تمكن بنك قطر للتنمية في العام الماضي 2020 من التأكيد مرة أخرى بأنه أهل للتحديات وعلى قدر عالٍ من المسؤولية المؤسساتية القادرة على تحويل كل محنة إلى منحة، ويمتلك من المرونة الاستراتيجية التي ترجمها في برامجه ومبادراته المتنوعة والتي جعلت من دولة قطر البيئة الأولى في ريادة الأعمال في العالم العربي والثالثة على العالم وفقًا للمرصد العالمي لريادة الأعمال لعام 2019.
كانت جائحة فيروس كورونا المُستجد الحدث الأبرز في العام المنصرم خاصة أنها ألقت بظلالها على العام كله، وأجبرت العديد على من الدول على الاستجابة لتداعياتها الاجتماعية والاقتصادية، وعلى الصعيد المحلي كانت دولة قطر واحدة من الأفضل في الاستجابة لتداعيات الجائحة الأمر الذي انعكس مباشرة في الخطوات المتسارعة للحفاظ على القطاع الخاص ودعمه لينهض ويزدهر في المناخ الجديد للأعمال.
وقام بنك قطر للتنمية بالتصدي للجائحة عبر استراتيجيةٍ مرنة وتحولٍ رقمي سريع، بدأت بإعادة إحياء غرفة العمليات الخاصة بدعم القطاع الخاص، تبعها إطلاق برنامج الضمانات الوطني الذي قدم حد اللحظة خدماته لأكثر من 4000 شركة قطرية وساندهم في التصدي لتداعيات الجائحة وهو مستمر في تقديم دعمه لرواد الأعمال حتى منتصف عام 2021.
تبعه إطلاق مبادرة هاكاثون كوفيد-19 لتطوير الحلول المبتكرة لمواجهة الجائحة.
ثم وبعد أن استقرت الأوضاع قليلًا وبدأت تتضح معالم الوضع الجديد لمناخ الأعمال، قام البنك بإطلاق «برنامج النهوض بالأعمال» لتتأقلم الشركات القطرية مع الواقع الجديد، وجائزة «تحويل التحديات إلى فرص» التي نالتها شركة سنونو كأفضل الشركات أداءً في الجائحة.
التحول الرقمي
ولأن التحول الرقمي كان حلقة الوصل في العام الماضي، قام بنك التنمية بإطلاق الخدمات الاستشارية الرقمية الفورية بنظام التواصل الرقمي لتخدم ما يزيد عن 470 مستفيدا من الشركات المتوسطة والصغيرة، بزيادة نسبتها 34٪ عن عام 2019، فضلًا عن التدريبات والندوات الافتراضية وورش العمل التي شهدت ارتفاعًا مذهلًا بنسبة 200٪ عن عام 2019 مقدمةً خدماتها لما يتجاوز 7500 مستفيد من رواد الأعمال الطموحين، بالإضافة إلى إصدار دليل خاص للشركات الصغيرة والمتوسطة حول كيفية التعامل مع الوباء والنهوض بالأعمال.
وأشاد الرئيس التنفيذي لبنك قطر للتنمية، السيد عبد العزيز بن ناصر آل خليفة، بجهود الجميع في دولة في قطر وتضافر كافة مؤسسات الدولة في عام المنصرم، قائلًا: «لم يكن أيٌ من هذه الإنجازات ممكنًا لولا دعم قيادة دولة قطر الرشيدة المتواصل، وتعاون جميع مؤسسات الدولة في الحفاظ على مؤسسات القطاع الخاص، كما لا يفوتني شكر رواد الأعمال على جهودهم، وفخرنا بهم وبإنجازاتهم.»
وأضاف آل خليفة: «لدينا هذا العام العديد من الإنجازات وفي شتى القطاعات الاستراتيجية للدولة من توطين لسلاسل التوريد ورفع للاكتفاء الذاتي، إلى التوسع في الأسواق الإقليمية والدولية، وتعميق أواصر التعاون بين مختلف شركاؤنا الوطنيين والدوليين، وصولًا إلى نيلنا المرتبة الأولى عربيًا والثالثة عالميًا في مؤشر بيئة الأعمال لعام 2019.»
تمويل الشركات
لم تحُل الجائحة بين بنك قطر للتنمية وتقديمه لخدماته المُعتادة، إذ بلغ مقدار إجمالي التمويل، المقدم لأكثر من 860 شركة، 7.31 مليار ريال قطري بزيادة نسبتها 9% عن عام 2019.
وبلغت نسبة النمو في رأس المال المستثمر في الشركات الصغيرة والمتوسطة والناشئة 20٪ عن عام 2019.
وأصبح مشروعا أسواق الفرجان وأسواق العزب من أوائل المشاريع التي يشرف عليها بنك قطر للتنمية واعتمدت على السوق المحلي بشكل كامل ليكون مشروعًا وطنيًا مائة بالمائة، إذا كانت المواد المستخدمة في المشاريع المُنجزة إما مُصّنعة محلياً (78٪) أو تم توفيرها محليًا (22٪)، كما بلغت عدد طلبات التسجيل في القرعة الإلكترونية أكثر من 155,600 طلب، قُدمت للفوز بـ 130 محلًا تجاريًا في 15 سوقًا.
قروض الإسكان
كما بلغ مقدار قروض الإسكان التي قدمها بنك قطر للتنمية في العام الماضي 25.2 مليار ريال قطري بزيادة 4٪ عن عام 2019، ويوجد حاليًا أكثر من 34 ألف عميل مستفيد منها بزيادة 2٪ في عدد العملاء عن العام الماضي.
وفيما يخص حاضنات بنك قطر للتنمية، فقد بلغ عدد المستفيدين 320 شركة متوسطة وصغيرة ناشئة ومتسارعة النمو مُحتضنة بزيادة 25% عن عام 2019.
وتم كذلك إطلاق مركز قطر للتكنولوجيا المالية عبر برنامجي الحاضنة والمسرعة، التي احتضنت 23 شركة اُختيرت من بين أكثر من 750 شركة مما يزيد عن سبعين دولة، إلى جانب توقيع 12 مذكرة تفاهم مع مراكز دولية رائدة في التكنولوجيا المالية.
بالإضافة إلى إطلاق حاضنة قطر لتكنولوجيا الرياضة لأول هاكاثون رياضي للابتكار في مجال التكنولوجيا الرياضية.
والإعلان عن حاضنة Scale 7 للأزياء والتصميم بالشراكة مع متاحف قطر.
نمو تمويل الصادرات
على الرغم من تعثر وانقطاع سلاسل التوريد بالأسواق الدولية في بداية الجائحة إلا أن بنك قطر للتنمية حقق في مجال التصدير أبرز إنجازاته فبلغ عدد الشركات المستفيدة من المعارض والاجتماعات الثنائية الافتراضية أكثر من 130 شركة، شاركت في 20 معرضًا واجتماعًا ثنائيًا غالبيتها كانت افتراضية وكُللت جميعها بالنجاح.
وبلغت نسبة النمو في تمويل الصادرات 18٪ مع دعم إجمالي تراكمي مقداره 71.2 مليار ريال قطري، ووصلت الزيادة في حجم للصادرات من قبل عملائه المُسجلين إلى 23٪ لتصل إلى ما يقارب الـ 700 مليون ريال قطري. كما تم تطوير وتدريب أكثر من 500 شركة صغيرة ومتوسطة لتأهيلها للتصدير.
منصة التجارة
هذا فضلًا عن إقامة شراكات محلية ودولية جديدة وتوطيد أخرى راسخة، نتج عن إحداها إطلاق منصة Global Trade Helpdesk العربية بالشراكة مع مركز التجارة الدولية، ومؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، ومنظمة التجارة العالمية، وكذلك حصول دولة قطر على موافقة بالإجماع لإنشاء مكتب الترميز والتتبع للمنتجات القطرية.
واختتم بنك قطر للتنمية عامه على أكمل وجه بإقامة النسخة السادسة والافتراضية الأولى من مؤتمر قطر لريادة الأعمال «رواد قطر 2020» بمشاركة واسعة ومن كافة المهتمين وأبرز الفاعلين في منظومة العمل الريادي في قطر وحول العالم.
وبلغ فيها عدد المسجلين في الجلسات النقاشية وورش العمل أكثر من 2500، بالإضافة إلى المئات من المتابعين عبر منصات التواصل الاجتماعي لبنك قطر للتنمية.
ووصل كذلك عدد المشاركين في «ملتقى الاستثمار» في نسخته الافتراضية الأولى إلى أكثر من ألف مشارك بحضور 30 شركة قطرية، وأطلقت فيه منصة إلكترونية متكاملة للاستثمار هي الأولى من نوعها في قطر.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}