"العريان" يتساءل: هل فقدت سوق الأسهم جزءاً من زخم السيولة؟

2020/09/18 أرقام

تسلط حركة سوق الأسهم الأمريكية المتقلبة على مدى الأربع وعشرين ساعة الماضية الضوء على سؤال هام بالنسبة للمستثمرين: هل فقدت الأسواق جزءًا من زخم السيولة التي لم تساعد فقط في تجاهل عدد من التأثيرات السلبية لكنها دفعت أيضاً الأسهم للصعود لمستوى قياسي واحداً تلو الآخر؟
 

طرح هذا التساؤل، كبير الاقتصاديين في مجموعة "أليانز" العالمية "محمد العريان"، مع الإشارة إلى أن المشكلة تصبح أكثر أهمية بالنظر إلى استمرارية حالة عدم اليقين التي تواجه حزمة التحفيز المالية الأمريكية وبيانات طلبات إعانة البطالة الصادرة يوم الخميس.



 

​وشهدت "وول ستريت" دفعة قوية في أعقاب صدور قرار السياسة النقدية، ليعزز "داو جونز" مكاسبه بأكثر من 300 نقطة قبل أن يقلصها مع ختام الجلسة، كما استمرت هذه التقلبات خلال تداولات أمس الخميس ليفقد أكثر من 130 نقطة.

 

وعند التطرق إلى بيان بنك الاحتياطي الفيدرالي والمؤتمر الصحفي الذي أعقبه يوم الأربعاء، فنجد أنه كان هناك بالفعل إشارات بشأن انخفاض الدعم الجدير بالثقة للأسعار، والذي كان في السابق يُعد عاملاً قوياً لتدفق المستثمرين الأفراد على الأسواق.
 

وعلى الرغم من أن تأثير المركزي الأمريكي لا يزال ملحوظاً، لكنه تقلص بشكل تدريجي من السوق الأوسع ليقتصر على نطاق ضيق من شركات محددة.
 

وكان الفيدرالي قرر تثبيت معدل الفائدة عند نطاق يتراوح بين صفر و0.25%، مع توقعات ببقاء الفائدة عند نفس المستوى حتى عام 2023 على الأقل انتظاراً لتسارع التضخم.

 

الدعم المتكرر
 

وعلى الرغم من ذلك، فإن شهية المستثمرين المتشككين في تحدي ما يعتبرونه بمثابة تقييمات عالية للسوق ظلت منخفضة؛ بسبب تجربتهم ومراعاة عمليات ضخ السيولة الوفيرة والمتكررة من جانب الفيدرالي.
 

ولم يكن ذلك بسبب إبقاء الفيدرالي على تكاليف قروض الرافعة المالية والاقتراض منخفضة للغاية فحسب، ولكن نظراً لقيامه بشراء أوراق مالية (بما في ذلك سندات الخردة ذات المخاطر المرتفعة) بتريليونات الدولارات، ودفع المستثمرين صوب الأصول عالية المخاطر بدلاً من السندات الحكومية.
 

ساهم الدعم المتكرر للأسواق المالية من جانب المركزي الأمريكي في تعميق فكرة "الشراء عند الهبوط" لدى المستثمرين وكذلك عقلية "الخوف من فقدان الفرصة".



 

لماذا تلاشت البهجة؟
 

ورغم الدعم الذي تلقته الأصول الخطرة من بيان المركزي الأمريكي الذي جاء بلهجة أكثر حذراً من المتوقع يوم الأربعاء، لكن رد فعل "وول ستريت" الإيجابي تلاشى بالتزامن مع المؤتمر الصحفي الذي أعقب ذلك.
 

يرجع السبب في ذلك إلى عدد من الأسباب، من بينها اللهجة الحذرة التي قدمها رئيس الفيدرالي "جيروم باول" والطريقة التي تناول بها آفاق السياسة المالية.
 

وهناك سبب آخر يكمن في إجابات "باول" غير المؤكدة حول مدى فعالية أدوات البنك المركزي لتحقيق هدف التضخم الفعلي الأكثر طموحاً - السماح للتضخم بالتسارع أعلى 2% - وتعليقه على الصعوبات التي تواجه برنامج إقراض "مين ستريت" والذي يمثله الأفراد والشركات، وكذلك على الآفاق المستقبلية بشأن الاستقرار المالي.
 

ويُضاف كل ذلك إلى مصدر القلق المثار منذ أمد بعيد والمتمثل في أنه كلما كان الاحتياطي أكثر تشاؤماً انخفضت احتمالية توصل المشرعين في الكونجرس الأمريكي للاتفاق على حزمة تحفيز جديدة.
 

تعزيز الأساسيات
 

ومع بقاء الفيدرالي على الهامش بشكل أساسي لمدة شهرين تقريباً - من المقرر عقد الاجتماع المقبل للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة يومي الرابع والخامس من نوفمبر - ربما يشعر المستثمرون الأكثر تشككاً براحة أكبر الآن في تحدي التقييمات المرتفعة لسوق الأسهم.

 

 

ويبدو أن هناك بعض الأدلة على ذلك بالفعل عبر حالة "شد الحبل" طوال جلسة تداولات الخميس في أسواق الأسهم الأمريكية.
 

وفي واقع الأمر، فإن كل ذلك يدفعنا نحو أهمية الأساسيات والسياسات.
 

ولكي تكون مستدامة، ستحتاج التقييمات المرتفعة لمزيد من التحقق من مدى صحتها عبر تحسين الأساسيات الاقتصادية وأساسيات الشركات.
 

وكما تشير أرقام طلبات إعانة البطالة الصادرة يوم الخميس مجدداً، فإن التعافي الاقتصادي يستمر لكن بوتيرة بطيئة للغاية مقارنة بما هو ممكن وما هو مطلوب.
 

وفي بيانات اقتصادية، بلغ عدد طلبات إعانة البطالة الأمريكية الجديدة 860 ألف طلب في الأسبوع المنتهي يوم الثاني عشر من شهر سبتمبر، مقابل التوقعات التي كانت تشير لتسجيل 875 ألف طلب.
 

وما لم يرقَ الكونجرس إلى تحمل مسؤولية اتخاذ الإجراءات في الوقت المناسب لدعم جانبي العرض والطلب في الاقتصاد، فإن المخاطر سوف تزداد.
 

وتتجسد هذه المخاطر في ضياع فرص السوق في الانتقال من السيولة القوية في السابق والآخذة في التلاشي إلى ما هو مطلوب بشدة للرفاهية الاقتصادية والاجتماعية ألا وهو التعافي القوي المستدام والشامل.

 

المصدر: بلومبرج

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.