تقدمت شركة الأتمتة والطاقة "شنايدر إلكتريك" الفرنسية، 28 مركزًا دفعة واحدة، لتقفز إلى المرتبة الأولى بقائمة الشركات الأكثر استدامة في العالم، بمؤشر "جلوبال 100" السنوي للعام الماضي، مقارنةً بما كانت عليه في عام 2019.
هذا التقدم السريع والتفوق على شركات بالغة التأثير في أعمال الطاقة المتجددة مثل "أورستد" الدنماركية، جاء مدفوعًا بتقديم حلول التكنولوجيا والطاقة لشركات ضخمة، مثل "وول مارت" للتجزئة ومجموعة "ماريوت" الفندقية، و"أرسيلورميتال" للصلب.
هذه الشركات تطارد حلولًا موثوقة لتحقيق الأهداف المناخية وتصغير بصمتها الكربونية وتحسين كفاءة الطاقة في منشآتها، لذلك تعهدت "شنايدر" بجعل نفسها لاعبًا أساسيًا لتحقيق أهداف الكيانات المختلفة للحد من التلوث المناخي، كما يقول "جان باسكال تريكوار"، الرئيس التنفيذي.
"تريكوار" الذي يقود الشركة منذ عام 2006، التزم بتسريع هدفه "شنايدر" لتحقيق الحياد الكربوني في 2025 بدلاً من 2030، لكن الأهم أنه بدا مقنعًا جدًا بالنسبة للمستثمرين، حيث تضاعف سعر سهم الشركة خلال عامين، وواصل الارتفاع بلا هوادة خلال الجائحة، قيمة الشركة الآن 72 مليار يورو (87 مليار دولار).
عن هذا التحول السريع والقوي في أعمال الشركة، يقول "تريكوار" إن "شنايدر" أصبحت طبيبًا وصيدليًا للشركات العالمية، لقدرتها على تشخيص مشاكل الاستدامة وتقديمها العلاج المناسب.
لكن الأهم بشأن تجربة "شنايدر"؛ هو "كيفية إنجاز هذا التحول" المبهر السريع والمربح، والذي يقول الرئيس التنفيذي بأنه تم من خلال "تغيير العقلية"، نعم، للشركات عقلية يمكنها أن تحكم مسار الأعمال ونظرة المستثمرين والعملاء.
عقلية الشركة: ثقافة وسياسة
- يشير مصطلح "عقلية الشركة" إلى الفلسفات والقواعد التي يتبناها القادة والعاملون في الشركات الكبيرة لممارسة الأعمال، وغالبًا ما يستخدم لوصف الشركات الصغيرة التي تتبنى ثقافة يتصرف فيها الأشخاص بشكل مشابه للتي يتصرفون بها في الشركات الكبرى.
- ترتبط عقلية الشركات ارتباطًا وثيقًا بمصطلح الثقافة التنظيمية، والذي يصف القواعد أو اللوائح غير المكتوبة الموجودة داخل المنظمة، على سبيل المثال، تتمتع بعض الشركات بثقافات صديقة جدًا للأسرة، بينما لدى البعض الآخر حوافز للأشخاص الأكثر استقلالية وطموحًا للارتقاء إلى القمة.
- الثقافة: تؤثر على أنواع الموظفين الذين ينجذبون إلى مكان العمل، كما أنها تؤثر على تفاعل الموظفين والروح المعنوية العامة داخل المنظمة، أحد المجالات التي تجسد عقلية الشركات أيضًا هو سياسة المكتب.
- سياسة المكتب: هي الممارسات التي يضعها الأفراد في أماكن العمل لتحسين وضعهم أو الحصول على ترقيات، فإن السعي لتلبية رغبات المديرين وتوجيه النفس للحصول على فرص أفضل (حتى لو على حساب العلاقات الإيجابية في المكان) يفسران سياسة المكتب.
- يحاول بعض الموظفين، مثلا، الاقتراب من المديرين المؤثرين ومنح الأولوية للعلاقات معهم، تعد هذه الأنواع من الممارسات الاجتماعية لتحديد المواقع الوظيفية طريقة شائعة في المنظمات الأكبر، حيث تكون الحركة الوظيفية المستمرة هي القاعدة السائدة.
- في أعنف السيناريوهات، يكون الكذب والطعن بالظهر وحتى تخريب جهود الآخرين جزءًا من سياسة المكتب في الشركات ذات العقلية التقليدية، وبالطبع تكون الأمور مختلفة تمامًا مع العقليات الاستثنائية.
- الأرباح وتقليص الأعمال: سمة أخرى مهمة في عقلية الشركة التقليدية هي أن مصالح الشركة ومساهميها يشغلون الموظفين أكثر بكثير من مصالح الموظفين أنفسهم، من المؤشرات القوية على وجود هذا في الأعمال التجارية؛ عندما يكون تسريح الموظفين هو الخيار الأول لخفض التكاليف وتحسين النتيجة النهائية.
العقلية المرنة: مفتاح التميز
- العقلية المشجعة والراقية في الشركات الناشئة، قد تكون مفتاحًا لنجاح وإنجاز كبيرين، فقط تخيل بيئة عمل تتسم بالمزاح الذكي ذي الصلة والتفكير خارج الصندوق، إنه مناخ يمكّن مجموعة من الخبراء والمفكرين والمتعاونين من استخدام مواهبهم لإحياء فكرة ما.
- لكن ذلك يحتاج قائدًا يؤمن بشدة بالمهمة ويعرف كيف يلهم الناس، وأيضًا يحتاج فريقًا يدعم ويبتكر، والأهم أن الثقافة القائمة على مهمة محددة تزود المبتكرين بالأدوات والاتصالات التي يحتاجونها للنجاح.
- جاءت العديد من الأفكار الرائعة في العقد الماضي من الشركات الناشئة مثل "أوبر" و"إير بي إن بي" وليست مجالس الإدارات القائمة، لأن الشركات الناشئة تبنت "عقلية طرح الأسئلة"، إنهم لا يخشون إعادة اختراع أو إعادة توظيف أو حتى إلغاء الأساليب المعهودة، ويبحثون عن طرق لتحسين وتبسيط العمليات.
- الشركات الناشئة تقدر المرونة والابتكار، ليس فقط في فرقها، ولكن أيضًا في هيكل أماكن العمل، فمن الأهمية بمكان تبني هذه التغييرات لجذب المواهب من الأجيال الشابة، ولكن الأهم الاستفادة من الفوائد التي تجلبها التغيرات من حولنا مثل تطور أماكن العمل ونمو مفهوم العمل عن بعد وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي.
- يقول "تريكوار": ليس علينا أن ننتظر الابتكار الكبير التالي، لأن كل ما نحتاجه موجود بالفعل؛ إنترنت الأشياء والبيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي، كل ما تحتاجه هو تغيير العقلية".
- في سبيل تحقيق الاختلاف، تتضمن عقلية الشركات الناشئة المبتكرة، مفهوم "إفساح المجال للأخطاء"، فالابتكار لا يحدث بين عشية وضحاها، وتعرف الشركات الناجحة أن مشروعًا جيدًا واحدًا قد يستغرق شهورًا من الإصلاح والتجربة والخطأ.
تحويل الثقافة
- يمكن لعقلية الشركة الإيجابية أن تعزز الأعمال إلى مستويات جديدة من الإنتاجية والربح، في حين أن التفكير الضار لا يمكن إلا أن يكون بمثابة عقبة أمام النجاح، وللتحول نحو ثقافة إيجابية هناك 4 عقليات أساسية وقوية في هذا الجانب.
- عقلية "الأبيض أو الأسود" بدلًا من "الصواب أو الخطأ": النظر في كيفية تعريف الفشل، وهل يتم تشجيع الموظفين على الإخفاق أم أنهم يخشون أدنى الأخطاء، يمكن لعقلية "الصواب أو الخطأ" أن تسحق الابتكار والحل الإبداعي، لذا من الضروري التحول إلى عقلية تحتفي بالخطأ.
- عقلية تركز على التقدير: إذا كانت المؤسسة مليئة بالمشاكل والمكونات المعطلة، فقد حان الوقت للتركيز أكثر على نقاط القوة. يمكن لعقلية الوسيط الثابت أن تبقي الموظفين في حالة ركود وبؤس، ولكن الاحتفال بالإنجازات وإظهار الامتنان، ينميان قوة الشركة بدلًا من المبالغة في مشاكلها.
- عقلية الاستقلالية: عدم السماح للموظفين باتخاذ خياراتهم الخاصة يمكن أن يؤثر سلبًا على العمليات التجارية؛ إذ يتمتع كل موظف بالقدرة على إحداث التغيير وتحمل المسؤولية بمفرده وتعزيز الاستقلالية يجعل الموظفين أكثر إنتاجية وأكثر ولاءً ويشعرون بالتقدير.
- عقلية الصراعات: الشركة التي تتجنب الصراع تفوت ببساطة الفرصة لتحقيق نمو جاد، وعدم إدارة الخلاف بشكل صحيح، يمكن أن يضر مشاركة الموظفين وتعاونهم بشكل خطير، لذا يجب التعامل مع سوء الفهم والأخطاء بسرعة ودقة وفاعلية، بدلًا من الهروب من التوتر، وهذا سيُشعر الموظفين بالأمان عند التحدث عن الخلافات، وستنمو الشركة بطريقة إيجابية وصحية.
المصار: أرقام- فوربس- كورن- مجلة إنك- ياهوو فايننس
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}