نبض أرقام
01:37 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/11/26
2024/11/25

الذهب يطارد نبوءة جديدة.. هل حان الوقت ليصبح جزءًا أساسيًا من المحفظة؟

2021/05/19 أرقام - خاص

نجح الذهب في كسر سلسلة الأداء السيئ لعام 2021 بتسجيله أول مكسب شهري (3%) في أبريل الماضي، بعد تراجع بلغ 10% على مدى الأشهر الثلاثة الأولى من السنة، ما أنعش آمال المتحمسين للمعدن النفيس باستعادة مستويات أغسطس الماضي مجددًا.

 

 في الصيف الماضي، بلغت عقود الذهب أعلى مستوياتها على الإطلاق فوق ألفي دولار، لكنها فقدت نحو 300 دولار منذ ذلك الحين وحتى نهاية الربع الأول من العام الجاري، ولم يظهر في هذه الأشهر إشارة على قرب التعافي خاصة في ظل توقعات اقتصادية قوية وانتعاش الأسهم.

 

 

ومع ذلك، يرى المتحمسون أن الدورة الصعودية للمعدن النفيس لم تنته بعد، وأنه حتى مع تسارع النمو في الاقتصادات الكبرى، سيستفيد الذهب من كونه وسيلة جيدة للتحوط ضد تآكل القوة الشرائية للعملات الورقية، وهو ما يبدو أنه يتحقق منذ أبريل ويتسارع في الأيام القليلة الماضية.

 

ارتفعت العقود الآجلة للمعدن الثمين على مدار الجلسات الأربع الماضية، لتسجل 1868 دولارًا للأوقية، في أعلى مستوى منذ السابع من يناير الماضي، أي أن الذهب محا تقريبًا خسائره لهذا العام، وقد يمضي في طريقه نحو تحقيق آمال المتحمسين، فهل أصبح فرصة ملائمة للادخار؟

 

ما وراء التحول

 

- تدفع مخاوف التضخم المتزايدة والقلق بشأن السياسة النقدية المستثمرين للعودة إلى المعدن، وفي الأسبوع الماضي كشفت البيانات الرسمية تسجيل الولايات المتحدة أعلى معدل تضخم في 12 عامًا، والذي بلغ 4.2% على أساس سنوي في أبريل.

 

- عانت أسعار الذهب من ارتفاع عائدات السندات في بداية العام، قبل التحول في الربع الثاني، ويأتي هذا الانتعاش مدفوعًا بتأكيدات متكررة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي بأنهم لا يفكرون في رفع أسعار الفائدة أو تقليص شراء السندات في أي وقت قريب، حتى مع ظهور ضغوط تضخمية في أسواق السلع الأساسية.

 

- نتيجة ذلك، انخفضت العائدات الحقيقية، مدفوعة بتوقعات التضخم المتزايدة التي تجعل الذهب أكثر جاذبية وتنعش اهتمام المستثمرين بالمعدن النفيس، حيث عززت الصناديق المتداولة في البورصة ومديري الأصول تعرضها له في الأسابيع الأخيرة، خاصة مع ضعف الدولار.

 

- يقول "جون فيني"، مدير تطوير الأعمال لدى شركة تداول الذهب في سيدني "Guardian Gold Australia": يبدو أن مخاوف التضخم تترجم أخيرًا إلى أسعار أعلى للمعادن النفيسة، لقد بدأ مستثمرو الصناديق المتداولة في التحول إلى مشترين صافين مرة أخرى.

 

- قال رئيس الفيدرالي في دالاس "روبرت كابلان" إنه يتوقع تخفيف ضغوط الأسعار في عام 2022، فيما يترقب المستثمرون محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي لشهر أبريل، المقرر صدوره اليوم الأربعاء، بحثًا عن أي إشارة حول احتمالات تخفيف سياسة التحفيز في وقت أبكر مما كان متوقعًا.

 

 

البيتكوين تلعب دورًا

 

- من بين العوامل المتزامنة مع ارتفاع الذهب، كان انخفاض العملة الرقمية بيتكوين التي فقدت على مدى الأيام القليلة الماضية أكثر من 20% من قيمتها، وتأثر الزخم حولها بشكل كبير، من جراء تراجع الملياردير "إيلون ماسك" وشركته "تسلا" عن دعمها.

 

- على مدار أغلب الوقت من العام الجاري، لاحظ المحللون أن ارتفاع بيتكوين قد انتقص من لمعان الذهب، حيث يبحث المستثمرون عن أصول الملاذ الآمن والتحوط ضد مخاوف التضخم المتزايدة، لكن يبدو أن الأمور تتغير الآن.

 

- انخفضت بيتكوين ما يقرب من 34% منذ بلغت أعلى مستوياتها على الإطلاق في الشهر الماضي عند نحو 65 ألف دولار للعملة الواحدة، والآن تتداول حول مستوى 43 ألف دولار، في الوقت الذي يواصل الذهب فيه اكتساب المزيد من الزخم.

 

- إن التقلب المتجدد في عملة بيتكوين يدفع بعض المستثمرين للتحول بعيدًا عنها، ويجعل الذهب مرة أخرى أحد الأصول الجذابة والمستقرة كملاذ آمن. يقول "مايك ماكجلون" كبير المحللين الاستراتيجيين للسلع في "بلومبيرغ إنتليجنس" إن هذا الزخم الجديد قد يدفع الأسعار إلى 2000 دولار للأوقية.

 

- نصح "ماكجلون" المستثمرين بالاستمرار في مراقبة العملات الرقمية، قائلًا: السوق الصاعد في الذهب يخضع للرياح المعاكسة القوية التي تواجه عملة بيتكوين، ويمثل التشفير أكبر رياح معاكسة للذهب.

 

 

عنصر أساسي للاستثمار

 

- يرى آخرون أن الأمور باتت ملائمة للاستثمار في الذهب، حتى على سبيل الادخار من أجل التقاعد، مستشهدين بانخفاض أسعاره نسبيًا مقارنة بمؤشر الأسهم الأمريكي الشهير "إس آند بي 500"، وفي ظل ارتفاع أسعار السندات الحكومية، ما يجعله فرصة جيدة للراغبين في تنمية قيمة أصولهم.

 

- احتفظ المستثمر ومدير الأصول الراحل "تشارلز دي فولكس"، بنحو 5% إلى 10% من محفظة عملائه في سبائك الذهب، وكان يردد: لسنا متعصبين، لكن الذهب يحتمل أن يكون عامل تنويع جيدًا للغاية وقد يحمي المحفظة من التضخم وحتى الانكماش.

 

- يخصص الملياردير "راي داليو"، 7.5% من محفظته الشهيرة لسبائك الذهب، إلى جانب الأسهم والسندات والسلع الصناعية المعتادة، وهناك مؤسسات ومستثمرون مشاهير يفعلون مثله، وأيضًا هناك "ديلان جريس"، المحلل الاستراتيجي الذي دعا إلى تخصيص 25% من أموال الأفراد للاستثمار في الذهب.

 

- قد يجادل البعض بأن الذهب استثمار غريب، لا يولد أي دخل وليس له فائدة، لا ينتج شيئًا، لكن من المنطقي النظر إليه على أنه عملة، مع العلم أن الدولار-حالياً على الأقل- ليس منتجاً أيضًا، لكن الذهب عملة لا تخضع لسيطرة أي حكومة أو بنك مركزي.

 

- لا يزال يشكل أفضل ضمان للخصوصية المالية أيضًا، وعلى عكس العملات الرقمية، كان الذهب موجودًا منذ فترة طويلة، ولا يميل السعر إلى الارتفاع أو الانخفاض بنسبة 10% في اليوم، أي أنه ليس شديد التقلب مثلها، ولا تستهلك معاملاته الكثير من الطاقة التي قد تؤثر سلبًا على البيئة.

 

 

- أكبر جاذبية للذهب هي أن لديه فرصة جيدة للصمود عندما تخسر الأسهم والسندات، وعلى سبيل المثال، وبمراجعة التاريخ يتبين أن الذهب تغلب على التضخم في 7 سنوات من أصل 10 خلال السبعينيات.

 

- على مدى الخمسين عامًا الماضية، منذ أن توقفت الحكومة الأمريكية عن تثبيت سعر الذهب وتركته يتداول بحرية، حقق المعدن عائدًا متوسطًا سنويًا يزيد بنحو 2.5% عن معدل التضخم.

 

- في نقاط أخرى من التاريخ، فقدت الأسهم والسندات قيمتها معًا، هذا ما حدث في أواخر الثلاثينيات والأربعينيات، ومرة ​​أخرى في الستينيات والسبعينيات، وفي مثل هذه الحالات يكون الذهب الرابح الأكبر.

 

المصادر: أرقام- ماركت ووتش- موقع شركة "كيتكو" لتداول الذهب- بلومبيرغ- كوين ديسك

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.