نبض أرقام
01:47 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/11/26
2024/11/25

محاصرون في نظامها الإيكولوجي.. لماذا يواصل الناس شراء منتجات آبل؟

2021/05/07 أرقام

على الرغم من أن منتجات شركة "آبل" الأمريكية بما في ذلك "آيفون" و"آيباد" وغير ذلك من منتجات غالية الثمن، إلا أن عددًا كبيرًا من الأشخاص يقبلون على شراء منتجات "أبل" بالتحديد، ولا يستبدلونها بأي منتجات من علامات تجارية أخرى.

 

وهناك سبب رئيس يفسّر هذا الأمر وهو النظام الإيكولوجي؛ إذ لا يشتري ملايين الأشخاص أجهزة "آيفون" لمجرد أنهم يحبون هذه الأجهزة، رغم أن ذلك يمثل أحد أسباب شرائهم لها، ولكن لأنهم مرتبطون بنظام إيكولوجي دائم النمو مكوّن من مجموعة من الخدمات والبرامج المتصلة ببعضها.

 

عندما قدمت "أبل" جهاز "آيفون" عام 2007، وجد مستخدمو "أيبود" الذين كانوا يستخدمون بالفعل تطبيق "آيتونز" أن أجهزة "آيفون" مألوفة بالنسبة لهم وأسهل في الاستخدام من أجهزة "بلاك بيري" و"ويندوز موبايل" و"بالم" التي كانت متاحة في ذلك الوقت.

 

كما أطلقت "أبل" متجر التطبيقات "آب ستور" عام 2008، وبعد ذلك وبينما كان الأشخاص يشترون التطبيقات والألعاب من المتجر واصلوا شراء أجهزة "أبل"، لأنهم بالفعل كانوا قد دفعوا أموالاً في تطبيقات لا تعمل سوى على هذه الأجهزة.

 

أبل ونظامها الإيكولوجي

 

 

- استمرت "أبل" في بناء نظامها الإيكولوجي من خلال تغيير الطريقة التي ترتبط بها منتجاتها ببعضها البعض، حيث أضافت على سبيل المثال إمكانية استخدام خدمة "آي مسج" و"فيس تايم" على أجهزة "آيباد"، وأتاح ذلك للمستخدمين إمكانية إجراء المحادثات التي كانوا يجرونها على "آيفون" من أجهزة "الآيباد".

 

- كما أضافت "أبل" ميزة مشابهة لأجهزة "ماك"، والتي أصبحت تدعم إجراء المكالمات الهاتفية، وبالتالي أصبحت أجهزة "أبل" متصلة ببعضها البعض بطريقة لا تتيحها العلامات التجارية الأخرى، كما أطلقت "أبل" أيضًا مساعد "سيري" على "آيفون" و"آيباد" وأخيرًا على "ماك" و"أبل تي في" و"أبل ووتش"، أصبح صوت المساعد الذكي مألوفًا بالنسبة للمستخدمين، يجيب عن أسئلتهم من أي مكان.

 

- يتيح تطبيق "هوم" أيضًا التابع لشركة "أبل" التحكم في المصابيح الكهربائية وأقفال الأبواب وغير ذلك من أشياء في المنزل، ويجب أن تكون جميع الأشياء في المنزل متوافقة مع منصة "هوم كيت" من "أبل" حتى يمكن التحكم فيها عن بعد، ولأن المستخدمين يشترون هذه المنتجات، فإنهم يتخذون قرارًا باستمرار التزامهم مع شركة "أبل".

 

- لدى شركة "أبل" أيضًا خدمة عملاء جيدة للغاية، ففي أي متجر من متاجر الشركة هناك موظفون مدربون جيدًا للرد على أسئلة العملاء، ويوضحون لهم كيفية استخدام أي من منتجات الشركة. علاوة على ذلك، يمكن أيضًا ضمان "أبل كير بلس" المستخدمين من دفع تكاليف قليلة للغاية لإصلاح منتجات "أبل" باهظة الثمن، ويمكن إصلاح المنتجات في بعض الأحيان في نفس اليوم.

 

المنافسون ليس لديهم نظم إيكولوجية مماثلة

 

 

- يحاول منافسو "أبل" القيام بشيء مماثل لما تقوم به "أبل"، لكنهم يفعلون ذلك بطريقة فوضوية تربك معظم المستهلكين، تتخذ شركة "جوجل" خطوات مماثلة لدمج منتجات مثل "جوجل هوم" وهاتف "بيكسل" وتلفزيون "كروم كاست" الذكي، وغير ذلك من منتجات، ورغم أن هذه الخطوة جيدة للغاية، إلا أن "جوجل" تعتمد على شركاء لبناء وصيانة نظامها الإيكولوجي لمنتجاتها، مما يربك المستهلكين بشكل كبير.

 

- عندما يشتري أحد المستخدمين على سبيل المثال هاتف "إل جي" الذي يعمل بنظام أندرويد، فلا يمكنه أن يعرف بسهولة أي منتجات المنزل الذكي التي تتوافق مع جهازه، وإذا اشترى نفس المستخدم "أندرويد تي في بوكس" من صنع شركة "إنفيديا"، وساعة ذكية من صنع شركة "هواوي"، فإنه لن يعرف أي شركة منهما يذهب إليها حين يحتاج إلى الصيانة أو الدعم.

 

- تعتبر شركة "سامسونج" من بين الشركات التي تنافس "أبل" بقوة فيما يتعلق بالنظام الإيكولوجي، فالشركة الكورية الجنوبية تبيع الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والتلفزيونات، والأجهزة الملبوسة، كما أن لدى "سامسونج" تطبيقات مثل "سايد سينك"، والذي يمكن المستخدمين من التواصل مع هواتفهم الذكية من خلال أجهزة "تابلت" أو "لاب توب" من "سامسونج".

 

- توفر شركة "سامسونج" أيضًا خدمات مثل خدمة الدفع "سامسونج باي"، وهي أفضل من "أبل باي"، لأنها مقبولة في أماكن أكثر، لكن "سامسونج" من ناحية أخرى ليس لديها متجر تطبيقات كبير، لشراء الأفلام والموسيقى والبرامج التلفزيونية. علاوة على ذلك ليس لدى "سامسونج" أو "جوجل" مئات المتاجر الفخمة في أنحاء العالم مثل "أبل"، لكنهما تعتمدان على أماكن صغيرة لعرض منتجاتهما.

 

- تعتبر هذه الأشياء نقطة ضعف كبيرة بالنسبة للشركتين، لأن النظم الإيكولوجية للمنتجات أصبحت تشكل أهمية كبيرة للغاية، والمستهلكون يحتاجون إلى مكان واحد فقط يذهبون إليه لفهم كيفية استخدام المنتجات.

 

- في النهاية يمكن لمنافسي "أبل" بناء هواتف ذكية أو أجهزة "لاب توب" أو أي أجهزة أخرى أفضل من "أبل"، لكن ما يميز "أبل" حقًا هو نظامها الإيكولوجي الذي شيدته على مدار سنوات، والذي يدفع المستهلكين لمواصلة الشراء من "أبل"، وليس أي شركة أخرى.

 

المصدر: سي إن بي سي

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.