تمثل الجامعة بالنسبة للطلاب مرحلة الحرية والنضوج، وتكوين الصداقات، إلا أن الفصل الدراسي لخريف هذا العام الذي يأتي في ظل انتشار فيروس كورونا "كوفيد-19"، لا يوفر للطلاب فرصة للتصرف بحرية؛ بسبب القواعد المفروضة لمكافحة كورونا، وقد بدأ بعض الطلاب بالفعل في خرق هذه القواعد.
ورغم تفشي فيروس كورونا، إلا أن بعض الطلاب لم يلتزموا بقواعد التباعد الاجتماعي، وشهدت ممرات مساكن الطلاب ازدحامًا من الطلاب، حتى اضطرت بعض الجامعات بما في ذلك جامعة "نورث كارولينا"، وجامعة "نوتردام" إلى الانتقال إلى الفصول الدراسية الافتراضية لفترة من الوقت، بعد ظهور إصابات بفيروس كورونا، بعد أيام من بدء الفصل الدراسي.
وتشرح هانا شاكتر الأستاذة المساعدة وعالمة النفس التنموية في جامعة "وين ستيت"، وبن لوكمدير الاستشارات والخدمات النفسية في جامعة ولاية بنسلفانيا، وماري كارابيتيان ألفورد مديرة عيادة "ألفورد بيكر"، التي تقدم المشورة للأطفال والمراهقين والشباب، أسباب خرق بعض الطلاب لقواعد مكافحة كورونا.
خمسة أسباب وراء خرق بعض طلاب الجامعات قواعد مكافحة كورونا |
||
السبب |
|
الشرح |
1- الاستعداد للمخاطرة |
|
- الصورة النمطية السائدة عن أن المراهقين يقدمون على المخاطرة حقيقية إلى حد كبير؛ فالشباب هم أكثر الفئات التي تتخذ قرارات لحظية، ويرجع ذلك إلى أنه خلال فترة المراهقة والبلوغ، تنمو منطقة اللوزة الدماغية، المسؤولة عن المشاعر، أسرع بكثير من القشرة الأمامية المسؤولة عن اتخاذ القرارات العقلانية.
- يشير لوك إلى أن عدم التوازن هذا يدفع المراهقين إلى اتخاذ قرارات، قد يراها الآخرون محفوفة بالمخاطر، مثل زيارة الأصدقاء وحضور الحفلات، كما يؤكد لوك أن القرارات التي يتخذها المراهقون، ترتبط أكثر باللحظة الحالية، وبما يفتقدون إليه الآن، وما يجعلهم أكثر سعادة في هذه اللحظة.
- تشير هانا شاكتر أيضًا إلى أن المراهقين يهتمون بالمكافآت المحتملة للقرارات المحفوفة بالمخاطر في هذه المرحلة من حياتهم، ولا يعني ذلك أنهم لا يدركون العواقب السلبية لقراراتهم، لكنهم يفكرون أكثر في المكافآت المحتملة.
- عندما يعود الطلاب إلى المدارس والجامعات بعد قضائهم الربيع والصيف داخل غرف نومهم، فمن الطبيعي أن يغتنم الكثير منهم هذه الفرصة للتواصل مع أصدقائهم، فرغبتهم في التواصل مع الآخرين ستتغلب على خوفهم من الفيروس، كما توضح شاكتر.
|
2- الاعتماد على الروابط الاجتماعية لبناء الهوية |
|
- يعتمد المراهقون بشكل كبير على روابطهم الاجتماعية لبناء هوياتهم، فهم يرغبون في مقابلة أصدقائهم والتعرف إلى أشخاص جُدد، وهو أمر يصعب تحقيقه عندما يجلس الطلاب متباعدين، أو عندما تُعقد الفصول الدراسية عبر الإنترنت.
- وتؤكد ماري كارابيتيان ألفورد على أن علاقات الصداقة القوية تساعد على تجاوز الأوقات الصعبة، مشيرة إلى أنه بالنسبة لبعض الطلاب، قد يكون الشعور بالعزلة أكثر رعبًا من فيروس كورونا نفسه.
|
3- تلقي رسائل متضاربة |
|
- يتلقي طلاب الجامعات رسائل متضاربة، فمن ناحية فتحت الجامعات أبوابها للطلاب، كما أن المسؤولين الحكوميين طالما قالوا إن الأطفال والمراهقين أقل عرضة للإصابة بفيروس كورونا، في محاولة لإعادة فتح المدارس، لكن من ناحية أخرى أعلنت بعض الجامعات مثل جامعة "نورث كارولينا"، الانتقال إلى الفصول الدراسية الافتراضية، بعد اكتشاف حالات مصابة بفيروس كورونا بها.
- وتشير ألفورد إلى أن إعادة فتح المدارس والجامعات، قد تجعل الطلاب يفترضون أنهم سيكونون آمنين لاستئناف الحياة التي اعتادوا عليها.
|
4- الرغبة في الشعور بعودة الحياة الطبيعية |
|
- لم يُصب وباء كورونا ملايين الأشخاص فحسب، لكنه تسبب أيضًا في إصابة كثيرين بالاكتئاب والقلق، خاصة أن الفيروس لا يزال موجودًا، وليس هناك معلومة يقينية حول متى ينتهي أو متى يتوافر اللقاح.
- قد يبحث الطلاب في مثل هذه الأوقات الصعبة عن أي أنشطة، تعيد الشعور بالحياة الطبيعية، وقد يتوقون للقيام بأنشطة تسبب تفشي الفيروس بإلغائها.
- وفي حين قد يكون الشباب الذين أُصيبوا من قبل بفيروس كورونا، أو أُصيب شخص يعرفونه به، أكثر امتثالاً لإجراءات السلامة، فإن الشباب الذين لم يصابوا به قد لا يعتبرونه خطيرًا.
- ويشير لوك إلى أن الأشخاص يتحدثون دومًا عن أن المراهقين يشعرون بأنهم غير معرضين للخطر، ويضيف لوك: "قد يكون ذلك صحيحًا وقد لا يكون كذلك، إلا أن الشعور بأن سلوكك يؤثر على المجتمع بأكمله، وقد يتسبب في وفاة جارك، أمر يصعب استيعابه".
|
5- اتباع الجامعات نهجًا خاطئًا |
|
- يرى علماء النفس الثلاثة أن غالبية طلاب الجامعات يأخذون وباء كورونا على محمل الجد، مشيرين إلى أن مقاطع الفيديو التي تنتشر على نحو واسع لطلاب لا يرتدون أقنعة الوجه، لا تمثل سوى مئات الطلاب من بين نحو 20 مليون طالب جامعي في الولايات المتحدة الأمريكية.
- تشير شاكتر إلى أن مشكلة جائحة كورونا هي أنه حتى لو خرق عدد قليل من الطلاب إجراءات السلامة، فقد يتسبب سلوكهم هذا في إصابات كثيرة بين الطلاب، مما يتسبب (وقد تسبب بالفعل) في إلغاء الأنشطة والفصول الدراسية.
- وفي حين تكافح الجامعات لإقناع الطلاب باتخاذ إجراءات السلامة، إلا أنه من الواضح أن الطريقة التي تتبعها الجامعات، والتي تطلب من الطلاب الامتناع تمامًا عن التفاعل الاجتماعي، أو تهديدهم بتعليق الدراسة، لا تجدي نفعًا مع الطلاب.
- تشير ألفورد إلى أن الجامعات يجب أن تشارك المسؤولية مع الطلاب، لإبقائهم آمنين داخل الحرم الجامعي، مضيفة أن إلقاء اللوم على الطلاب قد يؤدي إلى تمردهم، وخرقهم للقواعد.
|
المصدر: سي إن إن
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}