أكبر شركة اتصالات في كوريا الجنوبية تخصص 5 مليارات دولار لعمليات استحواذ

2021/06/19 اقتصاد الشرق

تسير أكبر شركة للاتصالات المحمولة في كوريا الجنوبية، "إس كيه تيليكوم كو"، على خطى "سوفت بنك غروب"، من خلال التخلّي عن صورتها الرصينة والقيام بدور أكثر ديناميكية كمستثمر في الشركات الناشئة بقطاع التكنولوجيا.

 

وبميزانية قدرها 5 مليار دولار مخصصة لعمليات الاستحواذ على مدار السنوات الثلاث المقبلة، تسعى الشركة للاستحواذ على شركة مثل عملاقة التجارة الإلكترونية الكورية، "كوبانغ"Coupang Inc، التي غذّى طرحها العام الأول الكبير الأرباح القياسية لـ"سوفت بنك" في الربع الأخير.

 

وستجمع الشركة حوالي ملياري دولار عبر عائدات الاكتتابات العامة الأولية المخطط لها من قبل خمس شركات تابعة لـ "إس كيه تيليكوم"، ومن المحتمل أن يُدرج بعضها كشهادات إيداع أمريكية في نيويورك، وفقاً لتصريحات كبير المسؤولين التنفيذيين في الشركة.

 

قال نائب الرئيس التنفيذي هوه سيوك-جوو، في أول مقابلة للشركة بعد الإعلان عن تقسيمها: "مصلحتنا بسيطة للغاية، فنحن نريد أن يرتفع سعر سهمنا. إنه يشبه إلى حد كبير الشركات المدرجة في بورصة "ناسداك"، ولقد فعلنا كل ما في وسعنا لتحسين القيمة للمساهمين".

 

تأتي تلك التحركات كجزء من تحوّل جذري جاري في ثالث أكبر تكتل عائلي كبير، المعروف باسم الـ"تشيابول" في كوريا الجنوبية والتي تسيطر على اقتصاد البلاد. كما أدى القلق بشأن حوكمة الشركات التي قد تصب في مصالح الأسر المؤسسة على حساب تلك الخاصة بالمساهمين في عمالقة من أمثال "سامسونغ إليكترونيكس" و"هيونداي موتور"، إلى تداول أسهمها جميعاَ بـ"خصم كوري" دائم مقارنة بنظرائها الدوليين.

 

في الوقت ذاته، اتخذ مجلس إدارة "إس كيه تيليكوم" مجموعة من الإصلاحات شملت قراراً في الأسبوع الماضي بشأن تقسيم الشركة، البالغة 37 عاماً من العمر، إلى شركتين منفصلتين. وستُركّز أعمال الهاتف المحمول والاتصالات التقليدية على التدفقات النقدية الثابتة وتوزيعات الأرباح، بينما ستتخصص الشركة المعروفة مبدئياً باسم، "إس كيه تي إنفيستمنت"، في الاستثمار والنمو والاكتتابات العامة.

 

سيتم إعادة إدراج كلا السهمين في شهر نوفمبر بعد توقف دام شهراً لانتظار موافقة المساهمين الأفراد المؤثرين، فيما تتضمن الخطة أيضاً تقسيم الأسهم بنسبة 1-5، لكي تُصبح في متناول المستثمرين الأفراد المؤثرين في كوريا الجنوبية، والذين يُمثّلون حوالي ثلاثة أرباع حجم التداول اليومي.

 

تعتبر الخطوة أيضاً الأحدث في سلسلة من الإجراءات التي أعلنتها مؤخراً، "إس كيه تيليكوم، لأجل تعزيز عوائد المساهمين، بما في ذلك تقديم توزيعات أرباح ربع سنوية وإلغاء جميع أسهم الخزانة تقريباً.

 

قال هوه: "ما يزال يعتبر المستثمرون الأفراد أن ملكية أسهم الاتصالات مملاً، ونحن نعمل جدياً لتغيير ذلك. تتشابه الشركة الجديدة مع منصات (كاكاو)Kakao و(نافير) Naver".

 

وبعد اكتمال الانقسام، تهدف "إس كيه تيليكوم" إلى زيادة صافي قيمة أصولها بنسبة 30% سنوياً من 26 تريليون وون هذا العام إلى 75 تريليون وون (67 مليار دولار) في عام 2025، من خلال الاستثمار والإنفاق الكبير.

 

ارتفاع الأسهم

 

رحّب المستثمرون بتحوّل، "إس كيه تيليكوم"، وخاصة المؤسسات الأجنبية التي أضافت صافي 1.5 تريليون وون من أسهم الشركة هذا العام، أي أكثر من أي سهم كوري آخر، وفقاً لبيانات البورصة الكورية. وارتفعت الأسهم بنسبة 38%حتى الآن خلال هذا العام، وبلغت ذروتها عند أعلى مستوى في نحو عقدين يوم الجمعة الماضي، مقارنة بمكاسب مؤشر "كوسبي" عند نسبة 14% في عام 2021. ولم يتغير السهم كثيراً يوم الخميس بعد الارتفاع السابق بنسبة 1.1%، فيما انخفض مؤشر الأسهم بنسبة 0.5%.

 

وما يزال السهم يقل بحوالي 30% عن ذروته في عام 2000، ويتم تداوله بعشرة أضعاف أرباح الشركة فقط، في الوقت الذي يتم تداول فيه سهم شركة منصة الهاتف المحمول الكورية الجنوبية، "كاكاو" Kakao Corp بنحو 70 ضعفاً لأرباحها، وفقًا لبيانات "بلومبرغ".

 

مسار متشابه

 

لم تخجل الشركة من اقتراض مخطط لتطوير ذراع استثماري ناجح، قادته نظيرتها اليابانية "ماسايوشي سون" Masayoshi Son. وقال "هوه"، وهو واحد من أول خمسة مسؤولين تنفيذيين كبار ينضمون إلى شركة الاستثمار الحديثة، إن "مسار "إس كيه تيليكوم" و"سوفت بنك" يتشابهان"، فمثلما امتلكت "سوفت بنك" مصمم الرقائق، "إيه آر إم"ARM Ltd ، وضعت "إس كيه تيليكوم" قدمها في قطاع تصنيع أشباه الموّصلات من خلال الحصة الأكبر في شركة "إس كيه هاينيكس"SK Hynix Inc. ، التي تعتبر واحدة من الشركات الثلاث المهيمنة على منتجي الرقائق في العالم.

 

قال هوه: "إن "سوفت بنك" تبيع نصف أعمالها، فهم لم ينجحوا في صناعة أشباه الموّصلات ولكنهم نجحوا في الاستثمار بأعمال المنصات، وخصوصاً في مجال التنقّل. أما إذا نظرت إلينا، فستجد أننا ناجحون في مجال أشباه الموّصلات، ودخلنا بنجاح أيضاً في أعمال المنصة".

 

صفقات الرقائق

 

نمت قيمة حصة "إس كيه تيليكوم" في "هانيكيس" بأكثر من ست مرات منذ أن اشترت شركة الاتصالات المحمولة نسبة قدرها 21% مقابل 3 مليار دولار في عام 2011. وتواصل الشركة الأم، "إس كيه غروب"SK Group، إضافة أعمال إلى نشاطها في قطاع أشباه الموّصلات من خلال صفقات مثل استحواذ "هاينيكس" على قسم رئيس في شركة "إنتل" بقيمة 9 مليار دولار، والذي يخضع حالياً إلى الموافقات التنظيمية.

 

كما تبحث "إس كيه تيليكوم"، وفقاً لـ"هوه"، عن صفقات اندماج واستحواذ في كافة فئات صناعة أشباه الموّصلات، بما في ذلك الذاكرة ومعدات الإنتاج والتصنيع، بمبالغ قد تصل إلى مليارات الدولارات أو مبالغ أكثر تواضعاً، مضيفاً أن شركة الاستثمار الجديدة تتحرر من المخاوف التنافسية ومكافحة الاحتكار التي قد تمنع "هاينيكس" من تقديم عطاءات لشركات معينة.

 

وقال المسؤول التنفيذي: "هناك نقص عالمي في أشباه الموّصلات، ولذلك أعتقد أننا نملك فرصة كبيرة للغاية هنا. بالتأكيد سنقوم بإجراء المزيد من عمليات الاستحواذ، وسندفع باتجاه النمو العضوي وغير العضوي، لكي نصبح رواداً عالميين في قطاع صناعة أشباه الموّصلات".

 

طفرة الاكتتابات

 

أشار "هوه" أيضاً إلى الارتفاع الشديد في الطلب على طروحات الأسهم في كوريا الجنوبية بالآونة الأخيرة، وخصوصاً بين المستثمرين الأفراد، وهناك أسباب قليلة تدفع الشركات إلى التفكير في طرح الأسهم خارج البلاد.

 

من جانبها، تخطط "إس كيه تي إنفيستمنت" إلى الانضمام لطفرة الاكتتابات العامة في كوريا الجنوبية من خلال إدراج خمس شركات تابعة لمؤشر "كوسبي"، وتشمل شركة "وان ستور" One Store المدعومة من "مايكروسوفت" والمتخصصة في قطاع تطبيقات الهاتف المحمول، والتي من المتوقع أن تتضاعف قيمتها إلى 1.3 مليار دولار على الأقل قبل طرحها للاكتتاب العام في وقت مبكر من نهاية هذا العام.

 

في المرحلة التالية، تتطلع شركة الأمن، "إيه دي تي كابس"ADT Caps Co ، أيضاً إلى الاكتتاب العام في غضون الـ 12 شهراً القادمة، فيما تهدف كل من "كونتينت ويفي" Content Wavve Corp لخدمة البث المباشر، و"11 ستريت" 11 Street و"تي-ماب موبيليتي"T-Map Mobility للتجارة الإلكترونية عبر الهواتف المتحركة، إلى إدراج أسهمها في السنوات الثلاث المقبلة، بحد تقييم أدنى حجمه مليار دولار.

 

وتعتبر شركة "تي-ماب موبيليتي"، المشغّلة للعديد من خدمات منصات التنقّل والتي شاركت "أوبر تكنولوجيز" في مشروع مشترك، الشركة الوحيدة التي قال "هوه" إنه يود شخصياً رؤيتها في إدراج مزدوج بكوريا الجنوبية والولايات المتحدة، في شكل شهادات إيداع أمريكية.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.