"بوينغ" تتأهب لاسئناف تسليم طائرات "دريملاينر 787" المثيرة للجدل

قالت مصادر مطلعة إن شركة "بوينغ" تستعد لاستئناف تسليم طائرات "دريملاينر 787" الأسبوع الحالي بعد توقف دام خمسة أشهر. وبحث الفنيون العاملون في عملاق صناعة الطائرات خلال تلك الأشهر عن عيوب هيكلية صغيرة في الطائرة المصنوعة من ألياف الكربون.

وبحسب المصادر، التي رفضت الكشف عن هويتها، فإن الشركة خططت لتسليم الدفعة الأولى من الطائرات الجمعة الماضي، على أن يتم تسليم طائرتين أو ثلاث خلال الشهر الحالي.. وكانت إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية أعلنت في وقت متأخر من يوم الخميس الماضي أنها انتهت من فحوصها الخاصة لطائرتين من أصل أربعة، فيما لا تزال تعمل على فحص الطائرتين الأخرتين.

ومن شأن استئناف تسليم طائرات "دريملاينر" أن يخفف من الشكوك التي تحوم حول هذه الطائرة الأكثر تطوراً من "بوينغ". وكانت الفترة الماضية شهدت توقف تسليم هذه الطائرات، التي تتسم بهيكلها الواسع، ما أدى إلى زيادة الضغوط النقدية على الشركة، مع تكدس أكثر من 80 طائرة "دريملاينر" في مستودعات "بوينغ" في فيكتورفيل في كاليفورنيا.

سلامة المسافرين

وقالت "بوينغ" في بيان الكتروني "نحن لا نزال نتوقع استئناف تسليم طائرات 787 بحلول نهاية مارس"، دون أن تشير إلى توقيت محدد. وتابعت "مع ذلك، سنحرص على أخذ الوقت الكافي، وسوف نعدل خطط التسليم وفقاً للحاجة، كما أننا ملتزمون بالتواصل المستمر والشفاف مع عملائنا والجهات الناظمة".

وكانت أسهم "بوينغ" قد تحسنت في بداية جلسة تداول الخميس، وارتفعت بنسبة 3.3% إلى 247.19 دولار عند الإغلاق في نيويورك، لتكون الرابح الأكبر على مؤشر داو جونز الصناعي.

ويسمح قرار إدارة الطيران الفدرالية لـ"بوينغ" بتسليم طائرتيّ "دريملاينر" حيث وجدت أن مراجعة الشركة لعملية بناء طائرات 787 جاءت موافقة لمعايير السلامة.

ولم تعلن إدارة الطيران ما إذا كانت ستسمح لـ"بوينغ" البدء بتسليم طائرات "دريملاينر" المتكدسة خلال فترة التوقف، أم ستجري المزيد من الفحوص لطائرات أخرى. وقالت إدارة الطيران إنها تتوقع الانتهاء من فحص طائرتيّ 787 الأخريين، والتي يتحقق منها مهندوسها في خلال الأيام المقبلة.

وأضافت الإدارة في بيان الكتروني "أولوية إدارة الطيران الفيدرالي هي ضمان سلامة المسافرين"، وتابعت "، أصدرت إدارة الطيران الفدرالي شهادة صلاحية طيران لطائرتيّ بوينغ 787 من أصل أربعة، في إطار السلطة التي تملكها الوكالة، وقد اتخذت إدارة الطيران الفيدرالي القرار بعد أن أكدت الفحوص الدقيقة أن الطائرة تلتزم بكافة معايير صلاحية الطيران".

خسائر التوقف

وقال ستيفن أودفار – هايزي، رئيس شركة Air Lease Corp المتخصصة في تأجير الطائرات، والتي كانت قد لفتت الانتباه إلى الفحوص المتزايدة للطائرات، إنه يتوقع استلام طائرات "دريملاينر" في الأسبوع الذي يبدأ 29 مارس.

كذلك، قال مصدران مختلفان إن الخطة تضمنت تسليم "يونايتد أيرلاينز" United Airlines Holdings Inc، طائرة أو أكثر من طائرات "بوينغ" طراز 787-9 يوم الجمعة الماضي، بعد موافقة الجهات المنظمة في الولايات المتحدة على أعمال الصيانة التي قام بها الميكانيكيون والمهندسون في "بوينغ". و رفضت شركة "يونايتد" التعليق على الأمر.

وتحتاج "بوينغ"، التي يقع مقرّها في شيكاغو، إلي اسئناف تسليم طائرات 787 المخصصة للمسافات الطويلة لمساعدتها في التعويض عن خسارتها بسبب توقف أسطولها "بوينغ 777-200 " لإجراء فحوص للمحرك إثر انفجار وتناثر محرك توربيني في إحدى الطائرات خلال إقلاعها من مطار دنفر في الشهر الماضي.

وتعهد المديرون التنفيذيون في "بوينغ" باستئناف تسليم الطائرات في هذا الربع من العام، فيما تسعى الشركة للتعافي من واحدة من أصعب السنوات التي مرّت عليها منذ تأسيسها قبل قرن من الزمن، وبعد أن تكبدت الشركة خسائر تقدر بنحو 20 مليار دولار العام الماضي، تقوم خطتها الحالية لتحقيق الأرباح في خلال السنتين المقبلتين من بيع أكثر من 500 طائرة، و بالأخص طائرات "دريملاينر" و"737 ماكس" المتكدسة لديها.

عدم مطابقة المواصفات

وكانت هذه "التجاعيد" الصغيرة، أو عيوب "عدم مطابقة المواصفات" ظهرت في العام الماضي حين أوقفت "بوينغ" تحليق ثماني طائرات "دريملاينر" سلمتها مؤخراً من أجل إخضاعها لأعمال صيانة طارئة. و خلال مراجعة بيانات المصنع، اكتشفت أن الحشوات المصممة باستخدام الكمبيوتر لم تملأ بشكل كامل الفجوات في البطانة الداخلية حيث تلتقي الأجزاء المصنوعة من ألياف الكربون لتشكل خلفية بدن طائرة 787.

وقال دوغلاس هارنيد، المحلل في شركة "بيرنستاين" Bernstein في تقرير يوم 17 مارس، إنه خلال الأشهر التالية تم اكتشاف مثل هذه "التجاعيد الصغيرة" في المثبت الأفقي ومفصل البدن الأمامي للطائرة وباب البضاعة الأمامي. كذلك، اكتشفت "بوينغ" مشكلة منفصلة تطلبت فحوصاً إضافية، حيث تبين أن أحد الموردين أجرى تغييراً في عملية تصنيع نوافذ قمرة القيادة.

وقال هارنيد إنه بعد أن أشارت "بوينغ" إلى عزمها استئناف تسليم طائرات 787 هذا الشهر، فإن القلق الأساسي من الآن فصاعداً مرتبط بالقدرة على تفريغ مستودعاتها. وأضاف "نرى أن الأهمية تكمن في معدل السرعة التي تجري فيها الأمور هذا العام، بدلا من توقيت الدفعة الأولى".

وكانت إدارة الطيران الفيدرالي أبلغت "بوينغ" في رسالة في 11 يناير الماضي أن المفتشين التابعين لها سيصدرون تصاريح السلامة النهائية لأربع طائرات 787، وربما أكثر كـ"إجراء تصحيحي" من أجل معالجة مشاكل الإنتاج.

يذكر أن الوكالة عادة ما تنتدب موظفي "بوينغ" من أجل القيام بما تطلق عليه تسمية فحوص "شهادة صلاحية الطيران". وقالت الوكالة رداً على سؤال حول تسليم الطائرات "لا نعلق على أعمال تأكيد الصلاحية القائمة".