إدراج شركة تعدين روسية قد يسد فجوة شركات القطاع في لندن

2021/01/30 اقتصاد الشرق

على مدار عقدين من الزمان، اكتسبت شركة "راند غولد ريسورزس ليميتيد" –(Randgold Resources Ltd)، التي تركز على أفريقيا، سمعة طيبة بفضل قدرتها على إدارة العمليات بكفاءة في الأماكن الصعبة، بل وحظي مساهموها بعائدات مغرية، كما كان تقييمها ممتازاً.

 

ومنذ أن اندمجت الشركة في "باريك غولد كورب" (Barrick Gold Corp) بعد موافقة الرئيس التنفيذي للأخيرة مارك بريستو على ذلك في أواخر عام 2018، بهدف تأسيس شركة عملاقة لتعدين السبائك في أمريكا الشمالية، أصبح المجال مفتوحاً أمام المغامرين متوسطي الحجم.

 

والآن تريد شركة "نورد غولد" (Nord Gold)، المملوكة لعائلة الروسي أليكسي مورداشوف، سد هذه الفجوة.

 

تأسست شركة "نورد غولد" في 2007 بلندن كشركة تابعة لـ"سيفيرستال بي جيه إس سي" (Severstal PJSC)، المملوكة لمورداشوف، والمتخصصة في صناعة الصلب.

 

حاولت الشركة في بداياتها جذب المستثمرين عبر شهادات الإيداع الدولية، لكن نقص السيولة أعاق ذلك. وفي عام 2017 أُلغِيَ إدراج الشركة بسعر متواضع يصل إلى 1.3 مليار دولار.

 

وإذا عزمت شركة "نورد غولد" على عودتها، فإنها سترجع بطاقة إنتاجية سنوية تبلغ أكثر من مليون أوقية، أي خمس مرات أكثر من العام السابق لخروجها، كما أنها تسعى إلى إدراج متميز في بورصة لندن للأوراق المالية وفقاً للمعايير الصحية المطلوبة لحجم التداول الحر.

 

ويضاف لتلك العوامل الإيجابية عوامل تتعلق بأسعار الذهب التي أصبحت أكثر بريقاً بنسبة 50%، بجانب رحيل "راند غولد"، والتوقعات الأكثر لمعاناً بشأن عام 2021.


الأخبار السارة أولاً


وعلى نحو غير اعتيادي لمُلّاك المناجم الروسية، الذين يفضلون غالباً العمل في وطنهم الأم، اتبعت "نورد غولد"، التي يقع مقرها في المملكة المتحدة، أسلوب "راند غولد" منذ وقت مبكر، فركزت على أفريقيا.

 

أُنشئَت الشركة للتنقيب عن الذهب في كازاخستان وروسيا، لكنها واصلت تطوير المناجم في بوركينا فاسو وغينيا، وهذه الدول تمثل الآن ما يقرب من نصف إجمالي إنتاجها، بالإضافة إلى سمعتها الطيبة بفضل قدرتها على البناء من الصفر بكفاءة عالية، والتزام الجداول الزمنية والميزانيات، في صناعة غالباً ما تتجاوز الأمرين معاً.

 

وعلى نفس القدر من الأهمية، نجحت الشركة في شراء منافسين أصغر حجماً، وانسحبت من بعضها في العام الماضي مع حرب عطاءات محمومة لشراء شركة "كاردينال ريسورسيز ليميتيد" (Cardinal Resources Ltd)، انتهت بتحقيق أرباح أيضاً.

 

وفي الوقت نفسه، تظلّ روسيا واحدة من أكثر المناطق الواعدة عالمياً فيما يتعلق بالذهب، فهي تحتل المرتبة الثانية من حيث الإمكانيات بعد أستراليا.

 

وقبل عقد من الزمن وصف بريستو من "راند غولد"، روسيا بأنها واحدة من المناطق الحدودية الأخيرة التي لم تُستكشَف بشكل كافٍ، فيما يركّز مسؤولوها على النفط والغاز، ويعاني رجال أعمالها من قبضة القوانين المعقَّدة المنظّمة لسير عمليات مناجم الذهب الخام.

 

ويثير تطوير شركة "بولي يوس بي جيه إس سي" (Polyus PJSC) لمنجم "سوخوي لوغ"، اهتماماً جديداً، إذ يحتوي هذا المنجم بمفرده على أكثر من ربع احتياطي الذهب الروسي.

 

وعلى الشركة أن تستأنف، إذا كان العرض سيقيّم المجموعة بنحو 5 مليارات دولار، وكان هذا السعر محلاً للنقاش في صحيفة "وول ستريت جورنال". وللوصول إلى تقييم الشركة، يجب إضافة الدَّين عند المستويات نصف السنوية -أي بنحو 5-6 أضعاف تقريباً من أرباح عام 2020، قبل احتساب الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك، بناءً على الإنتاج الكلي للعام، وصافي سعر الذهب للأونصة البالغ 1779 دولاراً، وهو ما من شأنه أن يجعل الشركة تخجل من شركة "بولي يوس" الروسية ذات الوزن الثقيل، التي تتضاعف أرباحها بثماني مرات، لكنها ليست بعيدة عن متوسط ​​مثيلاتها من الشركات. وتشمل هذه الشركات أمثال "إنديفور ماينينغ كورب" (Endeavor Mining Corp) الكندية المدرجة، التي تتطلع أيضاً إلى إدراجها في لندن.

 

شهية مفتوحة


ولا تزال المساحة والشهية تتوافران حيال معدن الذهب والمناجم، وإن كان من غير المرجح أن تستمر السبائك في اختبار الأرقام التي سجّلتها في عام 2020، بسبب تحوُّل الخوف العالمي من الوباء، إلى الذعر من احتمالية التعافي البطيء. وهنا يكمن السؤال: هل ستتمكن "نورد غولد" من إقناع المستثمرين بأنها المغامر الذي يمكن الوثوق به بدلاً من "راند غولد"؟

 

يتنافس آخرون أيضاً للحصول على اللقب، منهم شركة "إنديفور" التابعة للملياردير المصري نجيب ساويرس، التي تركز بشكل أكثر وضوحاً على أفريقيا، ومن ثم على نطاق أوسع بعد تنفيذ اندماجها مع شركة "تيرانغا غولد كورب" (Teranga Gold Corp)، مما سيجبر نيكولاي زيلينسكي، رئيس شركة "نورد غولد"، وفريقه من المستشارين بشركة "باتشوس كابيتال" (Bacchus Capital)، على توفير مزايا استراتيجية متنوعة ومقسمة بين منطقتين رئيسيتين.

 

وبحسب بريستو فمن الممكن جذب المستثمرين غير المتخصصين والحذرين عقب كوارث طفرة الذهب في عام 2011، من خلال نجاح عمليات التنقيب والنهج المتحفظ والعوائد القوية. وتحتاج "نورد غولد" إلى التغلب على منافسيها لتكرار الحيلة والدخول مرة أخرى لسوق المال.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.