كيف تواجه صناعة صناديق التحوط في سنغافورة مشكلة نقص المواهب؟

2021/03/11 أرقام

في عالم صناديق التحوط تعتبر فكرة تدريب فتى يبلغ من العمر 16 عامًا أمرًا غريبًا، ولكن عندما يصعب العثور على المواهب، فإن تعليم القصر قد يصبح استثمارًا مفيدًا.
 

وفي سنغافورة، ومع انتقال المليارديرات وعمالقة صناديق التحوط العالمية بشكل جماعي إلى الدولة، بدأ يظهر نقص في المهنيين المؤهلين، مما يجبر الحكومة والمستثمرين على بذل المزيد من الجهد لتنمية الجيل القادم في الصناعة.
 

ويتدفق مديرو الأموال إلى سنغافورة وتختارها بعض الشركات كقاعدة إقليمية لها، بسبب مزيج من الحوافز الجيوسياسية والمالية، وخاصة وسط الاضطرابات الأخيرة في هونج كونج.
 

كما تتدفق إليها المكاتب العائلية – وهي الشركات الخاصة التي أسسها فائقو الثراء لإدارة شؤونهم – وكان "راي داليو" مؤسس "بريدج واتر أسوشيتس" من بين أولئك الذين أسسوا وحدات هناك مؤخرًا.
 

وقد يبدو أن الحل الواضح أمام تلك الشركات هو الاستعانة بالمواهب من المراكز التقليدية مثل أوروبا والولايات المتحدة، إلا أن حكومة سنغافورة تدفع نحو تعزيز التوظيف المحلي بدلاً من الاعتماد على المغتربين، كما أن الحد الأدنى لرواتب حاملي تصاريح العمل الأجنبية آخذ في الارتفاع.


 

التوظيف
 

ورغم ما سبق إلا أن القليل من مدراء الأصول على استعداد لتوظيف أشخاص محليين غير مناسبين لمناصب هامة، وهي مشكلة تسعى سنغافورة لمعالجتها.

وبالفعل أطلقت الحكومة إعانات تدريبية تساعد في دفع تكاليف دورات إدارة الأصول، وتهدف إلى منح المواطنين خبرة عالمية من خلال تغطية تكاليف تصل إلى 100 ألف دولار سنغافوري (75 ألف دولار) عندما ترسل المؤسسات المالية موظفين مختارين لوظائف خارجية.

وأطلقت جمعية إدارة الاستثمار في سنغافورة منصتها "آي ليرن" ilearn الخاصة في مايو لمساعدة العمال على رفع مهاراتهم، وذكرت رئيستها التنفيذية "كارمن وي" أن أكثر من 800 شخص استخدموا المنصة للتدريب.

وفي معهد إدارة الثروات – الذي حصل على تبرع بقيمة 25 مليون دولار من "داليو" في أكتوبر يهدف جزئيًا للمساعدة في تدريب صانعي السياسات والمتخصصين في الاستثمار –يقوم المحاضرون بتعليم أدق النقاط حول إدارة الأموال.

 

تجربة حقيقية
 

أمضت الطالبة بالمدرسة الثانوية "يي كي كاو" – البالغة من العمر 17 عامًا - أسبوعين في صندوق التحوط السنغافوري "موديلار آست مانجمنت" Modular Asset Management.

 

قامت الطالبة بتجميع البيانات في جداول، وشاهدت اجتماعات دافع خلالها مدراء الأموال عن أفكارهم الاستثمارية.

 

وذكرت "كاو" عن يومها الأول في التدريب: كنت خائفة بعض الشيء، لم أكن أعرف كيف أتفاعل معهم وهو يتحدثون معي، ولم أكن أعرف كيف أجري محادثة لكنهم كانوا يرحبون بي.

  

 

دور المدرسة
 

توجه مدرسة "رافلز" للبنات التي حصلت "كاو" من خلالها على التدريب، الطلاب إلى مجموعة من المؤسسات المالية.

 

وأوضحت المديرة "هاسليندا زماني" أن المدرسة تدير مؤخرًا ندوات عبر الإنترنت بشأن صناديق التحوط ومستقبل الخدمات المصرفية مع متخصصين في هذا المجال.

 

نماذج أخرى
 

تعمل بعض الشركات على حل مشكلة نقص المواهب داخليًا، قال "سحيمي زين العابدين" المدير التنفيذي لشركة "كوانتدج كابيتال" Quantedge Capital – الذي تدير شركته 2.5 مليار دولار – إن معظم الموظفين الجدد يأتون مباشرة من التدريب الداخلي.

كما يتطلع "جيمي ليم" المدير التنفيذي لـ "موديلار" إلى جذب أفضل المواهب المحلية والوافدة من خلال برنامج لمدراء المحافظ، فعلى مدار من 12 إلى 24 شهرًا يتم تعليم المتخصصين المتمرسين في سنغافورة كيفية استخدام أداة إدارة المخاطر المملوكة للشركة وإدارة الرافعة المالية.

وأوضح "ليم" قائلاً: بنهاية الشهر الثامن عشر من البرنامج، نعرف نوعًا ما إذا كان الشخص سيكون ناجحًا أم لا في هذه الوظيفة، وإذا كان ناجحًا فإن الأصول التي يديرها ستزداد، وإذا لم يكونوا كذلك فإنهم عادة ما يغادرون.

إلى جانب طريقة أخرى يستخدمها "ليم" لتنمية فريقه وهي الاستعانة بموظفين أقل خبرة مثل الباحثين وتدريبهم على مدار عدة سنوات من خلال برنامج تطوير المواهب ليصبحوا مدراء محافظ.

 

المصدر: بلومبرج

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.