ماذا يعني انضمام "فوكسكون" لصناعة السيارات الكهربائية؟

2021/05/24 أرقام

استضافت أكبر شركة لصناعة الإلكترونيات بالتعاقد في العالم "فوكسكون" في مارس أكثر من 500 مدير تنفيذي خلال حدث أقيم في مبنى مصنع تاريخي في عاصمة تايوان.

 

ولكنها لم تعرض خلال الحدث أحدث طرز الجوالات الذكية، بل قدمت نموذجًا أوليًا من الفولاذ والمطاط لهيكل سيارة، مما أظهر أن الشركة التي ظلت تصنع جوالات آيفون لأكثر من عقد زمني، أصبحت الآن جاهزة لتصنيع سيارة.

 

وذكر "يونغ ليو" رئيس "فوكسكون" أن نماذج أعمال شركات صناعة السيارات والطريقة التي يديرون بها الموردين عفا عليها الزمن ويجب أن تتغير، قائلاً: نود إحداث هذا التغيير في الصناعة.

 

خطوات

 

جمعت "فوكسكون" في غضون أشهر فقط أكثر من 1200 شركة عضو في "إم آي إتش" MIH وهو تحالف صناعي أسسته الشركة لتقديم منصة برامج وأجهزة لتصنيع السيارات الكهربائية.

 

وأقامت مشاريع مشتركة مع شركات صناعة السيارات الصينية والتايوانية، وتعمل على شراكة مع "ستيلانتيس" Stellantis وهي المجموعة التي تشكلت من دمج "إف سي إيه" FCA ، و"بي إس إيه" PSA.

 

كما أن لديها اتفاقية تعاون مع شركة صناعة السيارات الكهربائية الصينية "بايتون" Byton، ووقعت صفقة تصنيع لمصممة السيارات الكهربائية الأمريكية "فيسكر" Fisker من أواخر 2023.

 

ويذكر أن دخول "فوكسكون" – التي تعد أكبر موردي "آبل" -  لصناعة السيارات الكهربائية يمكن أن يسهل أيضًا على "آبل" دخول سوق السيارات.

 

 

 

اتجاه التصنيع

 

حتى الآن، أعلنت الشركة القليل عن المكان الذي تنوي فيه تصنيع تلك السيارات،  إذ ذكرت أنها و"فيكسر" ستبدآن التصنيع في الولايات المتحدة، حيث يتم دراسة عدة مواقع من بينها مجمع الشركة المترامي الأطراف في ويسكونسن.

 

كما يمكن للشركة إعادة تجهيز بعض طاقتها التصنيعية في الصين، حيث لا تزال توظف ما يقرب من مليون شخص.

 

وإلى جانب "فوكسكون"، على سبيل المثال، تقوم التايوانية "بيجاترون" Pegatron – التي تصنع أجهزة "آيفون" – حاليًا بتجميع أجزاء السيارات الكهربائية لشركة "تسلا".

 

ويعتبر  دخول تلك الشركات في سلسلة توريد السيارات نقطة تحول في التاريخ الصناعي، لأنه يمثل تكامل اثتنين من أكبر الصناعات في العالم تصنيع السيارات والإلكترونيات.

 

وتبدو  السيارات الكهربائية متشابهة من الخارج مع السيارات التقليدية وتؤدي نفس المهام بالنسبة للمستهلكين ولكنها مختلفة تمامًا من الداخل، مما يضع شركات صناعة السيارات التقليدية أمام خيار هو إما اكتساب قدرات جديدة سريعًا في الهندسة الكهربائية والبرمجيات أو التراجع عن التصنيع.

 

وفي الوقت نفسه، تحتاج شركات الإلكترونيات التي تستهدف سلسلة توريد السيارات إلى اكتساب قدرات ميكانيكية جديدة.

 

 

دروس من أزمة الرقائق

 

أشار "ليو" إلى أن فشل شركات صناعة السيارات في إدارة التقلبات الجامحة في الطلب أثناء الوباء والتي تسببت في النقص الحالي في رقائق السيارات، يثبت أن نموذج سلسلة التوريد التقليدي غير مجهز للتعامل مع متطلبات العصر الكهربائي.

 

يأمل "ليو" أن الدروس المستفادة من نقص الرقائق قد يقنع شركات صناعة السيارات بالعمل مع "فوكسكون" التي لديها خبرة في إدارة سلسلة توريد متكاملة رأسيًا بالكامل.

 

وتشير تقديرات منظمة العمل الدولية إلى أن قيمة صناعة الإلكترونيات قدرت عند 2.2 تريليون دولار العام الماضي، وتوظف ما يصل إلى 18 مليون شخص.

 

وحسب تقديرات "إس أند بي جلوبال ماركت إنتلجنس"، بلغت إيرادات صناعة السيارات فقط 2.2 تريليون دولار في 2019، كما وظفت الصناعة ما يقرب من 14 مليون شخص في 2017، وفقًا لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية.

 

المصدر: فاينانشال تايمز

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.