على الرغم من أن الغسالة موجودة منذ أكثر من قرنين، إذ يرجع تاريخ اختراعها إلى عام1767 على يد العالم الألماني يعقوب كريستيان شافر، إلا أنه لا يزال هناك نحو خمسة مليارات شخص في العالم حتى الآن، يسخنون مياهًا من أجل غسل ملابسهم يدويًا.
ورغم أن كثيرين قد يرون الغسالة مجرد آلة لغسل الملابس، إلا أن هانز روزلينج أستاذ الصحة العالمية في معهد كارولينسكا السويدي يرى أن الغسالة تعزز التعليم.
وحتى يثبت وجهة نظره قسم روزلينج سكان العالم إلى فئتين؛ إذ يعيش مليارا شخص في العالم تحت خط الفقر، وينفقون أقل من دولارين يوميًا، بينما يعيش أغنى مليار شخص في العالم فوق ما يسميه روزلينج "الخط الجوي"، وأطلق روزلينج هذا الاسم عليهم لأن هؤلاء الأشخاص يكسبون ما يكفي للسفر بالطائرة، وتنفق هذه المجموعة أكثر من 80 دولارًا في اليوم.
وفي حين يبلغ عدد سكان العالم سبعة مليارات شخص، فهناك أربعة مليارات شخص يعيشون في مكان ما بين أكثر الناس فقرًا وأكثرهم ثراءً، ومن بين سكان العالم كله هناك مليارا شخص فقط يستخدمون الغسالات في غسل ملابسهم، بينما يغسل الخمسة مليارات شخص المتبقون ملابسهم يدويًا.
ويعد غسل الملابس يدويًا أمرًا شاقًا للغاية، وهو أمر يتطلب القيام به ساعات من العمل أسبوعيًا، مما يعني أن الفقراء يستهلكون أوقاتًا طويلة في غسل الثياب مقارنةً بالأثرياء.
الفروق الاقتصادية واستهلاك الطاقة
- قسّم روزلينج استهلاك الطاقة في العالم وفقًا للفروقات الاقتصادية، وأشار إلى أنه لو أن العالم كله يستهلك 12 وحدة طاقة من الوقود الإحفوري مثل النفط والغاز والفحم، فإن أغنى مليار شخص في العالم يستخدمون ست وحدات من الـ 12 وحدة، يعني ذلك أن سبع سكان العالم يستهلكون نصف طاقة العالم، بينما يستهلك أكثر ملياري شخص فقرًا في العالم وحدتين فقط.
- يعتقد روزلينج ويأمل أن يستمر التصنيع في تغيير العالم، ويتمنى أن يمتلك الأشخاص الذين لديهم كهرباء الآن غسالات في المستقبل، ومع النمو السكاني سوف يتضاعف حجم المجموعة الأشد فقرًا.
- يأمل روزلينج أن تنتقل هذه المجموعة إلى الفئة التي تمتلك كهرباء، وألا يبقى أحد يعيش بأقل من دولارين في اليوم بحلول عام 2050، كما يتمنى أيضًا أن يصاحب هذه التغييرات زيادة في استهلاك الطاقة بمقدار 10 وحدات طاقة من الوقود الإحفوري، ليصل إجمالي الطاقة المستهلكة إلى 22 وحدة طاقة في 2050.
- يرى روزلينج أن النموذج الجديد الذي يأمل أن يتحقق في 2050 سيقلل من حصة الأثرياء في الطاقة، إذ يتوقع أن يستهلك أغنى ملياري شخص في العالم أكثر من نصف الطاقة العالمية.
- يدلل روزلينج على رأيه بأن الغسالات تعزز التعليم، قائلاً إن والدته منذ أن أصبحت تمتلك غسالة، ولم تعد تغسل ملابس العائلة يدويًا، أصبح لديها وقت للذهاب إلى المكتبة، ولقراءة الكتب لروزلينج، ولاستعارة كتب لنفسها، كما تمكنت من تعلم اللغة الإنجليزية.
المصدر: بيزنس إنسايدر
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}