اضطراب في النوم ومواعيد غير منظمة .. لماذا يحدث ذلك لمن يعملون من المنزل؟

2020/09/20 أرقام

يظن كثيرون أن العمل من المنزل، يوفر للأشخاص وقتًا للنوم بشكل أفضل، إلا أن العديد من الدراسات التي أُجريت قبل جائحة فيروس كورونا المستجد، تشير إلى أن ذلك الاعتقاد غير صحيح، حسبما أشارت جينيفر مارتن، أستاذة الطب النفسي بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، وخبيرة النوم في شركة "Precision Nutrition".
 

وعلى عكس العمل من المكتب أو الشركة خلال مواعيد محددة، يصبح لدى العاملين من المنزل مواعيد عمل مرنة، ويجد الكثير منهم أنفسهم يعملون لساعات طويلة أكثر من الساعات التي كانوا يعملون بها قبل بدء العمل من المنزل، مما يؤثر على مواعيد نومهم، ومن أجل فهم العلاقة بين العمل من المنزل واضطراب مواعيد النوم، نستعرض في هذا التقرير المشكلات التي تحدث للعاملين عن بُعد ، وكيف يمكن علاجها.
 

جدول عمل غير منتظم
 

 

- يعمل العاملون عن بُعد في بيئة بعيدة تمامًا عن كلمة "هدوء"، فيجدون أنفسهم يتنقلون بين المسؤوليات المنزلية، ورعاية الأطفال، والعمل، والاجتماعات الافتراضية التي قد تكون مع أشخاص في أماكن أخرى ومناطق زمنية مختلفة، مما يسبب المزيد من التوتر والقلق لهم.

 

- مع عدم وجود خطط مميزة للقيام بها بعد العمل، ومع عدم وجود الحاجة أيضًا لإنهاء العمل بسرعة للرجوع إلى المنزل- مثلما هو الحال بالنسبة للعاملين داخل مكتب الشركة فلا ينهي العاملون من المنزل العمل خلال ساعات محددة، بل على العكس يعملون لساعات إضافية، بسبب عدم تنظيم الوقت.

 

- تشير أليسون سيبيرن، الأستاذة المساعدة في الطب النفسي والعلوم السلوكية في "مركز ستانفورد لعلوم النوم"، إلى أن عدم وجود موعد محدد لإنهاء يوم العمل، يؤدي إلى امتداد العمل لساعات المساء، وقلة وقت الراحة.

 

- من جانبها تقول جينيفر مارتن إن جودة النوم لدى الأشخاص العاملين من المنزل تتدهور، حتى لو كانوا يقضون وقتًا أطول في الفراش، مشيرة إلى أن الأشخاص يواجهون صعوبة في النوم، ويستيقظون أكثر أثناء الليل.

 

- رغم عدم وجود دليل قاطع على سبب حدوث هذه التغييرات للعاملين من المنزل، إلا أن مارتن تقول إن إحدى النظريات تشير إلى أن الأشخاص استبدلوا أوقات تنقلاتهم في المواصلات، بالمكوث وقتاً إضافياً في الفراش.

 

استخدام المساحات المرنة
 

 

- يوصي الخبراء دومًا بتخصيص مساحة خاصة بالنوم من أجل الحصول على نوم صحي، إلا أنه حينما يعمل الأشخاص من المنزل، لا تعود لديهم عادة غرفة مخصصة للنوم فقط.

 

- تقول مارتن إن معظم العاملين من المنزل يعيشون مع أفراد أسرهم، ممن يعملون من المنزل أيضًا أو يتعلمون من المنزل، مما خلق مفهوم المساحات المرنة، وهي المساحات التي يمكن للأشخاص العمل بها خلال النهار، والنوم بها خلال الليل.
 

أوقات راحة محدودة ومزيد من الشاشات
 

 

- يجد العاملون من المنزل أيضًا أنهم ليس لديهم وقت للراحة أو الاسترخاء، وتشير أليسون سيبيرن إلى أن وقت الاسترخاء للاستعداد لمرحلة النوم مهم للغاية، لتغيير نشاط الدماغ؛ لأن الكثير من النشاط يؤدي إلى أن يتغلب الجهاز العصبي السمبثاوى على إحساس الأشخاص بالنوم، مما يؤثر على النوم وجودته.

 

- مع انتقال الأشخاص للعمل من المنزل، لم يعد هناك وقت يتنقلون خلاله في المواصلات، أي لم يعد هناك فاصل بين وقت العمل ووقت الراحة، وتدريجيًا يختفي وقت الاسترخاء والراحة.

 

- هناك عوامل أخرى مرتبطة بنمط حياة العاملين عن بُعد، قد تتسبب في النوم السيئ، من بينها زيادة استخدام الأجهزة التكنولوجية، يصطحب البعض جوالاتهم إلى الفراش، مما يزيد من تعرضهم للضوء الأزرق الصادر عن هذه الشاشات، وهو ما يؤثر على إفراز هرمون الميلاتونين، الذي ينظم دورة النوم والاستيقاظ.
 
- تقول سيبرن إن تقلب المزاج وزيادة التوتر خلال وقت النهار، يمكن أن يستمر خلال الليل ويؤثر على النوم، مشيرة إلى أن قلة التواصل الاجتماعي، يمكن أن يسبب الحزن والقلق والإحباط، ويمكن أن تؤثر هذه المشاعر أيضًا على النوم.

 

نصائح لتحسين جودة النوم
 

 

- من المهم أن يحافظ العاملون عن بُعد على موعد ثابت للنوم يوميًا، بمعنى أن يحددوا وقتًا صارمًا للخلود للنوم، فضلاً عن أخذ فترات راحة في أوقات محددة، وتطبيق طريقة لإدارة الوقت بفعالية، حتى يمكنهم إنهاء العمل في وقت مناسب ومحدد، كما تشجع مارتن العاملين عن بُعد لوضع جدول زمني منظم لوقت النوم والاستيقاظ.

 

- يجب أيضًا ألا يتصفح الأشخاص أجهزتهم المحمولة قبل موعد النوم، وتنصح مارتن الأشخاص بالاسترخاء والاستعداد للنوم قبل 30 دقيقة من النوم، بدون التعرض لأي أجهزة.

 

- تنصح مارتن أيضًا أولئك الذين يعملون بالقرب من فراشهم، أن يحاولوا حجب الفراش عن أعينهم، من خلال وضع فاصل بين الفراش والمكتب، حتى يمكنهم التركيز في العمل بشكل أفضل.

 

- من جانبها تنصح سيبرن العاملين عن بُعد  من ناحية أخرى بأن ينهوا العمل في وقت محدد، وأن يقضوا وقتًا مع عائلتهم أو يسترخون بمفردهم، مشيرة إلى أهمية تجنب متابعة رسائل البريد الإلكتروني، أو أي شيء خاص بالعمل تمامًا بعد إنهاء العمل.

 

المصدر: فاست كومباني

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.