نبض أرقام
04:26 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/11/23
2024/11/22

بقيادة "تسلا" .. هل تعيد وول ستريت تجسيد كابوس"دوت كوم"؟

2021/06/22 أرقام - خاص

في أواخر عام العقد الأخير من القرن الماضي وبداية الألفية الجديدة، شهدت الأسهم الأمريكية تضخمًا كبيرًا وسريعًا للغاية، وذلك بسبب أسهم شركات الإنترنت التي بدت جذابة وتعد بتقنيات من شأنها تشكيل المستقبل، ما شجع المستثمرين على حيازتها خشية تفويت ركاب الرابحين.

 

نمت قيمة الأسهم بشكل كبير خلال هذه الفترة، وارتفع مؤشر "ناسداك" الذي تهيمن عليه أسهم التكنولوجيا من أقل من ألف نقطة إلى أكثر من 5 آلاف بين عامي 1995 و2000، لكن هذا التدافع الجماهيري لم يدرك في وقت مناسب أنه ينفخ فقاعة مدمرة عرفت لاحقًا باسم "دوت كوم".

 

 

بدأت الأمور تتغير في عام 2000، وانفجرت الفقاعة بين عامي 2001 و2002 ودخلت الأسهم سوقاً هابطاً، وشهد الانهيار الذي أعقب ذلك تراجع "ناسداك" من ذروته عند 5048 نقطة في العاشر من مارس 2000، إلى 1139 نقطة في الرابع من أكتوبر 2002، بانخفاض يتجاوز 76%.

 

بنهاية عام 2001، تراجعت معظم أسهم "دوت كوم" حتى أسعار أسهم شركات التكنولوجيا المميزة آنذاك مثل "سيسكو" و"إنتل" و"أوراكل" فقدت أكثر من 80% من قيمتها، واستغرق الأمر 15 عامًا حتى استعاد مؤشر "ناسداك" ذروته، وهو ما حدث في الرابع والعشرين من أبريل 2015.

 

رغم غرابة الادعاء، يبدو أن انهيار "دوت كوم" بدأ مجددًا للتو في وول ستريت، حيث تتشابه دورة الازدهار والانهيار لعامي 1999 و2000 بشكل ملحوظ مع ما حدث خلال الأشهر التسعة الماضية في الأسهم الشائعة في مجالات الطاقة النظيفة والسيارات الكهربائية والقنب وشركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة.

 

إذا استمر التشابه، فإنه ينذر بالسوء للمستثمرين الذين انضموا إلى السوق الصاعد في وقت متأخر، حيث إن تلك الأسهم بقيادة "تسلا" انخفضت بالفعل بنسبة من الربع إلى الثلث عن أعلى مستوياتها هذا العام، ومع ذلك فهناك أسباب للأمل (على عكس مطلع القرن الحادي والعشرين) ألا ينتشر الانفجار إلى بقية السوق.

 

أوجه التشابه

 

- أوجه التشابه في كل من الأداء وسلوك المستثمر. أدى الخوف في أواخر عام 1999 من تفويت فرصة الاستثمار في أسهم الإنترنت إلى تضخم مؤشر "ناسداك" المركب بنسبة 83% من نهاية سبتمبر إلى أعلى مستوى له في مارس 2000.

 

- منذ سبتمبر العام الماضي وحتى إلى أعلى مستوياته هذا العام، قفز صندوق المؤشرات المتداولة "Invesco" والذي يركز على الطاقة الشمسية بنسبة 88%، وقفز صندوق "بلاك روك" الذي يركز على أسهم الطاقة النظيفة العالمية بنسبة 81%، وكذلك صندوق "Ark" للابتكار بنسبة 70%.

 

 

- في ذلك الوقت، ارتفع سهم شركة "سيسكو" (وهو رائد في تشكيل الفقاعة) بنسبة 133%، فيما ارتفع سهم الفقاعة الرئيسي "تسلا" بنسبة 110% من سبتمبر وحتى مستوى الذروة هذا العام. تضاعفت بعض القطاعات خلال فقاعة "دوت كوم" ثلاث مرات تقريبًا، تمامًا كما حدث في صناديق القنب هذه المرة.

 

- حتى الوقت من العام متشابه، حيث بلغت القطاعات الشائعة ذروتها في فبراير ومارس من هذا العام، بينما تم الوصول إلى أعلى مستوى خلال "دوت كوم" في 10 مارس 2000، وبعد انفجار الفقاعة، كان الأداء بحلول منتصف يونيو متشابهًا، مع خسائر تراوحت بين الربع إلى الثلث من القطاعات المستفيدة هذا العام، وخسارة ربع قيمة "ناسداك" في عام 2000.

 

- كان سلوك التداول مشابهًا أيضًا، ففي نهاية عام 1999 عندما قاد الخوف من تفويت الفرصة المتشككين في مجال الإنترنت بما في ذلك المستثمرين المؤسسيين وصناديق التحوط الرافضة للشراء على أي حال، فيما حقق المتداولون اليوميون مكاسب غير عادية في اليوم الأول للاكتتابات العامة لشركات الإنترنت.

 

- شهد الربع الأخير من عام 2020 لحظة تم فيها التعامل مع "تسلا" على محمل الجد، بعد قبولها في "إس آند بي 500"؛ أصبحت الطاقة الشمسية والطاقة النظيفة من الأشياء التي لا غنى عنها بغض النظر عن السعر للعديد من المؤسسات الكبيرة التي تتعرض لضغوط لإظهار مؤهلاتها البيئية؛ وحلت شركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة محل جنون الاكتتاب العام لعام 2000 كوسيلة لتحويل الأموال إلى الشركات الناشئة الخاسرة.

 

هل من انهيار أوسع؟

 

- انخفض مؤشر "إس آند بي" بنسبة 4% فقط من أعلى مستوى له في مارس بحلول منتصف يونيو عام 2000. وهذا لا يختلف كثيرًا عن اليوم، عندما واصل المؤشر تحقيق ارتفاعات جديدة على الرغم من انهيار الأسهم الشائعة.

 

- بالعودة إلى عام 2000، كان من السهل الاعتقاد بأن السوق الأوسع سيكون محميًا بالتناوب من النمو الجامح إلى أسهم القيمة الرخيصة المتجاهلة، ونجح ذلك لكن لبعض الوقت فقط، ووصل المؤشر أعلى مستوى له في مارس 2000 بعد ستة أشهر، قبل أن يتضح أن نهاية طفرة ناسداك كانت تبطئ الاقتصاد أيضًا، وبحلول عام 2002، انخفض "إس آند بي" بمقدار النصف تقريبًا.

 

 

- مع ذلك، هناك أسباب وجيهة للاعتقاد بأنه هذه المرة يمكن للسوق الأوسع مقاومة الانجرار إلى الانهيار مع هبوط القطاعات التي كانت لامعة في السابق، ورغم المبالغة في قيمة أسهم "إس آند بي" والتي من الطبيعي أن تعزز اتجاه التحول من النمو إلى القيمة.

 

- لكن انخفاض أسعار الأسهم في الطاقة النظيفة والسيارات الكهربائية والقنب وحتى هبوط بيتكوين إلى النصف، يؤثر بشكل أقل كثيرًا في محافظ المستهلكين مما حدث عند انهيار "دوت كوم"، لأن الفقاعة أقل انتشارًا.

 

- بلغت فقاعة "ناسداك" قيمة تقارب نصف قيمة مؤشر "إس آند بي" في ذروته لعام 2000، بينما حتى مع "تسلا"، فإن القطاعات المستفيدة في الأشهر التسعة الماضية تمثل جزءًا بسيطًا من ذلك.

 

ماذا عن طفرة التداول؟

 

- بالنسبة لأسهم طفرة التداول، تختلف ظروف السوق والتكنولوجيا بشكل كبيرا عن التداول اليومي خلال فقاعة "دوت كوم" في أواخر التسعينيات، وفقًا لما قاله خبير الوساطة عبر الإنترنت ومتداول الخيارات السابق "توم سوسنوف".

 

- قال "سوسنوف"، الذي شارك في تأسيس شركة "Thinkorswim" في عام 1999: لا توجد مقارنة بين المتداولين اليوميين بين 1999-2000، والانتقال إلى التداول عبر الإنترنت، الأمر مختلف تمامًا بالنظر إلى تقنية التداول المتفوقة التي تقدمها صناعة الوساطة عبر الإنترنت في الوقت الحاضر للتداول بدون عمولة.

 

 

- وفقًا لـ"سوسنوف"، فإن المتداولين اليوميين خلال فقاعة "دوت كوم" تعرضوا لضغوط شديدة بشكل أساسي من فرق العرض والطلب وكذلك العمولات والرسوم، وقال إن مستثمري التجزئة يمكنهم الآن التنافس بشكل أفضل مع المحترفين، فيما يتعلق بسرعة التداول، بينما يحصلون على فروق أسعار بين العرض والطلب ضئيلة للغاية.

 

المصادر: أرقام- وول ستريت جورنال- إنفستوبيديا- سي إن بي سي

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.