وفرت صناديق المؤشرات المتداولة في البورصة، بديلًا استثماريًا أكثر شمولًا وفرصة للمستثمرين من أجل توسيع رقعة رهانهم، بدلًا من اقتصاره على سهم أو بضعة أسهم؛ حيث أصبح من الممكن الاستثمار في قطاع بأكمله.
صناديق المؤشرات، هي باختصار؛ صناديق استثمارية مفتوحة تتعقب حركة مؤشر بعينه سواء كان هذا المؤشر مخصصًا لقطاع أو سوق محدد، وتتميز بفضل قدرتها على منح المستثمر فرصة لتغطية أوسع دون التركيز على سهم معين.
وتتكون هذه الصناديق من مجموعة أوراق مالية مثل الأسهم المتداولة في البورصة، وتعتبر على نطاق واسع أحد البدائل الاستثمارية الأكثر كفاءة، وتتميز بانخفاض تكاليفها وسرعة تداولها، حيث التعامل عليها في أي وقت خلال جلسة التداول.
وتعد المنتج الأقل تكلفة لتنويع الاستثمارات، كما أنها لا تخضع لضرائب الأرباح الرأسمالية، ما يمكن المستثمرين الأفراد من ضبط أرباحهم بشكل أفضل دون تدخل من مدير الأصل كما في صناديق الاستثمار الأخرى.
رغم هذا، فإن تكلفتها (العمولة) قد تكون أكبر من صناديق الاستثمار في بعض الأوقات، خاصة إذا كانت الأموال المستثمرة بالصندوق قليلة، أو في حالات التداول عالي التردد، وأيضًا قد يحتاج المستثمرون لبذل بعض المجهود من أجل تمييز أي هذه الصناديق أكثر كفاءة وفاعلية.
ومع ذلك، فإن استهداف هذه الصناديق المجزية، قد يكون سهلًا للبعض عن طريق فحص مؤشرين رئيسيين للأداء؛ وفي حين أن كليهما يساعد في معرفة مدى اختلاف الصندوق عن المؤشر الذي يتعقبه، فإنهما يخبران المستثمر بأمور مختلفة أيضًا.
مفتاح التقييم: مقياسان
- معظم صناديق المؤشرات المتداولة في البورصة هي أدوات سلبية تسعى إلى تتبع أداء المؤشر الذي تختاره، ويمكن أن يكون هذا المؤشر القياسي أي شيء بدءًا من مؤشر معروف مثل "إس آند بي 500"، وصولًا إلى مؤشر خاص بأسهم معينة، مثل أسهم الطاقة النظيفة.
- غالبًا ما يتحدث مقدمو خدمات صناديق المؤشرات عن عوائد المؤشر التاريخية عند الترويج لمنتجاتهم، لكن يجب ألا يتوقع المستثمرون التمتع بنفس عوائد المؤشر بسبب مجموعة متنوعة من العوامل.
- تشمل هذه العوامل نسبة المصروفات الإجمالية للصندوق، وتكاليف تنفيذ التداول، ورسوم الإدارة، والنقدية المتأخرة (النقد غير المستثمر المتبقي في المحفظة في نهاية عمليات اليوم)، وتقلب أسعار الصرف الأجنبي وتكاليف إعادة التوازن.
- عادة ما تتبع الصناديق المتداولة في البورصة حركة مؤشرها القياسي، ولكن يمكن أن تكون في نطاق إيجابي منفصل إذا تفوقت على مؤشرها؛ نتيجة للإيرادات من إقراض الأسهم، على سبيل المثال.
- من المهم النظر في "فرق التتبع" لأنه قد يأكل العوائد المحتملة أكثر من الرسوم، ومع ذلك، تنشر الصناديق أيضًا مقياسًا منفصلاً يمثل عاملاً آخر يجب على المستثمرين مراعاته، وهو "خطأ التتبع".
- يعطي خطأ التتبع دليلاً على تقلب العوائد من خلال قياس اتساق فرق تتبع المحفظة بمرور الوقت، ويتم حسابه باستخدام الانحراف المعياري السنوي للفرق في المحفظة والعوائد المعيارية.
ما الفرق بينهما؟
- تهدف صناديق المؤشرات المتداولة كما أشير سابقًا، إلى تعقب مؤشر بعينه، وهذا يعني أنها تحاول تقديم نفس العائد الذي يحققه، ويطلق على الفرق بين العائدين الفعليين (عائد الصندوق وعائد المؤشر المتبع) اسم "فرق التتبع".
- نادرًا ما يكون فرق التتبع صفريًا، وذلك لأن عددًا من العوامل تدفع صناديق المؤشرات المتداولة من محاكاة مؤشرها تمامًا، وبالتالي لا تتبع عائدات الصناديق دائمًا مؤشرها على الرغم من ذلك؛ ويمكن أن يكون فرق التتبع صغيرًا أو كبيرًا، إيجابيًا أو سلبيًا.
- أما "خطأ التتبع" فهو الاختلاف بين سلوك السعر للمحفظة وبين سلوك السعر للمؤشر، غالبًا ما يكون هذا لصندوق لم يعمل بفاعلية كما هو مخطط له، مما أدى إلى تحقيق ربح أو خسارة غير متوقعة، ويمكن اعتباره قياسًا للتقلبات بين السعرين وليس للأداء كما هو الحال مع فرق التتبع.
- يتم تسجيل خطأ التتبع على أنه اختلاف في نسبة الانحراف المعياري، والذي يوضح الفرق بين العائد الذي يتلقاه المستثمر والعائد الذي كان يحاول تقليده، يمكن النظر إلى خطأ التتبع على أنه مؤشر على مدى نشاط إدارة الصندوق ومستوى المخاطرة المقابل له.
أيهما أهم؟
- هناك مجموعة متنوعة من عوامل الخطر التي يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع خطأ التتبع بما في ذلك الرسوم، والتي يمكن أن يكون لها تأثير على العائدات وتكاليف إعادة التوازن والنقدية المتأخرة.
- لتحديد أيهما أكثر أهمية، على المرء أن يفكر في الأفق الزمني للاستثمار، وإذا كان هذا استثمارًا طويل الأجل، فمن المحتمل أن يكون فرق التتبع أكثر أهمية من خطأ التتبع أثناء محاولة مقارنة الصناديق.
- إذا كان المستثمر يتوقع أن يحتاج للوصول إلى رأس المال المستثمر الخاص به على المدى القريب، أو إذا كان لا يخطط للاحتفاظ باستثماره على المدى الطويل، فقد يصبح خطأ التتبع أكثر منطقية.
- مع ذلك، بالنسبة لمعظم المستثمرين السلبيين في صناديق الاستثمار المتداولة، من المرجح أن يكون اختلاف التتبع هو المقياس الأكثر أهمية ويستخدمه مقدمو بيانات الصناديق المتداولة بشكل متكرر كمعيار مهم لتصنيف الصناديق.
- يقول "مايكل جون ليتل"، الرئيس التنفيذي لشركة"Tabula"، التي تقدم خدمات متعلقة بصناديق المؤشرات المتداولة، حول كيفية قيام المستثمرين بالدور الواجب عليهم عند اختيار صندوق مؤشرات لاستثمار الأموال به: إنها أسرع طريقة للتحقق مما إذا كان المدير يقوم بما ينبغي عليه فعله.
- وفقًا لـ"جون ليتل" أيضًا، فإن تتبع الخطأ غير مهم نسبيًا بالنسبة للمستثمر على المدى الطويل، وينصح بأن كلا المعيارين بين قائمة طويلة للغاية من المراجعات التي يجب على المستثمرين إجراؤها مرة واحدة على الأقل في السنة.
المصادر: أرقام- فايننشال تايمز- إنفستوبيديا- موقع "EFT"
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}