نيويورك تسحب بساط تداول الكوبالت من تحت أقدام لندن

2021/07/18 اقتصاد الشرق

حلّق تداول عقود معدن الكوبالت المستقبلية في نيويورك عالياً، مع سحب مجموعة "بورصة شيكاغو للسلع" (CME Group) للبساط من تحت أقدام بورصة لندن للمعادن المنافسة لها، في سوق تتسم بالتقلب والنمو السريع للمعدن الأساسي لتصنيع البطاريات.

 

نشاط التداول في عقد "بورصة شيكاغو للسلع" اكتسب زخماً منذ إطلاقه في ديسمبر، مع اندلاع موجة من المعاملات مؤخراً في العقود طويلة الأمد، التي تشير إلى نشاط تحوط كبير من قِبل الصناعيين المستخدمين للكوبالت.

 

فقد أصبحت إدارة مخاطر الأسعار مشكلة مثيرة للقلق في صناعة الكوبالت، حيث أُجبرت شركة "غلينكور" (Glencore)، أكبر منتج للمعدن، على إعادة التفاوض بشأن العقود مع بعض عملائها الصينيين الرئيسيين في عام 2018 بعد انخفاض الأسعار. وارتفع عقد بورصة "كومكس" (Comex) بنسبة 57% حتى الآن خلال هذا العام، ما يجعل الكوبالت أحد أفضل السلع الصناعية أداءً هذه السنة.

 

يتم تعزيز الاهتمام بالعقود المستقبلية للكوبالت من قِبَل شركات صناعة السيارات والبطاريات، التي تتطلع إلى التحوط من تعرضها لارتفاع الأسعار، ومن البنوك على غرار "غولدمان ساكس"(Goldman Sachs) ، التي قامت مؤخراً بشراء الكوبالت الطبيعي، ضمن سعيها بناء أعمال تجارية أكثر نشاطاً، وفقاً لمصادر مطلعة على الأمر. ولم يرد متحدث باسم "غولدمان ساكس" على طلب للتعليق.

 

تداول صغير.. طموح كبير

 

رغم أن أحجام التداول لا تزال صغيرة، إلاّ أن "بورصة شيكاغو للسلع" لديها طموحات لتصبح وجهة التسعير المهيمنة في سوق للمادة المستخدمة على نطاق واسع في بطاريات السيارات الكهربائية.

 

يونغ جين تشانغ، الرئيس العالمي للمعادن في "بورصة شيكاغو للسلع"، أفصح خلال مقابلة معه أن البورصة قامت بالفعل بتمديد طول منحنى العقود المستقبلية القابلة للتداول مرتين منذ إطلاقها، وذلك استجابةً لطلبات العملاء الصناعيين.

 

مضيفاً: "مع العقود الجديدة من هذا النوع، فإن المُحرّكين الأوائل للتداول يكونون عادةً الصناعيين الفعليين الذين لديهم احتياجات تحوطية. وعليه "تزداد أهمية هذه الأنواع من الأدوات، التي تتيح إدارة التكاليف الثابتة وتأمين هوامش الربح أكثر فأكثر".

 

تراجع لندن

 

ستكون زيادة أحجام التداول في "كومكس" بمثابة انتكاسة لبورصة لندن للمعادن، المنافس الأكبر لمجموعة "بورصة شيكاغو للسلع" في أسواق المعادن الصناعية، التي كانت تتطلع لجذب المتداولين نحو عقود الكوبالت الخاصة بها منذ عدة سنوات.

 

فقد أطلقت بورصة لندن للمعادن عقد كوبالت قابل للتسليم مادياً في عام 2010، لكن بعد مروره ببداية واعدة، انحسر نشاط التداول في السنوات الأخيرة، وسط الحديث عن أن بعض مستودعات شبكة تخزين المعادن التابعة للبورصة قد تكون مرتبطة باستغلال عمالة الأطفال، ما دفعها إلى إجراء مراجعة لسلسلة التوريد. وأطلقت البورصة عقداً ثانياً قابل للتسوية النقدية في عام 2019، لكن لم يكن هناك أي نشاط تداول عليه حتى الآن.

 

ورفضت متحدثة باسم بورصة لندن للمعادن التعليق.

 

نمو سريع

 

يرجع النمو السريع لعقد "بورصة شيكاغو للسلع"، الذي يضاهي طرح بورصة لندن للمعادن على مؤشر "فاست ماركتس" (Fastmarkets)، في جزء كبير منه إلى الجهود التسويقية النشطة للوسطاء الذين يوجهون العملاء إلى منتج "كومكس"، وفقاً لاثنين من متداولي الكوبالت المطلعين على كِلا البورصتين.

 

على النقيض من ذلك، كان السماسرة في العاصمة البريطانية أقل حرصاً على بناء قاعدة من عملاء تداول الكوبالت في بورصة لندن للمعادن، ويرجع ذلك أساساً إلى مخاوف بشأن التكاليف العامة، حسب قولهم.

 

من المؤكد أن عقد "كومكس" لا يزال أمامه طريق طويل للحصول على قبول واسع النطاق، وقد يضع الحجم الصغير للصناعة سقفاً طبيعياً لنمو تداول العقود المستقبلية. إذ يبلغ الإنتاج العالمي السنوي من الكوبالت حالياً حوالي 130 ألف طن، مقارنة بنحو 20 مليون طن من النحاس تقريباً، و65 مليون طن للألمنيوم، وهما أكبر سوقين للمعادن الأساسية من حيث القيمة والحجم على التوالي.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.