نبض أرقام
02:27 م
توقيت مكة المكرمة

2024/12/22
2024/12/21

بعد تسوية "إيفر جيفن" .. إلى أين تتجه قناة السويس وما أكبر التهديدات التي تواجهها؟

2021/07/06 أرقام - خاص

توصلت هيئة قناة السويس إلى اتفاق تسوية مع الشركات المالكة والمؤمنة على سفينة الشحن العملاقة "إيفرجيفن"، تحصل بموجبه الحكومة المصرية على تعويضات عن الأضرار التي لحقت بها جراء أزمة جنوح السفينة.

 

وبمقتضى الاتفاق، تُفرج القناة عن السفينة المحتجزة بمنطقة البحيرات المرة يوم غد الأربعاء، وكانت السفينة قد جنحت في مجرى القناة يوم الثالث والعشرين من مارس الماضي، وعطلت حركة الملاحة لمدة ستة أيام.

 

ولم يعلن أي من طرفي الاتفاق تفاصيله بعد، بينما نادي شركات التأمين وإعادة التامين المعروف باسم UK club  ذكر في بيان سابق أنه تم التوافق على بقاء بنود الاتفاق سرية.

 

 

الدور العالمي لقناة السويس

 

يمر بقناة السويس نحو 9% من التجارة العالمية ، بينما الرقم الأكثر أهمية هو نسبة استحواذ قناة السويس علي 100% من حركة سفن الحاويات المتجهة من شرق آسيا إلى أوروبا والأمريكتين أو العكس ، وهذا الاستحواذ يعزز كثيرا من الدور العالمي الذي تلعبه قناة السويس فى التجارة والاقتصاد الدوليين.

 

لم يجب المرور بالسويس؟

 

قناة السويس بحسب الاحصاءات والبيانات الرسمية علي موقعها الإلكتروني تُعرف بأنها أقصر طريق يربط بين الشرق والغرب، وذلك بسبب موقعها الجغرافي، فهي تصل بين البحر المتوسط عند بورسعيد والبحر الأحمر عند السويس.

 

​الموقع الجغرافي لقناة السويس يجعلها أقصر طريق بين الشرق والغرب بالمقارنة مع رأس الرجاء الصالح. وطريق القناة يحقق وفورات في المسافة بين موانئ الشمال والجنوب من القناة، الأمر الذي يترجم كوفر في الوقت واستهلاك الوقود وتكاليف تشغيل السفينة كما هو مبين في الأمثلة بالجدول أدناه:

 

من

إلي

المسافة (بالميل البحري)

الوفر

قناة السويس

راس الرجاء الصالح

ميل بحري

%

رأس تنورة

روتردام

6436

11169

4733

42

سنغافورة

روتردام

8288

11755

3467

29

 

مشاريع جديدة

 

عقب حادثة "ايفر جيفن" وجدت مصر نفسها فى حاجة مُلحة لإثبات الجدية اللازمة فى تحمل مسؤولياتها تجاه الاقتصاد العالمي، بناءً علي ذلك أعلن الرئيس "عبدالفتاح السيسي" في مايو الماضي إطلاق مشروع جديد لتوسعة وتعميق وازدواج جزء من المجري الملاحي للسويس بتكلفة تقدر بـ14 مليار دولار وينتهي بحلول 2023.

 

وكانت مصر قد نفذت توسعات سابقة فى عام 2014 وانتهت فى غضون عام كجزء من مشروع أكبر يطلق عليه مشروع "المنطقة الاقتصادية لقناة السويس" تشمل توسعة وازدواجية لـمسافة 72 كيلومترا من المجرى الملاحي بجانب إنشاء مناطق صناعية ولوجستية وموانئ علي ضفتي القناة بجانب حفر 5 أنفاق أسفل القناة تربط شبه جزيرة سيناء بوادي ودلتا النيل وقلب البلاد ، تكلف المشروع نحو 8 مليارات دولار.

 

مواصفات مشروع رفع كفاءة قناة السويس - مايو 2021

أجزاء المشروع

الجزء الأول: توسعة وتعميق المنطقة الجنوبية

الجزء الثاني: ازدواج فى منطقة البحيرات المرة

امتداد كل جزء

يمتد لمسافة 30 كم

يمتد لمسافة 10 كم

 

 

الهدف المباشر من هذه الإنشاءات الجديدة هو تحسين سيولة العبور، ومنع تأثير الرياح والأمواج والتيارات الملاحية لعدم التأثير على مؤخرة السفن، أما الهدف غير المباشر فهو الحفاظ علي سمعة القناة التى تضررت بشدة فى أزمة إيفر جيفن والدفاع عن دورها الحيوي بالاقتصاد العالمي.

 

لمحة تاريخية

 

تم توقيع اتفاقية القسطنطينية 1888 وهى الاتفاقية التى تنظم عمل قناة السويس بوصفها ممرا ملاحيا دوليا وتقوم على أساس أنَّ القناة منفعة جماعية لكل دول العالم وينبغي أن تظل مفتوحة لجميع السفن التي تحمل الأعلام والمؤمَّن عليها بشكل صحيح، بغض النظر عن دولة المنشأ.

 

ومن 500 سفينة تمر سنويا عبر القناة عند توقيع اتفاقية القسطنطينية قبل 133 عاما إلى أكثر من 18 ألف سفينة سنويا حتى 2019 ، تعاظم دور "السويس" فى الملاحة والتجارة الدولية وبالتوازي تعاظمت التهديدات والتحديات أمام هذا الدور الحيوي الذي تؤديه في الاقتصاد العالمي.



 

التهديدات والمخاطر

 

قناة السويس لا تواجه فقط مخاطر الحوادث العرضية مثلما حدث مع "إيفر جيفن"، وإنما هناك مخاطر أخرى عديدة، حيث تواجه نوعين آخرين من التهديدات، أولهما يمكن وصفه بالتهديد الملموس وهو معني أكثر بأمن البحار والملاحة الدولية ومواجهة القرصنة والميليشيات والعمليات التخريبية بطائرات دون طيار.

 

 

أما التهديد الثاني فهو تهديد غير ملموس ومرتبط بالتكنولوجيا بشكل رئيسي وهو التهديد السيبراني أو الإلكتروني، وهو ما ذهب إليه كل من "روبرت جرين" و"فيكتوريا كوتس" في مقالهما المشترك مارس الماضي علي موقع بلومبرغ حيث صرحا بـ :

 

"تكمن أكبر نقطة ضعف في السويس في المجال السيبراني. وتعدُّ تكنولوجيا المعلومات وهندسة الاتصالات في القناة معرَّضة للخطر، وهنا يمكن للولايات المتحدة والحلفاء الإقليميين المساهمة بتكنولوجيا جديدة لضمان حماية النظام بشكل صحيح، وامتلاكه الإمكانيات اللازمة لحمايته من الأعطال أو التخريب"

 

يستطرد المقال: "ومثل هذه الخطوات – أي حماية نظام الملاحة بالسويس- لن تحمي فقط التجارة البحرية الحيوية أثناء التعافي العالمي من الوباء، بل تضمن أيضاً حماية كابلات الاتصالات البحرية ذات الأهمية الحيوية، والموجودة في موقع قناة السويس نفسه".

 

 

خلال أزمة إيفر جرين كانت الخسائر اليومية لانسداد مجرى قناة السويس تقارب 10 مليارات دولار، كذلك لوحظ فى هذه الفترة ظهور ملامح اضطراب لسلاسل التوريد العالمية وتأجل العديد من الشحنات والرحلات وحدث تأخر كبير فى التسليم بالموانئ وارتفعت أسعار النفط والتأمين علي السفن وتكاليف الشحن، وبالطبع فى نهاية الأمر حدث تأثير سلبي علي التضخم ، اضطراب كامل في الاقتصاد العالمي حدث نتيجة أزمة إيفر جيفن التي استمرت 6 أيام فقط.

 

ورغم ما تبذله الحكومة المصرية من جهود بارزة واستثمارات كبيرة فى رفع كفاءة قناة السويس ، فإن الدور المحوري لها يستوجب ضرورة البحث دائما عن التهديدات المحتملة والمخاطر الناشئة والتى تحيط ببيئة عمل هذا الممر الذي يعد شريانا رئيسيا للاقتصاد العالمي، حتي ولو لم تقع هذه التهديدات المحتملة لكن يظل التدرب المستمر والاستعداد الجيد لكافة الاحتمالات والممكنات أفضل كثيرا من التراخي وفعل اللا شيء.

 

المصادر : بلومبرغ – الجارديان – هيئة قناة السويس

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.