أكد سير تيم كلارك، رئيس «طيران الإمارات»، أن توقف حركة الطيران الجوي في غالبية دول العالم خلال الأشهر الأربعة الماضية نتيجة تفشي فيروس «كورونا» المُستَجَد، عصف بكبريات الشركات المصنعة للطائرات، وفي مقدمتها الأمريكية «بوينغ» ومنافستها التقليدية «إيرباص»، موضحاً أنه يتعين على الشركتين التكيف مع مرحلة شديدة الصعوبة من الانكماش بسبب ضعف الطلب، إن لم يكن توقفه بالكامل، لحين عودة قطاع الطيران العالمي إلى حالته الطبيعية، ولو بصورة نسبية على أدنى تقدير.
وقال كلارك في تصريحات خلال مقابلة عبر الهاتف ونشرتها صحيفة «سياتل تايمز» الأمريكية، إن تداعيات «كورونا» لم تكن لتأتِ للشركة الأمريكية العملاقة في وقتٍ أسوأ من الوقت الراهن، حيث تعاني الشركة بالفعل من عدة أزمات عنيفة قبل تفشي «كورونا».
وأوضح أن أبرز هذه الأزمات هي امتناع غالبية الناقلات الجوية في العالم عن تشغيل رحلاتها على متن الطائرات من طراز «ماكس» الذي تنتجه «بوينغ»، بسبب تعرض طائرتين من هذا الطراز لحادثي سقوط مميتين في غضون وقت قصير، بسبب ما تبين لاحقاً أنه عيوب فنية أصيلة في تصميم الطراز.
وأضاف أن تداعيات «كورونا» جاءت لتفاقم من معاناة «بوينغ»، مؤكداً أن تزامن المشاكل والأزمات قد نال كثيراً من الشركة.
وقال كلارك: «ربما كانت مشكلة ماكس هي المشكلة الفردية الأكبر في تاريخ بوينغ، إلى أن تفشت الجائحة وتجلت تداعياتها الاقتصادية. والآن صارت المشكلتان متزامنتين، والنتيجة أنه بات لدينا شركة مبتلاة».
جدير بالذكر أن «طيران الإمارات» تعد واحدة من أبرز عملاء «بوينغ»، فضلاً عن كونها الناقلة التي دشنت الطائرات العملاقة من طراز «777 إكس» التي تنتجها الشركة الأمريكية، حيث استهلت طيران الإمارات رحلات الطائرة من هذا الطراز في يناير الماضي.
وأفاد كلارك بأن «طيران الإمارات» تجري مباحثات مع «بوينغ» حالياً لتأجيل تسليم أي طائرات من العام المقبل إلى 2021. كما ترغب الناقلة أيضاً من خلال المباحثات استبدال الــ 126 طائرة ذات الأحجام الكبيرة المتبقية ضمن طلبيتها الأخيرة من «بوينغ»، بطائرات أخرى من طراز «787 دريملاينر» ذات الحجم الصغير.
وكان من المقرر أن تتسلم «طيران الإمارات» خلال العام الجاري أول دُفعَة من الطائرات «777 إكس»، إلا أن التسليم تأجل إلى العام المقبل بسبب مشاكل ظهرت في تطوير المحركات من طراز «جي ئي 9 إكس» الخاصة بهذه الطائرات.
وقال كلارك: «لا نعلم متى سيجري التسليم فعلياً. ربما كان من الأنسب للطرفين أن يمضياً قُدُمَاً في الأمر، والذي سيعتمد كثيراً على هذه المفاوضات».
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}