة مضافة، وهي تسعى لزيادة حضورها في الأسواق الرئيسة وزيادة مبيعاتها من هذه المنتجات.
وأوضح أن الشركة تمكّنت في الربع الأول من العام الجاري من إنتاج 773887 طنًا متريًا، وهو الأمر الذي أدى الى تحقيق أرقام قياسية على مستوى الأداء العام، فيما وصلت مبيعات منتجات القيمة المضافة الى مستويات جديدة بلغت 472887 طنًا متريًا، وهو يعادل نحو 64% من مبيعاتها، مشيرًا إلى أن هذين الانجازين غير المسبوقين تحققا بفضل خط الصهر السادس، وعليه، حققت الشركة سقفًا جديدًا في الأرباح بلغ 385 مليون دولار، بزيادة 1،461% على أساس سنوي.
وفيما يخص مواجهة تداعيات جائحة كورونا قال دعيج بن سلمان: «إننا اليوم أقوى من ذي قبل في مواجهة الجائحة، خاصة ان استجابتنا لمواجهتها كانت مبكرة واستباقية تماشيًا مع التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك، حفظه الله ورعاه، وللقرارات السديدة لصاحب السمو الملكي ولى العهد رئيس مجلس الوزراء، وقرارات الفريق الوطني الطبي للتصدي للجائحة». وأضاف: «بفضل تفعيل خطة استمرارية الأعمال وخطة الجاهزية للطوارئ حافظنا على سير عملياتنا بصورة ثابتة دون المساومة على سلامة القوى العاملة لدينا»، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن رؤية سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بإنشاء خط الصهر السادس كانت بمنزلة خطوة استباقية لمواجهة جائحة كورونا، خصوصًا أن المشروع اكتمل قبل فترة بسيطة من ظهور الجائحة في العالم، ودون خط الصهر السادس كانت نتائج الشركة ستكون مختلفة تمامًا خلال العام 2020 والعام الجاري.
وكشف عن مشروع مصنع معالجة بقايا خلايا الصهر، وقال إنه من المشاريع الرائدة والفريدة من نوعها في المنطقة، وإن أعماله الإنشائية انطلقت في عام 2019 وقد شارفت هذه الأعمال على الانتهاء، وهو يمثل مبادرة بيئية ومشروعًا استراتيجيًا يأتي ثمرة تضافر جهود مع المجلس الأعلى للبيئة تماشيًا مع الاستراتيجية الوطنية المتكاملة لإدارة المخلفات، ويعالج ما بين 30 الى 35 ألف طن سنويًا من مادة بطانة خلايا الصهر لاستخدامها في صناعات أخرى، مضيفًا أن مجلس إدارة الشركة وافق على مبادرات استراتيجية على مدى السنوات الخمس المقبلة، وأبرزها التركيز على مواضيع الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية.
على صعيد آخر، قال رئيس مجلس إدارة «ألبا» إن الشركة تلبي حاجة السوق المحلي بالكامل، مشيرًا إلى أن 21% من مبيعات الشركة في السوق المحلي، وفيما يلي نص الحوار كاملاً:
* كيف تقيّمون أداء الشركة خلال جائحة كورونا؟ وما أبرز الخطوات التي اتخذتها «ألبا» للتعامل مع هذه الجائحة؟
- كما تعلمون أن للسلامة أهمية بالغة لدينا في الشركة. وكوننا شركة وطنية مسؤولة فإن سلامة العاملين لدينا من موظفين وعمال المقاولين وعودتهم سالمين لعائلاتهم كل يوم يمثل أولوية قصوى لدينا، ویعكس قيمنا وطموحنا المتمثل في أن تصبح ألبا المصهر الأكثر سلامة في العالم.
استجابتنا لجائحة كورونا كانت مبكرة واستباقية وبالتماشي مع التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، والقرارات السديدة لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، وقرارات الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا، إذ اتخذنا العديد من الإجراءات الاحترازية، منها على سبيل المثال توزيع الكمامات بشكل دوري على جميع العاملين، ووضع وحدات تعقيم في مختلف الدوائر، مع الحرص على تطبيق التباعد الاجتماعي، كما أتحنا خيار العمل من المنزل، ناهيك عن إعداد النشرات والملصقات والأفلام القصيرة بشكل مستمر بهدف زيادة وعي الجميع وضمان سلامتهم داخل أو خارج ألبا على حد سواء. أضف إلى ذلك أن الدورات التدريبية في الشركة لم تتوقف، بل أقيمت على المنصات الافتراضية، بما يضمن استمرارية حصول موظفينا على البرامج التدريبية حسب المخطط الموضوع.
كنا نعمل فريقًا واحدًا متكاتفًا وعائلة كبيرة لضمان سلامة جميع الموظفين وعمال المقاولين، وبتنا اليوم أقوى من ذي قبل في مواجهة هذه الجائحة، ولدينا إدراك تام وواضح بأن الجائحة لم تنتهِ بعد واللقاح هو أفضل الطرق لمواجهة هذا الواقع الجديد، لذلك کنا نهدف للوصول إلى نسبة تطعيم تبلغ 75% من القوى العاملة في الشركة في نهاية العام، والحمد لله وبفضل وعي وتكاتف الجميع والحملات التوعوية العديدة التي قادتها الإدارة التنفيذية مشكورة، بلغت نسبة المتطعمين في الشركة أكثر من 99%، ونطمح إلى الوصول إلى نسبة 100% خلال الفترة القليلة المقبلة.
لم تقتصر مساعينا على حماية عائلة ألبا من موظفي الشركة وعمال المقاولين فحسب، بل امتدت لتشمل المجتمع البحريني من خلال إطلاق عدد من المبادرات، كان أهمها دعم حملة «فينا خير» ومبادرات تعقيم بعض مؤسسات المجتمع المدني، وما إلى ذلك من مظاهر العطاء المجتمعي.
وفيما يخص الجانب التشغيلي، فبفضل تفعيلنا لخطة استمرارية الأعمال وخطة الجاهزية للطوارئ، حافظنا على سير عملياتنا بصورة ثابتة دون المساومة على سلامة القوى العاملة لدينا.
أضف إلى ذلك، إن إطلاق خط الصهر السادس قبل ظهور جائحة كورونا كان الخطوة الاستباقية لمواجهة هذه الجائحة، إذ كانت رؤية سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء إلى هذا المشروع بأنه سيكون له مردود اقتصادي كبير على الاقتصاد الوطني، ولولا افتتاح خط الصهر السادس قبل الجائحة لكانت النتائج خلال العام 2020 و2021 مختلفة تمامًا، وكانت الشركة ستواجه مشاكل وصعوبات مالية عديدة.
* على الصعيد المالي والتشغيلي، يُعد 2021 من أنجح الأعوام في تاريخ «ألبا» منذ بدء عملياتها التشغيلية قبل 50 عامًا، ما أسباب هذا الأداء المالي والتشغيلي المتميز؟
- أداء الشركة خلال النصف الأول من العام الجاري كان امتدادًا للأداء القوي الذي حققته الشركة في الربع الأخير من العام 2020، والذي كان أقوى أداء في تاريخ الشركة، وواصلنا الزخم القوي في الربع الأول من عام 2021، الأمر الذي دفعنا إلى تحقيق أرقام قياسية على مستوى الأداء العام، فمن جانب الإنتاج تمكّنا من إنتاج 773887 طنًا متريًا، وهو أعلى إنتاج لنا على الإطلاق، ومن جهة المبيعات فقد وصلت مبيعات القيمة المضافة إلى مستويات جديدة بلغت 472323 طنًا متريًا (أي ما يعادل 64% من مبيعاتنا)، ويعود الفضل في تحقيق هذين الإنجازين غير المسبوقين إلى مشروع خط الصهر السادس للتوسعة الذي أضاف كما تعلمون 540000 طن متري الى إجمالي إنتاج ألبا الذي كان يفوق مليون طن متري سنويًا.
أما على مستوى الإيرادات فقد تجاوز هامش الإيرادات قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء (EBITDA) الرقم القياسي الذي حققناه في الربع الأول من عام 2021، لترسي بذلك معيارًا جديدًا بنسبة 33% مقابل 29.8% في الربع الأول من عام 2020، وبلغت أرباحنا سقفًا جديدًا للأشهر الستة الأولى من عام 2021، إذ تجاوزت للمرة الأولى سقف الـ300 مليون مسجلة 385 مليون دولار، أي بزيادة 1,461% على أساس سنوي مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
* هل إطلاق مشروع خط الصهر السادس هو السبب الرئيس والوحيد في تحقيق تلك النتائج التاريخية؟
- كما ذكرت لكم سابقًا أن خط الصهر السادس أسهم بصورة كبيرة في تحقيقنا لتلك النتائج المذهلة، خصوصًا في هذا التوقيت الصعب الذي يمر به العام بسبب جائحة كورونا، وكما ذكرت لكم أيضًا أنه من دون وجود خط الصهر السادس كان الوضع المالي والنتائج مختلفة تمامًا، لكن هناك أمور أخرى أسهمت في ارتفاع الأداء، إذ جاءت إيرادات الشركة مدفوعة بارتفاع الأسعار في بورصة لندن للمعادن بنسبة 61% على أساس سنوي في الربع الثاني من 2021، وبنسبة 41% على أساس سنوي خلال النصف الأول من 2021، وقابل ذلك انخفاض جزئي في حجم المبيعات بنسبة 1% على أساس سنوي خلال الربع الثاني من 2021 و3% على أساس سنوي خلال، كما حققنا وفورات من مبادرة الحصالة بلغت 56 مليون دولار مقارنة بالهدف الموضوع ومقداره 70 مليون دولار بحلول نهاية عام 2021، والعامل الأكثر أهمية هو الدعم الذي وجّهته حكومات الدول لدعم اقتصاداتها، إذ كان لهذا العام دور بارز في عودة النشاط إلى الأسواق العالمية، وانتعاش حركة المبيعات وهو ما أسهم في ارتفاع سعر الألمنيوم في بورصة لندن، وانعكس ذلك على الأداء العام لشركة ألبا.
* تحدثتم عن كمية إنتاج ومبيعات قياسية غير مسبوقة، ما أبرز المنتجات؟ وما نسب مبيعاتها في الأسواق العالمية؟
- نعم، كانت الإنتاجية والمبيعات قياسية في تاريخ الشركة، إذ بلغ الإنتاج 773887 طنًا متريًا كما ذكرت لك، وفيما يتعلق بالمبيعات فإن السبائك المعيارية حازت على أعلى نسبة مبيعات بلغت 39%، وقضبان السحب 33%، ثم المعدن السائل 17%، والمزيج الأساسي 12%، وقوالب الدرفلة 1%.
أما على مستوى الأسواق، فإن الأسواق الاسيوية هي الأعلى في اجمالي صادرات الشركة بحسب احصاءات العام 2020، إذ بلغت نسبة صادرات الشركة إلى الأسواق الآسيوية 30%، تليها الصادرات إلى الأسواق الأوروبية بنسبة 23%، ثم أسواق دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 16%، تليها أسواق الأمريكتين بنسبة 10%. أما مبيعات السوق المحلي فقد بلغت نسبتها 21% في العام الماضي.
* هل تأثرت صادرات الشركة إلى الولايات المتحدة الأمريكية بسبب قرار الإدارة الأمريكية بفرض الضرائب على واردات الألمنيوم؟
- قرار الإدارة الأمريكية شمل جميع موردي الألمنيوم الى الولايات المتحدة وليس شركة ألبا فقط، بالنسبة لنا لم نتأثر كثيرا من ذلك القرار إلا أننا نتطلع إلى إلغاء الضريبة لأجل إتاحة الفرصة لزيادة صادرات الشركة، خاصة المنتجات ذات القيمة المضافة الى السوق الأمريكي.
* مع الاهتمام العالمي المتزايد بجوانب الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات خلال السنوات الأخيرة، ما الجهود التي تبذلها الشركة في هذا المجال؟
- المسؤولية البيئية والاجتماعية والحوكمة مغروسة في ثقافة ألبا، ولما لها من أهمية بالغة باتت جزءا لا يتجزأ من رؤية ومهمة وقيم الشركة التي طرحناها مؤخرا، إذ طرحت ألبا عددا من المبادرات البارزة في هذا الصدد، ففي الجانب البيئي قامت ألبا بإطلاق مشروع مزرعة الأسماك في يونيو 2020 بالتعاون مع المؤسسة الاستهلاكية للحرس الوطني بمملكة البحرين، والذي يهدف لتعزيز المنتجات الغذائية الوطنية وتحقيق الأمن الغذائي، ویعكس سلامة عملياتنا التشغيلية في مصنع التكليس والمرفأ البحري وملاءمتها للبيئة البحرية.
كما تعمل ألبا على إطلاق مشروع مصنع معالجة بقايا بطانة خلايا الصهر المشروع، وهو الأول من نوعه في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، إذ يمتلك القدرة لمعالجة 30,000 إلى 35,000 طن سنويا من مادة بقايا بطانة خلايا الصهر، لتصبح هذه المادة بعد ذلك مفيدة وقيمة للاستخدام في صناعات أخرى، مثل الاسمنت والحديد والصوف المعدني ومواد البناء. بالإضافة إلى ذلك، هناك مشروع تركيب ألواح الطاقة الشمسية، والشركة حاليا بصدد دراسة جدوی تریب ألواح للطاقة الشمسية في أعلى منطقة مواقف السيارات؛ بهدف تولید 5 ميغا واط من الطاقة.
هذا بالإضافة الى واحة ألبا التي تمتد على مساحة 153,500 متر مربع تنتج أكثر من طن شهريا من المحاصيل الزراعية، ونسعى إلى ما هو أبعد من مجرد الالتزام بالقوانين والمعايير الدولية البيئية، وذلك من خلال أنظمتنا الصارمة فيما يتعلق بالإدارة البيئية وإدارة المخلفات وبرامج التحكم في الانبعاثات.
وفي جانب السلامة والمجتمع، فقد أنهت الشركة عام 2019 بالكامل دون أي إصابة مضيعة للوقت، وتمكنا في عام 2020 من تحقيق إنجاز تاريخي بالوصول إلى أكثر من 24 مليون ساعة عمل آمنة دون أي إصابات مضيعة للوقت. وحققنا مؤخرا أكثر من 14 مليون ساعة عمل آمنة دون أي إصابات مضيعة للوقت، ولدينا الكثير من المبادرات المجتمعية منها دعم مؤسسة إنجاز البحرين وغيرها من المؤسسات والفعاليات المحلية.
وفيما يتعلق بحوكمة الشركات، فإن الشرك أطلقت نظام الإبلاغ السري لجميع الأطراف المعنية، وكذلك دليل سلوك العمل الذي يحدد أهم القيم والمبادئ الأخلاقية التي يجب مراعاتها في أثناء الالتزام بالعمل في أو مع الشركة وذلك منذ عام 2010، وفي عام 2018 أطلقنا آلية التظلم الخارجي لجميع التظلمات المتعلقة بالجوانب البيئية والاجتماعية من الجمهور العام والمعنيين من خارج الشركة، كما أطلقنا دلیل سلوك العمل «خط النزاهة» الذي يقدم مجموعة من التوقعات والقواعد الإرشادية لجميع العاملين لضمان أعلى مستويات النزاهة، ويعد إنتاج الألمنيوم بصورة مسؤولة ومستدامة من أهم أولويات الشركة في خططها الاستراتيجية الحالية والمستقبلية.
ومؤخرا قامت الشركة بإطلاق رؤيتها ومهمتها وقيمها متضمنة المسؤولية البيئية والاجتماعية والحوكمة (ESG) باعتبارها جزءا رئيسا منها.
* فازت «ألبا» مؤخرًا بجائزة أفضل شركة في الحوكمة من قبل مجلة (Ethical Boardroom). حدّثنا أكثر عن هذا الاستحقاق وما يعنيه للشركة وعن مدى التزام «ألبا» بتطبيق مبادئ الحوكمة.
- باعتبارنا شركة مدرجة في كل من بورصة البحرين وسوق لندن للأوراق المالية، فإننا في ألبا نعمل في إطار مجموعة من مبادئ حوكمة الشركات المصادق عليها من قبل مجلس الإدارة، والتي تتماشى مع ميثاق حوكمة الشركات لعام 2018، وذلك تحت إشراف ورقابة لجنة الترشيح والمكافآت وحوكمة الشركات التابعة لمجلس الإدارة، ونسعي جاهدين لتحسين ممارسات حوكمة الشركات والإفصاحات لضمان مواكبتنا لمتطلبات الجهات الرقابية داخل مملكة البحرين فضلا عن أفضل الممارسات الدولية، إذ نؤمن بأن حوكمة الشركات تتعلق بالطريقة التي ندير بها أعمالنا، ودمجها في كل نشاط من أنشطة الأعمال التي نمارسها.
وتتصدر المسائل البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات (ESG) أولويات واهتمامات مجلس إدارة شركة ألبا وإدارتها التنفيذية، وهي جزء لا يتجزأ من رؤيتنا ومهمتنا وقيمنا.
حوكمة الشركات تمثل رحلة متواصلة، ونهدف إلى تحسين ممارساتنا، بالإضافة إلى تقارير حوكمة الشركات باستمرار بحيث يكون لها تأثير إيجابي على الاقتصاد المحلي والمجتمع البحرین ككل، ونفخر في ألبا بالحصول على جائزة أفضل شركة في الحوكمة من قبل مجلة Ethical Boardroom ويشرفنا أن يتم الاحتفاء بنا وتقديرنا نظير إظهارنا ريادة استثنائية في مجال الحوكمة، إذ تسلط هذه الجوائز والتكريمات الضوء على الدور المهم الذي تلعبه حوكمة الشركات في تحديد نجاح الشركة وكذلك فعالية مجالس إدارتها وصنع القرار، ما يؤدي بدوره إلى فوائد مستدامة للمساهمين وأصحاب المصلحة على نطاق أوسع.
* يُعد مصنع معالجة بقايا بطانة خلايا الصهر من المشاريع الذي أشرتم إليها الرائدة والفريدة من نوعها في المنطقة والعالم، هل لك أن تحدّثنا أكثر عن تفاصيل المشروع؟
- نعم، هذا المصنع سيكون فريدا من نوعه في المنطقة، إذ يمثل مصنع معالجة بقايا بطانة خلايا الصهر مبادرة بيئية مهمة ومشروعا استراتيجيا يأتي ثمرة لتضافر جهودنا مع الأخوة في المجلس الأعلى للبيئة.
انطلقت الأعمال الإنشائية في المشروع في عام 2019 وقد شارفت على الانتهاء، وسيتم افتتاحه خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وتبلغ الكلفة الاجمالية لإنشاء المصنع 44 مليون دولار.
ونسعى من خلال هذا المشروع الممتد على مساحة تبلغ 26 ألف متر مربع لمعالجة 30,000 إلى 35,000 طن سنوية من مادة بقايا بطانة خلايا الصهر لاستخدامها في صناعات أخرى كما ذكرنا في السؤال السابق، وهذا المشروع يتماشى مع الاستراتيجية الوطنية المتكاملة لإدارة المخلفات في مملكة البحرين بقيادة سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة الممثل الشخصي لجلالة الملك المفدى رئيس المجلس الأعلى للبيئة، ويوفر المصنع حلولا مستدامة لإدارة بقايا بطانة خلايا الصهر دون أي مخلفات.
* ما توقعاتكم للمرحلة القادمة في ظل الارتفاع الكبير الذي تشهده أسعار الألمنيوم في بورصة لندن للمعادن؟ وما أبرز خطط ومشاريع الشركة المستقبلية؟
- كما أشرنا سابقا، إن عوامل عديدة مثل تعافي الاقتصاد الكلي واستئناف نشاط قطاع التصنيع وقلة الألمنيوم في المخازن أدت الى دعم الارتفاع في سعر بورصة لندن للمعادن والعائدات الأعلى على المستوى الإقليمي، وحتى الآن، تجاوزت أسعار بورصة لندن للمعادن 2,600 دولار للطن المتري لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ 10 سنوات.
ودعمت برامج الدعم النقدية والمالية التي طرحتها الحكومات في جميع أنحاء العالم قوة الطلب في سوق منتجات الألمنيوم النهائية، ومن المتوقع أن يستمر هذا الدعم مع تقدم الجهود المبذولة في توزيع وأخذ اللقاح المضاد الفيروس كورونا وتخفيف القيود التي تفرضها الحكومات لمكافحة الجائحة، وما زالت الصين تقلص نمو إمداداتها من منتجات المعادن بهدف تحقيق أهدافها المتعلقة بخفض انبعاثات الكربون.
وبحسب قراءتنا للتقارير والمعطيات الحالية، نتوقع استمرار ارتفاع الأسعار، وأن تتراوح أسعار بورصة لندن للمعادن بين 2,400 دولار للطن المتري و2,500 دولار للطن المتري وذلك للفترة المتبقية من عام 2021، كما نتوقع ارتفاع الطلب العالمي على الألمنيوم بنسبة 6% حتى نهاية العام.
وفيما يتعلق بالمشاريع الجديدة، فقد وافق مجلس إدارة الشركة على مبادرات استراتيجية على مدى السنوات الخمس المقبلة، وأبرزها تركيز الشركة على مواضيع الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية.
* هل يمكن الإفصاح عن بعض المبادرات الاستراتيجية التي تستهدفها الشركة للسنوات المقبلة؟
- بالطبع، في مجلس الإدارة بحثنا مشروع تأمين نسبة من المواد الخام الرئيسية لتفادي الازمات المفاجئة التي قد تحدث من حين لآخر، والتي قد تؤثر على أداء الشركة كان حدث في العام الماضي مع أزمة مادة الألومينا في البرازيل بحثنا فرص الاستثمار في إمدادات المواد الخام في السوق، إما من خلال مشروع مشترك أو حصة ملكية أو اتفاقيات شراء لتأمين ثلث متطلباتنا من الألومینا (حوالي مليون طن من الألومینا) من أجل استدامة عمليات الشركة في المستقبل، وقد وقعنا بالفعل مذكرة تقاهم مع شركة صينية في العام الماضي، وهذ الأمر من شانه أن يضمن لنا تحوطا طبيعيا ضد تقلب أسعار الألومینا.
بالإضافة إلى مناقشة عدد من المبادرات التي نسعى من خلالها إلى زيادة وجودنا وحضورنا في الأسواق الرئيسة وزيادة مبيعاتنا من منتجات القيمة المضافة.
* هناك مشروع لتوسعة مرفأ سترة، وإنشاء مخازن جديدة، ما تفاصيل هذا المشروع؟
- مشروع توسعة مرفأ سترة هو أحد المشاريع المهمة بالنسبة لنا، المرتبطة باستراتيجية الشركة الرامية الى تأمين نسبة من المادة الخام للألمنيوم «الألومينا»، إذ إن توفير الكميات المستهدفة يتطلب وجود مخازن تتسع لها، ومن هنا سعينا إلى مشروع توسعة المرفأ الذي تبلغ كلفته الإجمالية 75 مليون دولار.
* في 2014 أطلقتم مشروع «تيتان» لتحقيق المزيد من الوفورات للشركة، كم بلغت الوفورات التي سجلها المشرع حتى الآن؟
- بالفعل، أطلقنا هذا البرنامج من أجل خفض النفقات وتحقيق وفوورات للشركة من خلالها، وتمكنا من تحقيق نتائج مذهلة، إـ بلغت الوفورات التي حققها البرنامج أكثر من 400 مليون دولار، ففي عامي 2014 و2015 كان هدفنا تحقيق وفورات بقيمة 150 مليون دولار، ونجحنا في تحقيق 143 مليون دولار، في عامي 2016 و2017 كان هدفنا تحقيق وفورات بقيمة 100 مليون دولار وحققنا 36 مليون دولار، وفي عام 2018 كان هدفنا تحقيق 60 مليون دلار وتمكنا من تحقيق 102 مليون دولار، وفي عامي 2019،2020 كان الهدف جمع وفورات بقيمة 100 مليون، ونجحنا في تحقيق 145 مليون دولار، لذلك نحسن سعداء بالنتائج لتي حققها البرنامج.
* فيما يتعلق بالبحرنة في شركة «ألبا»، كم تبلغ نسبة البحرينيين في الشركة الآن؟
- شركة ألبا حريصة دائما على منح البحريني الأولوية في التوظيف، وتفخر الشركة بأن الإنجازات التاريخية والقياسية التي حققتها الشركة كان بقيادات وعمال أغلبهم من البحرينيين. ويبلغ عدد القوى العاملة في شركة ألبا 3130 موظفا، ونسبة البحرنة في الشركة تبلغ 84%، ونحن في مجلس الإدارة نقدم التحية لجميع العاملين من الرئيس التنفيذي إلى أصغر عامل في الشركة لجهودهم الكبيرة والمخلصة التي قادت الشركة إلى هذه الأرقام القياسية.
* وماذا عن العمل النقابي عبر النقابتين العماليتين في «ألبا»؟
- يكفي القول إنه يسير على ما يرام.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}