نبض أرقام
06:16 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/23
2024/11/22

بوصلة الذهب .. هل يظل التردد سيد الموقف فيما يخص تحرك المعدن النفيس هذه الفترة؟

2021/07/27 أرقام - خاص

الذهب عادة ما يطلق عليه "الملاذ الآمن" أو الملجأ الذي يحتمي به المستثمرون في أوقات الأزمات وعدم الاستقرار، ومع وقوع أزمة جائحة "كورونا" والتي اتسمت بأنها أزمة من الصعب استيعاب محركاتها وكيفية الخروج منها ووقف الخسائر، لم يكن سهلاً الجزم بأن استجابة الأصول- ومنها الذهب- سوف تكون بشكل يقيني كما تقول التجارب السابقة، بل على العكس قد تكون مختلفة عن الاحتمالات المرجحة.

 

 

أزمة 2020 مع جائحة كورونا تتسم بأنها أزمة صحية بالمقام الأول وليست اقتصادية مالية مثل أزمة 2008 التي ارتفع بعدها المعدن بـ170% مسجلاً قمة تاريخية بحلول عام 2011. في بداية الجائحة تسرب للناس شعور بأن الأزمة ولأنها صحية ومع فيروس غامض وقاتل، فبالتالي المشكلة لن تنتهي بطباعة أموال كثيرة ولا بالتدخل الحكومي لأنها أكبر من قدرة الحكومات.

 

الإطار الزمني للقياس

 

بداية الفترة

(بالدولار/الأوقية)

 

نهاية الفترة

(بالدولار/الأوقية)

 

أقل مستوى خلال الفترة

(بالدولار/الأوقية)

 

أعلى مستوى خلال الفترة

(بالدولار/الأوقية)

 

التغير بين البداية والنهاية (%)

أداء الذهب في فترة جائحة كورونا وحتى يوليو 2021

2021

(يناير- 26 يوليو)

 

1946.60

 

1808.26

 

1678.00

 

1954.40

 

7.11

 

 

بداية السنة

(بالدولار/الأوقية)

 

نهاية السنة

(بالدولار/الأوقية)

 

أقل مستوى خلال السنة

(بالدولار/الأوقية)

 

أعلى مستوى خلال السنة

(بالدولار/الأوقية)

 

التغير بين البداية والنهاية (%)

2020

 

1520.55

 

1895.10

 

1472.35

 

2058.40

 

24.43

أداء الذهب في سنوات ما بعد الأزمة المالية العالمية 2009

2008

 

840.75

 

865.00

 

692.50

 

1023.50

 

3.41

2009

 

869.75

 

1104.00

 

813.00

 

1218.25

 

27.63

2010

 

1113.00

 

1410.25

 

1052.25

 

1426.00

 

27.74

2011

 

1405.50

 

1574.50

 

1316.00

 

1896.50

 

11.65

 
بالإضافة إلى أنها أزمة صحية، فهي أزمة غير مفهومة في ذلك الوقت، صاحب ذلك حالة هلع تسببت في تخارج المستثمرين وتسييل كل شيء يملكونه سواء كان أسهمًا أو حتى ذهبًا ومعادن، فهبطت أسعار كافة الأصول شاملة الذهب مع بداية الأزمة.
 

سعر أوقية الذهب من بداية 2020 حتى يوليو 2021

متوسط شهري

سعر الذهب -الدولار / الأوقية

يناير 2020

1664

فبراير

1707

مارس

1689

أبريل

1819

مايو

1829

يونيو

1866

يوليو

2068

أغسطس

2059

سبتمبر

1977

أكتوبر

1960

نوفمبر

1858

ديسمبر

1976

يناير 2021

1921

فبراير

1785

مارس

1759

أبريل

1797

مايو

1921

يونيو

1771

يوليو (حتى يوم 26)

1808

 

استمرت حالة الضغط التي شملت أغلب الأصول عدا الذهب، وهو ما شكل دعماً للمعدن الأصفر بهذه المعنويات السلبية المحفزة للتحوط والتوجه للأصول الآمنة والتي تعتبر مخزناً للقيمة في أوقات القلق، فتماسك المعدن بداية من شهر أبريل وبدأ في الارتفاع من القاع الذي وصل له بسبب الفترة الأولية للجائحة وقت تسييل كافة الأصول، واستطاع أن يحقق قممًا جديدة تاريخية مع تغذية الهلع العالمي بعدم التوصل إلى لقاح بعد حتى ذلك الوقت وهي الحالة التي امتدت بين أبريل وديسمبر.

 

الاقتصاد العالمي أثناء الجائحة بين فترة الهلع وفترة الاستقرار

فترة أبريل – ديسمبر 2020

فترة يناير – يوليو 2021

شعور عام أن الأزمة أكبر من قدرة الحكومات وأنها أزمة غير مفهومة

بداية الشعور أن الأزمة مفهومة وربما يمكن احتواؤها وأن الحكومات قادرة على التعامل معها

حال قلق

حالة هدوء وثقة أعلى نسبياً

لا يوجد لقاح

يوجد لقاح

ركود اقتصادي وفقدان وظائف

بداية التعافي الاقتصادي واستعادة الوظائف

انخفاض حاد في الأسواق المالية

تحسن أداء الأسواق المالية

 

لكن حالة الخوف والارتباك التي كانت في بداية الجائحة واستمرت لشهور أعطت زخما كبيرا للذهب الذي انطلق من قاع 1,472.35 دولار والذي تم تسجيله في 18 مارس 2020، إلى قمة 2,058.40 دولار والذي تم تسجيله في السادس من أغسطس من نفس العام، قبل أن ينزل عن هذه القمة وتبدأ حالة الخوف هذه في الانطفاء تدريجيا والخمود مع إعلانات عن بداية الوصول للقاحات، وعاد بعض من الهدوء والثقة والاستقرار إلى معنويات المستهلكين والمستثمرين، وهو ما انعكس سلباً على الذهب.

 

الفيدرالي والذهب

 

تدخل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في بداية الأزمة عبر عقد اجتماعات طارئة أولها في الثالث من مارس وثانيها في الخامس عشر من نفس الشهر للعام الماضي، أي في البداية المبكرة للجائحة، ساعد في دعم الاقتصاد وساهم في تهدئة جزء من القلق المستشري بالمجتمعات والقطاعات الاقتصادية بسبب الجائحة.

 

ونتيجة للعلاقة العكسية بين الذهب من ناحية وزيادة النقد الورقي من ناحية أخري "المعروف أكاديمياً بـ Fiat money"، أسفر تدخل الفيدرالي وبدء برنامج شراء الأصول "التيسير النقدي" عن ارتفاع قيمة الذهب بسبب ارتفاع الطلب عليه للتحوط ضد التضخم المتوقع نتيجة طبع النقود الورقية، والعكس يحدث حين يقرر الفيدرالي أن يخفف تدريجياً مشترياته الشهرية من الأصول البالغة 120 مليار دولار، حينها من المرجح أن ينخفض الطلب على الذهب كنتيجة حتمية لانخفاض الضغوط التضخيمة الناجمة عن ارتفاع المعروض من النقد.

 

 

ماذا يحدث في 2021

 

من بداية يناير وحتى السادس والعشرين من يوليو، فقد الذهب نحو 7.1% من قيمته، حدث ذلك لعدة أسباب تقف وراء انخفاضه الفترة الأخيرة، يمكن تلخيصها فيما يلي:

 

- أداء جيد لمؤشر الدولار.

- ارتفاع عائد سندات الخزانة . 

- المناجم تعود ونشاط التعدين يتحسن.

- الفيدرالي لم يغلق أو يخفف برنامج التيسير بعد.

- الأعمال والأنشطة الاقتصادية تعود.

- اللقاح متوفر ونسب التطعيم في ارتفاع.

- لا يوجد داعٍ للهلع أو الخوف.

 

 

الاستجابة ليست واحدة طوال الوقت

 

من ناحية أخرى، قد يكتسب الذهب بعض الزخم والدعم من عدة عوامل أبرزها تحور فيروس "كورونا" وخاصة "دلتا" الذي بدأ ينتشر بشكل كبير في الولايات المتحدة وعدة دول أخرى رئيسية في حركة استثمارات وتداولات الذهب، إضافة إلى ظهور بعض الأصوات في مجلس الفيدرالي الأمريكي تنادي بضرورة بدء التفكير في تقليص التدخل والدعم الحكومي والتخفيف التدريجي لبرامج التيسير، ولذا فقرار الفيدرالي المنتظر يوم غد الأربعاء سيكون مؤثراً بدرجة معتبرة في حركة الذهب الفترة القادمة.

 

لكن ومع ذلك، ليس شرطاً أن تكون استجابة الذهب لهذه العوامل مشابهة للحوادث السابقة ومتسقة معها بشكل يقيني ولا يمكن التأكد من ذلك قبل حدوثه، ذلك لأن الذهب ليس الملاذ الآمن الوحيد لو زاد انتشار المتحور "دلتا" أو خفف الفيدرالي من برنامج التيسير النقدي وخفض مشترياته من الأصول.

 

فهناك مؤثرات أخرى معاكسة قد تمنع تأثير هذه العوامل، وليس هناك ضمانة بثبات العوامل الأخرى كما تقول كتب الاقتصاد دائما، إضافة إلي أن هناك ملاذات آمنة منافسة للذهب مثل الدولار والين الياباني والفرنك السويسري وحتى السندات الأمريكية.

 

المصادر: بلومبرغ – وول ستريت جورنال – ماركت ووتش - فوربس

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.