نبض أرقام
06:23 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/12/18
2024/12/17

لماذا يجد الناس صعوبة في البقاء في منازلهم؟ .. علم النفس يشرح السبب

2020/08/29 أرقام

أدرك أسلافنا الذين كانوا يعيشون على صيد الحيوانات، أن نجاة الشخص وبقاءه على قيد الحياة بمفرده أمر ليس سهلاً، فلم يكن من السهل على البشر أن يحصلوا على طعام كافِ، أو يشعروا بالأمان والدفء وهم يعيشون بمفردهم، لذلك سعوا إلى تشكيل الروابط الاجتماعية والحفاظ عليها، وبمرور الوقت أصبحت صفة أن يكون الشخص اجتماعيًا جزءًا من الطبيعة البشرية، فتواجد البشر معًا يعني النجاة والبقاء على قيد الحياة.

 

البشر كائنات اجتماعية، وذلك بفضل الحاجة إلى التواصل بين الأشخاص وبعضهم البعض خلال العصر الحجري القديم، وبات الأفراد في الوقت الحاضر يعيشون داخل شبكة ضخمة تتكون من أكثر من 7.7 مليار شخص، يغادرون منازلهم بشكل يومي.

 

وسواء كان سكان العالم يغادرون منازلهم من أجل العمل أو التعليم، أو لمجرد الخروج في نزهة مع الأصدقاء، فإن البشر في جميع الأحوال يتواصلون مع بعضهم البعض اجتماعيًا، ورغم أن العصر الحديث يتيح للأشخاص التواصل معًا في أي وقت ومن أي مكان عبر الإنترنت، إلا أن ذلك لا يشبه بأي حال من الأحوال تجمع الأشخاص معًا خارج المنزل وجهًا لوجه.

 

عدم التواصل اجتماعيًا والشعور بالوحدة

 

 

- يؤدي عدم تواصل الأشخاص اجتماعيًا بالشكل المعتاد إلى شعورهم بالوحدة.

 

- يؤدي ذلك إلى ارتفاع هرمون الكورتيزول وهو هرمون التوتر.

 

- يتسبب ذلك في ضعف الأداء المعرفي، وضعف الجهاز المناعي، مما يزيد من خطر الإصابة بمشاكل الأوعية الدموية والالتهابات وأمراض القلب.

 

- يشير علم النفس إلى أن الأشخاص حين يخفقون في تحقيق هذه الروابط الاجتماعية العميقة التي يتوقون إليه، فإنهم يشعرون بضيق عاطفي ويزيد الشعور بالألم لديهم.

 

- بالتالي فإن المشكلات التي تسببها الوحدة لا تؤثر سلبًا على العقل فقط، لكن لها تأثيرات سلبية أيضًا على الجسم.

 

- من المعروف أن الصحة العقلية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالصحة الجسدية.

 

- وفي حين يمارس الكثير من الأشخاص الرياضة للحفاظ على لياقتهم البدنية، فإن الرياضة تلعب دورًا أيضًا في الحفاظ على الصحة العقلية.

 

الرياضة والصحة العقلية والرغبة في مغادرة المنزل

 

 

- يفرز الجسم هرمون الإندروفين (هو بمثابة مورفين طبيعي) لتقليل الشعور بالألم، كان هذا الهرمون يمكّن أسلافنا من الهروب من الحيوانات المفترسة حين يُصابون، وفي حين أن الهروب من الحيوانات المفترسة لم يعد موقفًا شائعًا يواجهه الفرد في حياته اليومية، فإن ممارسة الرياضة تساعد على إفراز هذا الهرمون والذي يصاحبه الشعور بالنشوة، وتقليل الشعور بالألم والتوتر.

 

- لهذا السبب يشعر الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بمزاج جيد، كما يقل توترهم ويزيد رضاهم عن أنفسهم. أثبتت الأبحاث أن كل ذلك يحدث عندما تزيد مستويات كل من هرمون الدوبامين والسيروتونين مع الإندروفين.

 

- في حين قد يجادل البعض بأن تناول كعكة يمنح الشخص نفس القدر من المتعة والبهجة، إذ إن المتعة في النهاية هي إحساس ناجم عن إفراز هرمون، وبالتالي يبدو تناول كعكة أسهل وأمتع من ممارسة الرياضة، إلا أن ذلك في النهاية يتطلب خروج الشخص لشراء الأشياء اللازمة لإعداد كعكة.

 

- كما أن الدراسات النفسية والبيولوجية ربطت بين الجسم السليم والعقل السليم، ومن الواضح أن ممارسة الرياضة، سواء كان ذلك عبر نزهة حول المكان الذي يعيش به الشخص، أو ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم، لها تأثيرات عديدة على الجسم.

 

- في حين يمكن ممارسة التمارين الرياضية في المنزل، إلا أنه ما من شيء يضاهي الركض في الصباح الباكر في الهواء الطلق، أو ممارسة التمارين الرياضية مع الأصدقاء في صالة الألعاب الرياضية، ولأن كثيرين يعرفون مزايا الحفاظ على لياقتهم البدنية، فهذا يجعل من الصعب للغاية عليهم البقاء في منازلهم لفترات طويلة.

 

الشعور بالرضا

 

 

- يرى الكثير من الأشخاص أن العقل السعيد هو العقل السليم، ونظرًا لأن أسباب السعادة تختلف من شخص لآخر، فمن الناس من يسعده امتلاك قصر، ومن بينهم أيضًا من يسعده امتلاك دراجة، ولكنْ هناك شيء يشترك فيه الأشخاص ويشعرهم بالسعادة وهو الشعور بالرضا عن النفس.

 

- ما من أحد لم يختبر هذا الشعور، بداية من التقدير الذي يناله من والديه حين يقوم بشيء جيد، وحتى التقدير الذي يناله من فريقه حين ينجز ما كان مطلوبًا منه القيام به؛ فإنجاز مهمة ما بغض النظر عما إذا كانت المهمة لها علاقة بالمجال الأكاديمي أو الوظيفي، يعطي إحساسًا بالرضا.

 

- بالإضافة إلى أن العمل يوفر دخلاً للفرد يتيح له شراء احتياجاته، إلا أنه يعطي للأفراد شعورًا بالسعادة، حينما يقومون بالتركيز على مهمة محددة، وينجزونها على النحو الأمثل.

 

- يعمل الناس لدوافع وأهداف مختلفة، فمنهم من يعمل من أجل تحسين حياته، أو من أجل تحطيم الأرقام القياسية، ومنهم من يعمل من أجل الترفيه عن الآخرين، وغير ذلك من دوافع وأسباب، لكن في النهاية وبغض النظر عن نوع العمل والدوافع، فإن الجواب النهائي والبسيط عن سؤال "لماذا نعمل؟"، يكمن في الشعور بالرضا عن النفس.

 

- من الملاحظ أن الناس يربطون بين الأماكن والمهام التي يقومون بها، فمكان النوم يختلف عن مكان العمل، حتى وإن كان الشخص يعمل من المنزل، فهو يخصص مكاناً للعمل، وذلك من أجل تعزيز الكفاءة والتركيز على المهمة المطلوبة.

 

- تدرك الشركات الكبرى مثل "يوتيوب" و"مايكروسوفت" أن توفير البيئة المناسبة للعمل، أمر بالغ الأهمية لتحسين إنتاجية الموظفين، وزيادة قدرتهم على تسليم العمل في المواعيد النهائية، لذلك تستثمر الشركات الكبرى في بنية تحتية جيدة، حتى أنها توفر أسرّة في المكاتب، وتوفر أماكن مفتوحة لرفع معنويات الموظفين، وجعلهم يربطون بين مكان العمل والإنتاجية والإحساس بالمرح.

 

- يجد الكثير من الأشخاص صعوبة في أن يكونوا منتجين في المنزل، وهو أمر طبيعي جدًا، لكن عدم إنجاز المهام يسبب للأشخاص شعورًا بالقلق، ويجدون أنفسهم مكلّفين بالعديد من المهام، دون قدرة على إنجازها، وهو ما يزيد مستويات التوتر لديهم.

 

- مع تفشي وباء كورونا المستجد "كوفيد-19"، والذي فرض على ملايين الأشخاص حول العالم البقاء في المنزل، شعر كثيرون بالضيق والاكتئاب وعدم القدرة على إنجاز العمل، مع تقليل إجراءات الإغلاق وعودة الأنشطة تدريجيًا في العديد من الدول، بدأ الأشخاص يعاودون الخروج والذهاب إلى العمل، وإلى الصالات الرياضية، والمطاعم.

 

- رغم أن الفيروس لا يزال موجودًا ولم يختفِ، إلا أن كثيرين بدأوا يعودون لحياتهم الطبيعية، رغم كل التحذيرات من ضرورةاتخاذ إجراءات السلامة والوقاية، في النهاية يتطلب التعايش مع الفيروس، أن يتحمل الأشخاص مسؤولية الحفاظ على سلامتهم وسلامة من حولهم، حتى لا تُفرض إجراءات الإغلاق مرة أخرى، ويضطر الأشخاص للبقاء في منازلهم رغمًا عنهم ثانية.

 

المصادر: بينجييت

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.