الطاقة المتجددة.. هل ستكون الرابح الأكبر في عالم ما بعد جائحة "كورونا"؟

2020/06/22 أرقام

رغم أن أزمة "كورونا" تسببت في إبطاء وتيرة استثمارات الطاقة النظيفة وأنشطتها بوجه عام، إلا أن مصادر الطاقة المتجددة والتكنولوجيا الخضراء لديها الفرصة للظهور كأكبر رابح في عالم ما بعد انتهاء الجائحة.

 

وبالطبع، تعد "كورونا" أزمة صحية دقت جرس إنذار في كثير من الدول للاهتمام بأنشطة الرعاية الصحية وزادت التوعية فيما يتعلق بأي مخاطر على صحة البشر كالتغيرات المناخية مثلاً، ومن هنا سيأتي دور الطاقة المتجددة.

 

 

ذروة أو لا ذروة.. الطاقة المتجددة تنمو

 

- اعتبرت الطاقة المتجددة أكثر مصدر يتسم بالمرونة مع إجراءات الإغلاق المصاحبة لأزمة فيروس "كورونا" في مختلف الدول، وتشير التوقعات إلى أن الطلب على الطاقة المتجددة سيرتفع خلال العام الجاري.

 

- أظهر تقرير نشرته وكالة الطاقة الدولية مؤخراً أن المصادر المتجددة ستكون الرافد الوحيد للطاقة الذي سيشهد نموا في العام الجاري مقارنة بـ2019 على خلاف الطاقة النووية ومصادر الوقود الأحفوري.

 

- تتوقع الوكالة أيضا عودة أنشطة تنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة إلى مستويات ما قبل أزمة "كورونا" في الأشهر الأولى من عام 2021، لكن هناك تكهنات أخرى ربما تحول دون تحقيق ذلك، وهي عودة الطلب العالمي على النفط إلى المستويات العادية قرب 100 مليون برميل يومياً.

 

- قال محللون إن سوق النفط ربما بلغ ذروة الطلب بالفعل كما أن أزمة "كورونا" ربما تتسبب في تغير سلوكيات المستهلكين وأسلوب حياتهم كالعمل من المنزل ما يعني عدم الحاجة للذهب إلى العمل بوسائل المواصلات التقليدية.

 

- لا يستبعد مسؤولو "رويال داتش شل" و"بي بي" هذا الرأي قائلين إن العالم ربما يشهد بالفعل ذروة الطلب على النفط، ويتزامن مع ذلك الضغوط على صناعة النفط لتبني سياسات من شأنها مواجهة التغيرات المناخية ووقف التسبب في انبعاثات كربونية.

 

- من هنا، سيكون هناك دافع جديد لانتعاش الطاقة المتجددة وضخ المزيد من الاستثمارات في مشروعاتها، وأظهر تقرير صادر عن الأمم المتحدة أن 78% من الطاقة الكهربائية المضافة عالمياً في 2019 كانت من مصادر متجددة.

 

- أضاف التقرير أن الاستثمارات في الطاقة المتجددة -شاملة مشروعات الطاقة الكهرومائية- فاقت ثلاثة أضعاف الاستثمارات في مشروعات الوقود الأحفوري الجديدة العام الماضي.

 

 

ما بعد "كورونا"

 

- ترى وكالة الطاقة الدولية أن جائحة "كورونا" تضر بصناعة الطاقة عالميا، لكنها لم توقف النمو في الطاقة المتجددة مشيرة إلى أن تبني الحكومات سياسات داعمة للطاقة المتجددة سيكون عاملاً حيوياً لتعافيها سريعاً وعودتها إلى مستويات ما قبل الأزمة.

 

- أظهرت إشارات أولية واردة من اقتصادات رئيسية -لا سيما في أوروبا- أن تعافي الطاقة المتجددة سيكون أحد أهم أركان التعافي الاقتصادي من آثار "كورونا".

 

- طالبت ألمانيا وفرنسا -أكبر اقتصادين في أوروبا- في مايو بالإسراع في مشروعات الطاقة المتجددة والتحول الرقمي، وتعهدت المفوضية الأوروبية برصد 630 مليار دولار لدعم الاستثمارات والإصلاحات خاصة فيما يتعلق بالطاقة النظيفة والتحول الرقمي.

 

- في المملكة المتحدة، طالبت أكثر من 200 شركة -من بينها "رويال داتش شل" و"بي بي"- الحكومة البريطانية بضرورة تبني خطة مرنة وشاملة لتعزيز استثمارات الطاقة النظيفة.

 

- في الوقت الذي تحشد فيه الطاقة المتجددة زخم الاهتمام في العديد من الاقتصادات عالمياً، تعاني شركات النفط الكبرى في الآونة الأخيرة تقلبات أسعار الخام وضغوط المستثمرين عليها لتبني استراتيجيات مكافحة التغيرات المناخية.

 

- قفز مؤشر أسهم شركات الطاقة المتجددة المدرجة على "إس آند بي 500" خلال العامين المنتهيين في يونيو 2020 بنحو 45%، في حين تراجعت أسهم شركات النفط المدرجة على المؤشر بنسبة 29% خلال نفس الفترة.

 

- أكد محللون أن العائد من الاستثمار في أسهم شركات الطاقة المتجددة كان ولا يزال أعلى من العائد المحقق من الاستثمار في شركات الوقود الأحفوري.

 

- رغم عدم اليقين بوجه عام حيال صناعة الطاقة في فترة ما بعد "كورونا"، إلا أن الضبابية أكبر بشأن استثمارات الوقود الأحفوري عنها في استثمارات الطاقة المتجددة، فالأخيرة تشهد اهتماماً متزايداً وتطوراً مستمرا في التكنولوجيا وتراجعا متواصلاً في التكاليف.

 

المصدر: أويل برايس

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.