لماذا رفعت هذه المدينة الحد الأدنى للأجور ليصبح الأعلى على مستوى العالم؟

تستعد المدينة السويسرية جنيف - التي تعتبر موطنًا لقطاع مصرفي ضخم ودور المزادات "سوثبي" و"كريستيز" – هذا الشهر لفرض أعلى حد أدنى للراتب الشهري في العالم، بناءً على استفتاء أجري نهاية سبتمبر، وفقًا لما ناقشه  تقرير هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

وتم رفع الحد الأدنى للأجور في جنيف ليس لأن الحكومة فرضته ولكن لأن مواطني المدينة اقترحوه كمبادرة شعبية، وجمعوا ما يكفي من التوقيعات للدعوة إلى استفتاء بشأن الأمر، وصوت المواطنون في السابع والعشرين من سبتمبر على الأمر بأغلبية بلغت 58%. 

ويعني نظام الديموقراطية المباشرة في سويسرا أن الناخبين لهم الكلمة الأخيرة، وبالتالي فإن الحد الأدنى للأجور إلزامي حاليًا. 

ويبلغ الحد الأدنى الجديد للراتب 23 فرنكا سويسريا في الساعة (25 دولارًا)، مما يعادل راتبا شهريا لا يقل عن 4 آلاف فرنك  (4353.4 دولار). 

وعلى الرغم من أنها مدينة غنية إلا أنه تم رفع الحد الأدنى للأجور لأنها أيضًا موطن لعشرات الآلاف من عمال الفنادق والنوادل وعمال النظافة وغيرهم الذين يكافحون من أجل تغطية نفقاتهم. 

وربما يبدو مبلغ 4 آلاف فرنك شهريًا كبيرًا للغاية، إلا أنه ليس كذلك بالنسبة للمقيمين، إذ تبلغ تكلفة التأمين الصحي 550 فرنكا شهريًا للشخص الواحد، وتصل تكلفة العيش في مكان مكون من غرفة واحدة 1000 فرنك شهريًا. 

وحاليًا على الشركات التي تعطي أجورًا تقل عن 23 فرنكًا في الساعة زيادة الرواتب، ويخشى "فنسنت سوبيليا" من غرفة التجارة في جنيف من أن الاضطرار إلى تحمل هذه التكلفة الجديدة في ظل جائحة "كوفيد -19"، والتراجع الحاد في الأرباح يمكن أن يتسبب في ضرر. 

المصدر: بي بي سي