الأثرياء يشترون السلع الفاخرة عبر الإنترنت بشكل لم يسبق له مثيل

2020/12/09 اقتصاد الشرق

إن تُجار التجزئة ليسوا الوحيدين في السوق الذين يُراهنون على موسم مبيعات غير اعتيادي عبر الإنترنت خلال فترة العطلات.

 

أطلقت دار "كريستيز" للمزادات "أسبوع الرفاهية" في جميع أنحاء العالم مع عروض معززة لتلبية الطلب القياسي لهذا العام. (في هذا العام تُعد تسمية "أسبوع" تصنيفاً فضفاضاً، نظراً لأن بعض المبيعات قد بدأت بالفعل، والعديد منها يستمر حتى منتصف ديسمبر).

 

تقول "كارولين إرفين" وهي رئيسة التجارة الإلكترونية بقسم مجوهرات كريستي: "شهدنا هذا العام زيادة بنسبة 200% في عدد المبيعات [عبر الإنترنت]" لشهري نوفمبر وديسمبر.

 

وكانت "كريستيز" قد استضافت خلال العام الماضي أربع مبيعات فاخرة فقط عبر الإنترنت في نفس الفترة الممتدة من نوفمبر/ ديسمبر. حملت تلك المبيعات تقديرات مُرتفعة تصل إلى 9.5 مليون دولار. وفي هذا العام سيكون هناك 12 من هذه المبيعات، مع تقدير إجمالي مرتفع يصل إلى أقل بقليل من 40 مليون دولار، بزيادة تبلغ 322%. حيث تقول "إرفين": "إنها مجرد استجابة للسوق".

 

من جهة أخرى، تستضيف "سوذبيز" مبيعاتها الفاخرة الحيّة عبر الإنترنت في شهر ديسمبر تحت عنوان "مهرجان العجائب"، حيث نجحت بمضاعفة حجم مبيعاتها السنوية على الإنترنت بأربع مرات، وضاعفت إجمالي مبيعاتها خمس مرات، والتي تبلغ حالياً 150.5 مليون دولار، وفقاً لدار المزاد. من هذا المبلغ، ذهب 79.7 مليون دولار إلى مبيعات المجوهرات عبر الإنترنت- أي تسعة أضعاف ما تم تخصيصه في العام الماضي- وذهب مبلغ 41.95 مليون دولار، أي ما يُعادل خمسة أضعاف ما تم تخصيصه في عام 2019، لمبيعات الساعات.

 

وفي غضون ذلك، شهدت "فيرست ديبس" وهي المنصة المتخصصة في بيع الأثاث الراقي والفنون والمجوهرات عبر الإنترنت، إرتفاعاً في إجمالي قيمة البضائع على أساس سنوي بنسبة 30% خلال الأشهر العشرة منذ بداية كوفيد- وخلال الشهرين الماضيين اللذين يسبقان العطلة، حيث يقول "ديفيد روزنبلات" وهو الرئيس التنفيذي لشركة "فيرست ديبس :"لقد شهدنا تسارعاً في النمو".

 

ليس فقط عدد المزادات عبر الإنترنت هو الذي ارتفع، فلقد تجاوز الحد الأدنى لسعر المُشترين توقعات أي شخص.

 

يقول "إرفين": "تاريخياً، نظرنا إلى [الحد الأقصى] للمبيعات على أنه 20000 دولار". "أردنا تقديم عدد قليل من القطع عالية القيمة في كل عملية بيع من أجل معرفة كيفية استجابة العملاء، وبعدها شهدت العملية ازدهاراً."

 

قبل عام 2020، كان البيع عبر الإنترنت فقط لقطعة واحدة في "كريستيز" قد تجاوز 80 ألف دولار؛ أما في هذا العام، تم بيع 25 قطعة بأكثر من 100000 دولار. وكانت إحدى تلك القطع عبارة عن خاتم ألماس عيار 28.86 قيراط تم بيعه بمبلغ 2.1 مليون دولار.

 

يقول "روزنبلات" أنه في دار "فيرست ديبس" تبلغ إجمالي قيمة البضائع لمبيعات القطع التي تزيد عن 100000 دولار، ما يعني انها تزيد بنسبة 60% على أساس سنوي. ويضيف "روزنبلات": "لقد ارتفع الطلب على كل شيء نبيعه".

 

التغيير بين عشية وضحاها

 

لطالما كانت مبيعات السلع الفاخرة عبر الإنترنت تتزايد في الآونة الاخيرة، حيث أصبح المُستهلكون أكثر ارتياحاً لشراء الأغراض المُستعملة عبر الإنترنت، واستكشفت دور المزادات والباعة الآخرون استراتيجياتٍ تتجاوز النموذج التقليدي للمبيعات الحية.

 

وبمجرد أن أصبحت عمليات الإغلاق واقعاً يمتدُ لعدة أشهر، اكتشف بائعو السلع الفاخرة بدهشة حقيقية أن الناس كانوا على استعداد للإنفاق أكثر من أي وقت مضى، حيث يقول "روزنبلات": "لقد تغير سلوك المشتري بشكل كبير، بين عشية وضحاها". "لقد شهدنا خلال الأشهر العشر الماضية ما يُعادل عشر سنوات من التبني الرقمي".

 

ويرجع ذلك في جزء كبير منه إلى أن هذه الشركات حسنت فهمها لما يمكن بيعه وما سيتم بيعه دون لقاءات شخصية.

 

من جهته يقول "إرفين": "الكثير منها عبارة عن نقرة ثم شراء". "جزء من ذلك هو ما نختار وضعه على الإنترنت - لن نضع شيئاً ذو قيمة عالية ويحتاج إلى الكثير من البحث. نميل إلى تقديم قطع موقّعة، حتى تعرف اسم العلامة التجارية وربما تكون تعرف التصميم مُسبقاً."

 

استنزاف المخازن

 

في "كريستيز" يُمكن للمشترين الأثرياء المزايدة عبر الإنترنت لشراء حقيبة "بيركين" من جلد تمساح من هيرميس "هيمالايا" مصنوعة من الذهب الأبيض والألماس تقدر قيمتها ما بين 200000 دولار و 250.000 دولار ، أو (و؟) ساعة "فيليب كرونوغراف" المصنوعة في عام 1950 من الذهب الوردي عيار 18 قيراط، التي يُقدر ثمنها من 400000 دولار إلى 600000 دولار.

 

وفي "سوذبيز" يُمكن لشخص ما ان يقدم عرضاً لبيع المجوهرات عبر الإنترنت بميزانية تُعادل ميزانية عطلة تبلغ تكلفتها حوالي ربع مليون دولار ويمكن ان يتضمن العرض بيع خاتم ألماس بقطر 5 قيراط محاط ب 8 قيراط من الماس على شكل قلب معلق على شريط بلاتيني؛ يتراوح ثمن الخاتم بين 150،000 دولار إلى 200000 دولار.

 

وكبديل في حال خسر شخص ما المزايدة على "هيمالايا بيركين" في دار "كريستيز"، فيمكنه أن يقتني نفس النسخة من الحقيبة لكن من الطراز الأصغر قليلاً -هذه الحقيبة من عام 2010 - والتي يتم عرضها في "سوذبيز" مقابل 260.000 دولار إلى 300.000 دولار في عملية بيع تُغلق بعد ذلك بيوم. بينما يصل السعر إلى مبلغ أعلى في دار "فيرست ديبس".

 

قد يجد الشخص الثري الذي يبحث عن قطعة جذابة تشجيعاً عند رؤيته لعقد ألماس أصفر بقيمة 2.35 مليون دولار من عيار35.31 قيراط مُحاطاً بعقد آخر من الألماس مُتعدد الأشكال من عيار 47. ووفقاً للموقع، بإمكان المتجر شحن العقد سريعاً مقابل 100 دولار إضافية.

 

وكمفاجأة في العطلة، يمكن شراء شاشة حريق فيكتورية بقيمة 365 ألف دولار مليئة بالطيور الطنانة المحنطة. (إفصاح: ضريبة المبيعات ستُكلفك أكثر من 32000 دولار).

 

يقول متخصصون ان كل هذا يصب في محاولات تُجار التجزئة لتلبية الطلب الواضح على التجارة الإلكترونية للقطع عالية القيمة.

 

يقول إرفين: "خلال الخريف، الذي أدى إلى هذه المبيعات، كان لدينا معدل أجمالي مبيعات مرتفع لدرجة أننا قمنا بزيادة عدد القطع المعروضة". "من الأكيد ان هُناك أحد ما يزيد مُشترياته، لأننا نقدم المزيد من القطع، وما زلنا نبيع تلك القطع."

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.