من الزجاجات البلاستيكية إلى الجلود النباتية، تتبنى العديد من شركات السيارات مبادرات تهدف لحماية البيئة والانخراط في جهود مكافحة التلوث والبحث عن بدائل صديقة بشكل أكبر للبيئة.
وتحتوي السيارات على أدوات تشغيل تعمل بالكهرباء كالمرايا ويعمل البعض منها بمحرك كهربائي، لكن ماذا عن المواد البلاستيكية والجلود داخل مقصوراتها وعلى مقاعدها؟
مستقبل مستدام
- في الوقت الذي تتحول فيه الصناعة نحو السيارات الكهربائية، هناك جهود مبذولة أيضا من أجل الاستعانة بمواد مستدامة ومعاد تدويرها في تصنيع مكونات داخل كل سيارة كي تصبح أخف وزنا وصديقة للبيئة.
- يشكل هذا الأمر تحدياً لصانعي المكونات الأقل حماية للبيئة، فعند تحول صناعة السيارات عنهم، سيكون المستقبل أكثر صعوبة بالنسبة لهم نتيجة خيارات أكثر بيئية تتجه إليها علامات تجارية فاخرة.
- أصبحت بعض الموديلات الجديدة من سيارات "مرسيدس بنز" الفاخرة تزخر بمكونات ومواد أكثر ملاءمة مثل "ديناميكا"، وهي مواد تم إنتاجها من زجاجات بلاستيكية معاد تدويرها وألياف الملابس ودمجها مع المقاعد، كما أن هناك "كارون"، وهو عبارة عن منتج خشبي من الروطان المقطوع، ويستخدم على أرضيات السيارات واللوحات داخلها.
- جربت "بنتلي" هي الأخرى في سياراتها الجلد النباتي المصنوع مما يسمى جلود العنب والبذور والسيقان، كما استعانت الشركة بقشور من الأخشاب التي سقطت في المستنقعات قبل فترة طويلة ودمجها في صناعة اللوحات داخل مركباتها بدلا من الأشجار الحية.
- بالنظر إلى "فولفو"، فإن علاماتها التجارية الجديدة العاملة بالكهرباء استخدمت سجادا من شبكات صيد الأسماك المعاد تدويرها، وأنتجت أغطية ومفروشات للمقاعد باستخدام طابعات ثلاثية الأبعاد لتقليل النفايات، كما استبدلت بعض المواد البلاستيكية في اللوحات، واستخدمت أيضاً في حشوات المقاعد بعض المواد المصنوعة من الفلين الطبيعي وأقمشة مأخوذة من معدات التخييم ورحلات المغامرات.
- تحاول شركات قطع الغيار ومكونات السيارات مواكبة التطور المستمر والهائل في صناعة المركبات خاصة مع التحول نحو تشغيلها بالبطاريات الكهربائية بعيدا عن الوقود الأحفوري.
- أفاد مسؤولو "فولفو" بأنهم انضموا حديثا إلى سباق صناعة السيارات الكهربائية، ويجب مواكبة كافة التطورات والتحديات الطارئة عليه.
- تسهم الاستعانة بمثل هذه المواد الصديقة للبيئة والمعاد تدويرها في تخفيف وزن السيارات، وبالتالي تقليل الطاقة المستهلكة حيث ذكرت "فولفو" بأن بعض المواد المستخدمة أسهمت في تقليل أوزان اللوحات الداخلية بنسبة وصلت إلى 50%.
- يراهن مصممون في صناعة السيارات ومكوناتها على الصيحة البيئية المتواصلة منذ سنوات، وبدأوا بالفعل في دراسة مواد مستدامة لدمجها في الصناعة مثل الزجاج والخزف وحتى الورق.
- تقلل المواد الطبيعية والمعاد تدويرها أيضاً من تكلفة صناعة السيارات بوجه عام، وهو ما يدفع مسؤولي الصناعة نحو المزيد من الخيارات الصديقة للبيئة، ومن ثم، سيتحول المصممون إلى خيارات مستدامة.
ليست السيارات وحدها
- أكد العديد من خبراء صناعة السيارات على تزايد التحول نحو استخدام المواد المعاد تدويرها في خطوط إنتاج الأجزاء الداخلية بالمركبات، لكن هناك مشكلة في أن هذه المواد لن يمكن إعادة تدويرها مجددا.
- بحثت بعض الشركات مثل "تايتون بيوساينس" في الاستخدام المتكرر للمواد المستدامة القابلة لإعادة التدوير مثل الألياف، حيث تحصل الشركة على الأقمشة البالية غير المستخدمة حول العالم، وتستخلص الألياف منها لتحويلها إلى ألياف لصالح صناعة السيارات.
- لا يقتصر الأمر على صناعة السيارات فقط، بل إن مختلف الصناعات بدأت في الاستعانة بمواد معاد تدويرها لإنتاج أجهزة وديكورات منزلية بالتزامن مع تحول الأسر نحو المنتجات المعادة تدويرها لقدرتها على الاستدامة.
- تمثل هذه المواد أهمية للحفاظ على البيئة والصحة العامة مع تقليل التلوث، فهناك بعض المستشفيات في الولايات المتحدة أصبحت تستعين بمفروشات ومقاعد من ألياف طبيعية ومواد معاد تدويرها مثل الألياف المستخرجة من قصب السكر.
- هناك أهمية أخرى للمواد المعاد تدويرها واستخدامها في صناعة أثاث ومفروشات المستشفيات والمنازل في زمن "كورونا" نظرا لسهولة تعقيم هذه المواد مقارنة بالجلود الصناعية.
- تبحث المزيد من شركات صناعة السيارات العالمية إبرام شراكات وأعمال بحث وتطوير مع مصممين لإنتاج مكونات من مواد معاد تدويرها كخيارات أكثر استدامة.
- تمثل هذه الخيارات ثورة في عالم السيارات وتحويل ما بداخلها إلى مكونات صديقة للبيئة وأكثر صحية وتقليل أوزان المركبات وتقليل المواد البلاستيكية الضارة.
المصدر: نيويورك تايمز
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}