الاكتتابات الأولية في عام الـ"كورونا".. أرقام قياسية وتحذيرات من المستقبل

يتبقى ساعات قليلة على انتهاء 2020 والذي شهد عدداً من الأحداث الاقتصادية غير المسبوقة والاضطرابات المالية التي أضرت بالشركات في مختلف القطاعات، واتجهت عدد من الشركات للاكتتاب العام الأولي في خضم تلك التحديات.

وجمعت الشركات مبالغ قياسية من الطروحات العامة الأولية في العام الجاري عند مستوى 167.2 مليار دولار عبر 454 عملية اكتتاب في البورصة الأمريكية منذ يناير وحتى الرابع والعشرين من ديسمبر، مقابل مستوى 107.9 مليار دولار عن إجمالي العام الماضي.

وزادت حدة الاكتتابات العامة الأولية في الربع الأخير من 2020، إذ بلغت قيمتها 67.3 مليار دولار في الفترة من أكتوبر وحتى ديسمبر، وهو مستوى أعلى بنحو 6 مرات عن الربع الأول.

ويعد ذلك الأداء مفاجئاً بالنسبة لتقديرات المحللين في بداية الأزمة، إذ توقعوا عاما من الركود بعد الأداء القوي في 2019، ولكن بعد إعادة تشغيل الاقتصاد تدريجياً في مايو، وتقديم بنك الاحتياطي الفيدرالي حزمة من التحفيزات المالية غير التقليدية تعافي سوق الأسهم بوتيرة حادة.

كما تلقى سوق الاكتتاب العام دفعة من الارتفاع المفاجئ في نشاط شركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة "إس بي إيه سي"، فنصف عمليات جمع الأموال في الاكتتابات العامة الأولية كانت لصالح تلك الشركات، كما أن إجمالي ما جمعته أعلى بنحو 6 مرات عن المستويات القياسية المسجلة في 2019.

ووصل جنون الاكتتاب العام الأولي إلى ذروته في الأسبوع الثاني من شهر ديسمبر إذ عادة ما تكون تلك الفترة من العام هادئة، لكنها شهدت بدء التداول على أسهم "إير بي إن بي" و"دوور داش".

أما بداية تلك الطفرة فكانت في مايو، حينما جمعت شركة التأمين "سليكت كوت" 570 مليون دولار من الاكتتاب العام الأولي، وصعد سهم الشركة بنحو 35% في أول يوم تداول.

وتوالت الاكتتابات العامة الأولية وكانت بقيادة أسهم التكنولوجيا إذ سجلت مكاسب أسهم القطاع في أول ظهور لها في البورصة أكبر مكاسب منذ عام 2000.

ومع ذلك فإن تلك المكاسب أثارت مخاوف خبراء السوق إذ تشبه الفترة التي سبقت انفجار فقاعة دوت كوم، فهي تشير إلى زيادة اهتمام المستثمرين الأفراد الذين يستخدمون تطبيقات للوساطة تديرها "روبن هوود"، وعادة ما يهرب هؤلاء المستثمرون بمجرد أن تعكس الأسواق مسارها.

كما أن المستثمرين لا يرحبون بالشركات المدرجة الجديدة، إذ أغلق سهم شركة التجارة الإلكترونية "ويش" أدنى سعر الاكتتاب العام الأولي في أولى جلسة تداول في الشهر الجاري.

ورغم تلك المخاوف لا يتوقع المحللون تراجع هدوء تلك الطفرة قريباً وأن تواصل شركات "إس بي إيه سي" نشاطها المحتدم.


المصدر: "وول ستريت جورنال"