رغم أن مجال الاستثمار من أفضل المجالات لتحقيق الأرباح، إلا أنه ليس بالمجال السهل، لذلك يحتاج المستثمرون المبتدئون إلى التعلم من تجارب من سبقوهم، وفي عالم الاستثمار ربما لا يوجد أفضل من المستثمر الأمريكي وارين بافيت ومواطنه رجل الأعمال والمستثمر جورج سوروس ليتعلم منهما كل من يريد أن يحقق نجاحًا في هذا المجال.
ورغم أن الاثنين من أكثر المستثمرين ذكاءً ونجاحًا، فإنهما يستخدمان استراتيجيات استثمار مختلفة تمامًا، ويحتاج المستثمرون المبتدئون إلى فهم هذه الاستراتيجيات والاختيار من بينها، ونستعرض في هذا التقرير المسارات التي سلكها كلا المستثمرين.
وارين بافيت
- قام بافيت بأول استثمار في حياته حين كان عمره 11 عامًا، وقد درس في جامعة كولومبيا في أوائل العشرينيات من عمره، وكان معلمه بنجامين جراهام المعروف بكونه الأب الروحي لاستثمار القيمة، كان جراهام يرى أن كل ورقة مالية لها قيمة جوهرية مستقلة عن سعرها في السوق.
- أصبح هذا المفهوم بمثابة الفلسفة التي أنشأ بافيت على أساسها صندوقه الأول "بافيت بارتنر شيب"، والذي أسسه عام 1956، باستثمار أولي بقيمة 105 آلاف دولار. وزادت قيمة الأصول التي يديرها الصندوق بشكل كبير على مدى السنوات الـ 13 التالية، حيث وصلت قيمتها إلى أكثر من 105 ملايين دولار.
- استغل بافيت هذا النجاح لتأسيس شركة "بيركشاير هاثاواي"، والتي تبلغ قيمتها أكثر من 635 مليار دولار، اعتبارًا من 18 يوليو 2021. وحيث إن بافيت كان ولا يزال يعتمد في استثماره على استثمار القيمة، فإنه يبحث باستمرار عن فرص استثمارية تمكنه من استغلال اختلالات الأسعار على مدى فترة زمنية طويلة.
- وهناك جملة شهيرة لبافيت ينصح فيها المستثمرين بأن يكونوا خائفين عندما يكون الآخرون جشعين، وأن يكونوا جشعين عندما يكون الآخرون خائفين. ويرجع نجاح بافيت بشكل أساسي إلى قواعد جراهام الثلاث وهي، الاستثمار بناءً على مفهوم هامش الأمان، والربح من التقلبات، وأن يعرف المستثمر نفسه. فمن خلال هذه القواعد تمكن بافيت من اتخاذ قرارات استثمارية عقلانية خلال فترات التقلبات الاقتصادية.
جورج سوروس
- وُلد سوروس في بودابست عام 1930، وهاجر إلى المملكة المتحدة عام 1947، وبدأ حياته المهنية بعد تخرجه في كلية لندن للاقتصاد. وعمل سوروس في العديد من البنوك التجارية في المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، قبل أن يطلق أول صندوق تحوط له "دبل إيجل" عام 1969.
- تمكن سوروس بفضل الأرباح التي حققها الصندوق، من إنشاء صندوق تحوط آخر، وهو "سوروس فاند مانجمنت" عام 1970، والذي أعيد تسميته ليصبح صندوق "كوانتوم فاند". وتم تشغيل الصندوق من عام 1973 حتى 2011، وخلال هذه الفترة حقق عائدات ضخمة بلغت نسبتها نحو 20% سنويًا.
- على عكس بافيت الذي يعتمد في استثماراته على القيمة الجوهرية للشركات، فإن سوروس يعتمد على التقلبات قصيرة الأجل، والمعاملات عالية الاستدانة، بمعنى أنه كان لا يولي أهمية كبيرة لقيمة الشركات.
- في أوائل التسعينيات على سبيل المثال، راهن سوروس بمليارات الدولارات على أن الجنيه الإسترليني سوف تنخفض قيمته بشكل كبير على مدار يوم تداول واحد. وكان سوروس وقتها يتصارع مع النظام المصرفي البريطاني المركزي؛ بسبب محاولته الحفاظ على التنافسية غير الحقيقية للجنيه الإسترليني في أسواق الصرف الأجنبي، وفي نهاية المطاف كسب سوروس أكثر من مليار دولار من هذه الصفقة.
المصدر: إنفيستوبيديا
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}