استئناف توزيع الوقود في شرق الولايات المتحدة بإمداد ضعيف

2021/05/14 أ ف ب

أعلنت شبكة خطوط أنابيب البنزين الأميركية الرئيسية إعادة تشغيل كامل نظامها واستئناف تسليم منتجاتها الخميس، بعدما توقّف عملها بسبب هجوم إلكتروني ترجّح واشنطن أنّ مصدره روسيا، لكنّ محطات الوقود على امتداد الساحل الشرقي لا تزال تواجه نقصا في الإمداد بعدما تدفق عليها الزبائن بدافع الذعر.

وأشاد الرئيس جو بايدن بـ"الخبر السار"، داعيا الأميركيين إلى التزام الهدوء مع عودة الإمدادات لوضعها العادي خلال الأيام القليلة المقبلة.

وصرح بايدن للصحافيين في البيت الأبيض أنه بينما "لن نشعر بالتأثير في محطات البنزين على الفور" ستكون هناك "عودة إلى الحياة الطبيعية تبدأ في نهاية هذا الأسبوع وتستمر في الأسبوع المقبل".

اصطف سائقو سيارات مذعورين من فلوريدا إلى ماريلاند في محطات الوقود في محاولة لملء خزاناتهم وأوعية جاؤوا بها، وأدى ارتفاع الطلب إلى تجاوز متوسط السعر الوطني ثلاثة دولارات للغالون لأول مرة منذ أواخر عام 2014 على الرغم من جهود الحكومة لتخفيف أزمة الإمداد.

وأعلنت شركة كولونيال بايبلاين في وقت متأخر الخميس أن النظام بأكمله عاد للعمل بعد أن بدأ إعادة تشغيل شبكته في وقت متأخر من يوم الأربعاء.

لكنها نوّهت مرة أخرى إلى أن الأمر سيستغرق أياما عدة حتى تعود سلسلة توصيل المنتجات إلى وضعها الطبيعي وأن بعض المناطق "قد تواجه، أو تستمر في التعرض لانقطاعات متقطعة للخدمة".

نفد الوقود في أكثر من نصف محطات فيرجينيا بعد أن فرغت خزاناتها نتيجة تدفق الزبائن، وفقا لبيانات صدرت الخميس عن موقع "غاز بادي" المتخصص.

واجهت جورجيا وكارولاينا الجنوبية مستوى نقص مماثلا، وتتجه الكميات في العاصمة نحو النفاد مع عدم وجود محروقات في 73 بالمئة من محطاتها، في حين بلغت النسبة 68 بالمئة من المحطات في كارولاينا الشمالية.

ونفدت المحروقات في نحو ثلث محطات فلوريدا وماريلند وتينيسي.

وقال بايدن "أعرف أن رؤية طوابير في المضخات أو محطات دون بنزين يمكن أن تكون ضاغطة للغاية، لكن هذا وضع مؤقت. لا تحصل على كمية بنزين أكثر مما تحتاج (...) لا داعي للذعر".

أغلقت شركة كولونيال بايبلاين شبكتها بعد مهاجمة أنظمتها الإلكترونية مساء الجمعة وطلب القراصنة فدية.

وفقا لتقرير صادر عن وكالة بلومبيرغ، دفعت الشركة 5 ملايين دولار فدية للقراصنة، وهو ما يتناقض مع تقرير لصحيفة واشنطن بوست جاء فيه أن الشركة لن تدفع مقابل إنهاء قرصنة أنظمتها.

ورفض متحدث باسم الشركة التعليق على التقارير، بالنظر للتحقيق الجاري في الهجوم الإلكتروني.

كما رفض بايدن التعليق على ما إذا كان يتعين على الشركة دفع الفدية، لكنه شدد على حاجة الشركات إلى تعزيز أمن تكنولوجيا المعلومات لديها.

وقال إن "هذه الحادثة تقدم تذكيرا طارئا لماذا نحتاج إلى تعزيز بنيتنا التحتية وجعلها أكثر قدرة على الصمود ضد كلّ التهديدات، سواء كانت طبيعية أو من صنع الإنسان".

تعتقد واشنطن أن مجموعة "دارك سايد" الإجرامية التي تنشط من روسيا استهدفت الشركة.

وكشف الرئيس الأربعاء النقاب عن أمر تنفيذي جديد لتحسين الأمن الإلكتروني في الولايات المتحدة يجبر من بين أشياء أخرى الشركات على الإبلاغ في حال حدوث مثل تلك الانتهاكات.

يأتي الهجوم على شبكة "كولونيال بايبلاين" في أعقاب اختراقين واسعين آخرين، الأول هو "سولار ويندز" الذي أضر بالآلاف من شبكات الكمبيوتر التابعة للحكومة الأميركية والقطاع الخاص نُسب رسميا إلى روسيا، واختراق آخر استهدف خوادم البريد الإلكتروني لشركة "مايكروسوفت" من المحتمل أنه سبب آثارا مدمرة.

تشغّل الشركة أكبر نظام خطوط وقود في الولايات المتحدة، ينقل البنزين ووقود الطائرات من ساحل خليج تكساس إلى الساحل الشرقي المكتظ بالسكان عبر 5500 ميل (8850 كيلومترا) من القنوات التي تخدم 50 مليون مستهلك.

وعلّقت الحكومة مؤقتا العمل بلوائح الهواء النظيف وقواعد الشحن والنقل بالشاحنات للمساعدة في إيصال الوقود إلى المناطق المتضررة بسرعة.

من جهته، قال باتريك دي هان المحلل في موقع "غاز بادي" على تويتر، "الآن تهدأ الأمور مع بعض التحسن. سيستغرق ذلك أسبوعين/بضعة أسابيع"، لكنه حذر من أن "التحسّن قد يكون بطيئا".

نبّه دي هان أيضا من أن الأسعار قد تظل مرتفعة لبعض الوقت، خاصة مع اقتراب عطلة نهاية الأسبوع في "يوم الذكرى"، البداية التقليدية لموسم السفر الصيفي للأميركيين.

وأضاف أن "الوضع سيستغرق بالتأكيد وقتا وسيتحسن ببطء بسبب ارتفاع عدد الانقطاعات وعدد محطات التزود بالوقود".

أكد الرئيس الأميركي أن لا علاقة للحكومة الروسية بالهجوم الإلكتروني، لكنه أشار إلى أنه سيثير القضية خلال قمة مرتقبة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وتعتقد واشنطن أن مجموعة إجرامية مقرها روسيا استهدفت خط الأنابيب.

ولدى سؤاله إن كان بوتين أو الحكومة الروسية على علم بالهجوم، قال بايدن بعد التفكير للحظات "أنا واثق من أنني قرأت التقرير الصادر عن مكتب التحقيقات الفدرالي وجاء فيه أن (لا بوتين) ولا الحكومة" كانوا على علم.

وتابع "لكن لدينا سبب قوي للاعتقاد بأن المجرمين الذين نفّذوا الهجوم يعيشون في روسيا. صدر من هناك".

وذكر بايدن أن إدارته أجرت "اتصالات مباشرة مع روسيا" وأن هناك حاجة لمعايير دولية لتشديد السيطرة على مجموعات إجرامية كهذه.

وتابع "أفترض بأن هذا سيكون أحد المواضيع التي سأتحدث مع الرئيس بوتين بشأنها".

ومن المتوقع أن يلتقي بايدن بالرئيس الروسي خلال زيارة مرتقبة إلى أوروبا في حزيران/يونيو، وسيكون اللقاء الأول بينهما منذ تولى السلطة.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.