نبض أرقام
03:07 م
توقيت مكة المكرمة

2024/12/21
2024/12/20

المطيري: «معالجة الغازات الحمضية» أهم المصانع في خارطة صناعة الغاز بالكويت

2020/06/28 الأنباء الكويتية

نجاح تلو الآخر تحققه شركة البترول الوطنية في تطوير مصافي الكويت، رغم التحديات والظروف الصعبة التي يعيشها العالم جراء انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد، فبعد نجاح الشركة في تشغيل مشروع الوقود البيئي في مصفاة الاحمدي مؤخرا، سطرت الشركة انجازا جديدا تمثل في تشغيل مصنع معالجة الغازات الحمضية الجديد في مصفاة ميناء الأحمدي.

«الأنباء» كانت لها جولة في المصنع الجديد، حيث رصدت آلية عمل المصنع في معالجة الغازات والمكثفات الحمضية المصاحبة لإنتاج النفط الخام.

وخلال الجولة كان لنا لقاء مع مدير عمليات الغاز في مصفاة ميناء الاحمدي م.فالح مطلق المطيري، الذي أكد أن المصنع الجديد تم استكماله بسواعد وطنية منذ مرحلة التصميم حتى الوصول إلى التشغيل وهو من أهم المصانع الرئيسية في خارطة صناعة الغاز في الكويت، حيث بلغ تكلفته 200 مليون دينار، وبسعة تقدر ما بين 146 و 231 مليون قدم مكعبة يوميا من الغاز الحمضي و39 ألف برميل يوميا من المكثفات الحمضية.

وقال المطيري ان المصنع يعالج الغازات والمكثفات الحمضية المصاحبة لإنتاج النفط الخام والتي يتم انتاجها تحديدا في غرب البلاد من قبل شركة نفط الكويت، فيتم ارسالها إلى مصنع الغاز في مصفاة ميناء الأحمدي، لتحويله إلى غازات ذات مردود اقتصادي.

واضاف ان أبرز وحدات المشروع الجديد يتمثل بوحدة تحلية الغازات الحمضية، وحدة تحلية المكثفات الحمضية، ووحدتين لاستخلاص الكبريت السائل، ووحدتين لمعالجة الغازات المتبقية إلى جانب وحدة الأمين المذكورة مع وجود برجين لحرق الغازات المتبقية، أما عن المرافق المساندة فتتمثل بتشغيل المرجل (الغلاية) رقم 8 ووحدة معالجة المياه من الأملاح والمعادن. وفيما يلي تفاصيل الحوار:

* في البداية، نبارك لكم تدشين مصنع معالجة الغازات الحمضية الجديد في هذا التوقيت الصعب التي تزامن مع انتشار «كورونا».. ونود التعرف على المشروع.

- يعتبر مصنع معالجة الغازات الحمضية الجديد من أهم الوحدات في مصفاة ميناء الأحمدي وعلى مستوى الكويت من الناحية البيئية، حيث يساهم هذا المصنع في تحقيق رؤية الشركة، وأيضا استراتيجية مؤسسة البترول الكويتية والمتمثلة في خفض الانبعاثات الغازية بالحدود المسموحة بها حسب قوانين الهيئة العامة للبيئة، حيث تتم معالجة الغازات والمكثفات الحمضية المصاحبة لإنتاج النفط الخام في المصنع الجديد والتي يتم انتاجها تحديدا في غرب البلاد من قبل شركة نفط الكويت، فيتم ارسال كل من الغازات والمكثفات المعالجة إلى مصنع الغاز في مصفاة ميناء الأحمدي، لتحويله إلى غازات ذات مردود اقتصادي، مثل غاز الايثين وغاز البروبين وغاز البيوتين، وذلك لزيادة الطاقة الانتاجية والمساهمة في زيادة انتاج شركة البترول الوطنية الكويتية من منتجات الغاز المختلفة ذات الجودة العالية والتي تعد من أهم مصادر الطاقة في توليد الكهرباء وامداد الكويت من الغاز البترولي المسال، وكذلك تصدير المنتجات الى السوق العالمي.

وأثناء عملية المعالجة حيث يتم ارسال الكبريت السائل المستخرج إلى وحدة الكبريت، ويتم تحويل الغازات الحمضية إلى مادة الكبريت السائل والتي يتم تحويلها إلى كريات الكبريت الصلبة، وذلك في وحدة مناولة الكبريت، وحتى تتم مطابقة المعايير البيئية الخاصة في الهيئة العامة للبيئة فان الغاز المتخلف من وحدة استخلاص الكبريت يتم ارساله إلى وحدة معالجة خاصة باستخدام العامل الحفاز والهيدروجين لخفض نسبة انبعاثات ثاني اكسيد الكبريت في الهواء.

* ما حجم الطاقة التكريرية للمصنع حاليا؟ وما الطاقة القصوى للمشروع؟ وكمية الغاز المصاحب التي يتم استقبالها يوميا في المصفاة؟

- تتوقف الطاقة الاستيعابية للوحدة على نسبة كبريتيد الهيدروجين، فتبلغ سعة المصنع الجديد ما بين 146 و231 مليون قدم مكعب يوميا من الغاز الحمضي بالإضافة إلى 39 ألف برميل يوميا من المكثفات الحمضية.

ومن أهم الوحدات التي يرتبط عملها بالمصنع الجديد وحدات مصنع الغاز حيث يشكل الغاز المعالج في المصنع الجديد ما يقارب أكثر من ٩٠% من الغاز الذي يتم ارساله إلى مصنع الغاز في مصفاة ميناء الأحمدي لانتاج منتجات الغاز المختلفة ذات الجودة العالية.

وكذلك وحدات معالجة الغاز الحمضي مرتبطة ارتباطا مباشرا مع انتاج النفط الخام في غرب الكويت وهنا تكمن الأهمية الاستراتيجية والبيئية لهذه الوحدات.

* تم توقيع المشروع في 2010 ولمشاكل في التنفيذ من الشركة المنفذة اسند لشركة أخرى.. نود التعرف على الكلفة النهائية للمشروع.
- تأخير المشروع حدث نتيجة تعثر المقاول الرئيسي للمشروع، وذلك لأسباب مالية خاصة بالمقاول، وتم استبداله بمقاول آخر لإتمام المشروع، وكان تحديا كبيرا للشركة ولكن بجهود العاملين في كافة دوائر الشركة تم انجاز المشروع وتشغيله بنجاح.

أما تكاليف العقد فبلغت 200 مليون دينار متضمنة تطوير مصنع الغازات والمكثفات الحمضية القديم وايضا مشروع الغلاية رقم 8 والتي تتبع عمليات المنطقة الخامسة وتم تشغليها بنجاح.

* ما حجم الاعمال في المشروع من حيث المعدات والانابيب وتكنولوجيا التصنيع؟
- يعتبر هذا المصنع من أهم المصانع الرئيسية في خارطة صناعة الغاز في الكويت وأهم مصنع الغاز في مصفاة ميناء الأحمدي، ونظرا لازدياد انتاج الغازات الحمضية المصاحبة لانتاج النفط الخام توجب انشاء هذا المصنع ليواكب مشاريع انتاج النفط في الكويت حيث ان المصنع السابق تم تشغيله في 2002 لمعالجة الغازات والمكثفات الحمضية التي تحتوي على نسبة غاز كبريتيد الهيدروجين 2.5% كحد أقصى، أما المصنع الجديد فقد تم تصميمه لمعالجة الغازات والمكثفات الحمضية التي تحتوي على نسبة غاز كبريتيد الهيدروجين تصل إلى 5% كحد أقصى.


أضف إلى ذلك تم استخدام تكنولوجيا خاصة وحصرية في المصنع الجديد من قبل شركة وورلي العالمية التي قامت بتصميم وحدة استرجاع الكبريت ووحدة معالجة الغاز المتخلف لاسترجاع 94% من الكبريت وانتاج 800 طن في اليوم من الكبريت في حال التشغيل بالطاقة القصوى.

ولقد تم تزويد هذ المصنع بأفضل التقنيات والتكنولوجيا المتطورة خاصة ما يتعلق بالتحكم والسلامة الصناعية مما يزيد من كفاءة الأجهزة ونظم التحكم.

ما وحدات المشروع والمرافق المساندة؟

- إن أبرز وحدات مشروع مصنع معالجة الغازات الحمضية الجديد يتمثل بوحدة تحلية الغازات الحمضية، وحدة تحلية المكثفات الحمضية، ووحدتين لاستخلاص الكبريت السائل، ووحدتين لمعالجة الغازات المتبقية إلى جانب وحدة الأمين المذكورة مع وجود برجين لحرق الغازات المتبقية، أما عن المرافق المساندة فتتمثل بتشغيل المرجل (الغلاية) رقم 8 ووحدة معالجة المياه من الأملاح والمعادن.

* تضمن المشروع إعادة تأهيل لمصنع الغاز الحمضي الحالي.. نود التعرف على ذلك؟
- يهدف مشروع إعادة تأهيل مصنع الغاز الحمضي الحالي إلى تطوير بعض المعدات المتهالكة في سبيل تحقيق الاستدامة في معالجة الغازات والمكثفات الحمضية، حيث يركز المشروع على زيادة كفاءة التشغيل للوحدة مع عدم احداث أي تغيير في السعة القصوى للمعالجة والذي يتكفل به المشروع الجديد.

* ما دور العمالة الوطنية في تشغيل المشروع في مراحله النهائية؟
- تم استكمال المشروع بسواعد كويتية منذ البداية بمرحلة التصميم حتى الوصول إلى مرحلة التشغيل، حيث ادت الظروف الصحية الطارئة لفيروس كورونا إلى عدم توافر الشركات الاستشارية والمصنعين العالميين لجميع المعدات والذين كان يتطلب وجودهم في هذه الفترة.

* ما هي دورة الانتاج في المصنع بداية من تسلم الغاز الحامض إلى تسليمه لمصنع الغاز المسال؟
- يبدأ العمل في عملية المعالجة عن طريق وحدة تحلية الغاز الحمضي بواسطة وحدة الأمين (Amine Unit) ومن ثم يسلم الغاز المعالج إلى مصنع الغاز، واذا رجعنا إلى المكثفات فإنها تعالج أيضا عن طريق وحدة استخراج تعرف بـ (Extractor) ومن ثم تسلم المكثفات إلى مصنع الغاز المسال، ويجب أن نذكر أن هناك نواتج ثانوية للمعالجة وهي ثاني أكسيد الكربون وكبريتيد الهيدروجين المستخرجين من العمليتين السابقتين ينتهي بهما المطاف إلى وحدة استخراج الكبريت السائل والتي بدورها تخزن الكبريت السائل لنقله إلى وحدة معالجة الكبريت لإنتاج الكبريت الصلب وتصديره.

* هل يوجد نوايا لدى الشركة لتوسعة المصنع مستقبلا في ظل تزايد انتاج الكويت النفطي؟
- ليس هنالك أي خطط لتوسيع المصنع في المستقبل القريب، حيث أن كلا المصنعين لديهما القدرة الكافية لمعالجة الغازات الحمضية تكفي لاستقبال الغازات والمكثفات الحمضية مع وجود وفرة بالسعة الكلية.

* ما الاشتراطات البيئية التي تحرصون عليها وخصوصا في هذا المشروع البيئي؟
- حرصت شركة البترول الوطنية الكويتية على اتباع الشروط والمعايير البيئية للكويت وذلك من خلال مطابقة مواصفات ومعايير الهيئة العامة للبيئة الكويتية، ليس ذلك فحسب بل ارتقى الأمر للتماشي مع مواصفات ومعايير منظمة الأيزو العالمية لما يتعلق بمواصفات ومعايير ضبط الجودة للوحدة.


علاوة على ذلك بعد تشغيل المصنع الجديد سوف يساهم وجود وحدتين منفصلتين لمعالجة الغازات والمكثفات الحمضية في مصفاة ميناء الأحمدي بالمحافظة على خفض الانبعاثات الغازية الى أقل من 1% أثناء فترة الصيانة الدورية والتي قد تمتد الى 45 يوما وكذلك خفض نسبة انبعاثات ثاني اكسيد الكبريت في الهواء.

كيف تنظرون إلى مصفاة الاحمدي بعد انتهاء مشروع الوقود البيئي واكتمال سلسلة المشاريع الضخمة كمصنع معالجة الغازات الحمضية؟

- لا يوجد ارتباط مباشر للمشروع بمشروع الوقود البيئي، ولكن تعتبر هذه الوحدة من الوحدات التي لها مردود بيئي كبير على مستوى الكويت.

3 تحديات واجهت المشروع خلال فترة التنفيذ

قال م.فالح المطيري ان مشروع استخلاص الغازات الحمضية الجديد في مصفاة ميناء الاحمدي يعتبر من أصعب التحديات التي واجهت الشركة في العقد الأخير، وذلك بسبب ما واجهته من مشاكل تنفيذية متعلقة بالمقاول السابق، اضف الى ذلك 3 صعوبات خارجية لا يستهان بها تزامنت مع نهاية التنفيذ وهي:

1 - لقد تزامن وصول عدوى فيروس كورونا مع بداية تشغيل الوحدات التصنيعية (Process Units) التي تستدعي عادة وجود العديد من الاستشاريين ومصنعي المعدات وخاصة الدوارة. فقد حتمت إجراءات الحكومة لمواجهة المرض الاستغناء عن اي مساعدة خارجية.


ورغم وجود تقنيات تمكن من الاستعانة الخارجية، فقد استحال ذلك في عدة أحيان لوجود العديد من المصنعين في دول كانت آنذاك في صراع حاد مع العدوى، كإيطاليا والصين، والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية والهند.

اما بالنسبة للعمالة الوطنية وعمالة المقاول البديل، فقد كان شبح العدوى متواجدا بينهم، وقد تم التعامل مع الإصابات المؤكدة والمحتملة بالتنسيق مع الأطر الصحية بالشركة لتفادي انتشار المرض بين العاملين بقدر الإمكان.

2 - استمرار التشغيل أثناء شهر رمضان كان من الصعوبات التي عانى منها موظفو العمليات، حيث تعد الفترة الصباحية فترة تزداد فيها أعمال الصيانة وكذلك ضرورة وجود المشغلين في الأماكن المكشوفة.

ومع محاولة تأجيل ما يمكن تأجيله للفترة الليلية، لم تخل الفترة الصباحية من الأعمال.

3 - كانت بداية فصل الصيف والحرارة العالية من التحديات التشغيلية التي تعاني منها جل الوحدات. ويستحيل الجهد البدني المتواصل في العديد من الأحيان في هذه الأوقات.

وللتغلب على هذه العقبة، تم ترتيب الأولويات التشغيلية اليومية وتزويد عمالة إضافية لتمكين عمال العمليات من التركيز فيما هو تشغيلي وتخفيف الجهد البدني.

ولضرورة المشروع ولسرعة تنفيذه، آثرت ادارة الشركة اتمام المشروع، معتمدة على الخبرات الموجودة بمصفاة ميناء الاحمدي وايمانا منها بامتلاك الشركة ما يمكنها من المؤهلات الهندسية لإتمام المشروع دون اللجوء لمساعدات من خارج البلاد.

ولقد استمر العمل على مدار الساعة بدون استثناء، حرصا من العاملين والمهندسين على إتمام المشروع بأكمل وجه، متحدين الصعوبات المناخية والصحية.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.