وجه وباء "كوفيد -19" ضربة إلى صناعة الطيران، مع فرض الدول حول العالم قيودًا على السفر الجوي من أجل السيطرة على المرض ومنع انتشاره.
وفي أوروبا، أوضح اتحاد النقل الجوي "إياتا" أن "كوفيد -19" تسبب في تقليل الحركة الجوية بنسبة 90%، وهو انهيار غير مسبوق، يتجاوز بكثير التراجع في الحركة بسبب الأزمة المالية العالمية، وربما لا تعود إلى مستويات ما قبل الوباء لعدة سنوات.
وتكافح شركات الطيران من أجل البقاء رغم توقف حركة أساطيلها، وتقلص شركتي صناعة طائرات "إيرباص" و"بوينج" الاستثمارات والوظائف والإنتاج، في ظل عدم الرغبة في شراء طائرات جديدة حول العالم، إلى جانب أن الشركات الموردة تعاني أيضًا.
ولم يحدث شيء من هذا القبيل منذ أزمة "بوينج" في أوائل السبعينيات، عندما أدت الأوضاع الاقتصادية وركود الطلب إلى خسائر وتخفيضات للوظائف، وعمليات إنقاذ عبر الصناعة، ونجت الشركة من الأزمة ولكن واجه موطنها سياتل عمليات تسريح ضخمة.
خطة فرنسا
- يسعى الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" لتجنب مثل تلك الأزمة في تولوز حيث يقع مقر "إيرباص" وغيرها من شركات الطيران مثل "لاتيكوير إس إيه سي إيه".
- أعلنت فرنسا هذا الأسبوع سلسلة من التدابير تبلغ قيمتها الإجمالية 15 مليار يورو (17 مليار دولار) لدعم صناعة الطيران بما يشمل ضمانات للقروض، وتهدف تلك الجهود في الحقيقة إلى حماية الاقتصاد والاعتزاز الاستراتيجي بهذا القطاع المهم، إذ يعمل في صناعة الطيران في فرنسا 300 ألف وظيفة، إلى جانب أهميتها في التصدير، والتساؤل الآن، هل الـ 17 مليار دولار تكفي لدعم الصناعة؟
- سيتجه نصف هذا الدعم إلى "إير فرانس-كيه إل إم" في صورة قروض وضمانات، في مقابل تقليص الانبعاثات الكربونية، وغير ذلك، وعلى الرغم من أن الدولة طلبت من الشركة أن تكون عميلاً لـ "إيرباص"، إلا أنه لا يمكن إجبار شركة طيران على مواصلة شراء طائرات في ظل حالة ركود مدفوعة بالطلب.
- أما عن باقي الحزمة، فعلى الرغم من توفيرها شكلا من أشكال الأمان للعمال والمهندسين، إلا أن ذلك قد لا يجنبهم حاجة الشركات لتسريح العمالة.
"إيرباص" و"بوينج"
- هناك خطر آخر أيضًا وهو أنه مع حجم الضرر الذي تواجهه الصناعة، إلى جانب أن زيادة تدخل الدولة سيؤدي إلي إشعال نيران الحروب التجارية، إلا أن الوضع لم يصل بعد إلى مرحلة التأميم مثل ما حدث مع شركة "رولز-رويس" البريطانية في السبعينيات.
- ولكن التوليفة الحالية بين جهود البنك المركزي والتحفيز المالي تشير إلى المزيد من المحفزات الحكومية للعرض والطلب في حال زاد وضع القطاع سوءًا.
- بالتأكيد هناك بصيص من الأمل، ويمكن لـ "إيرباص" على وجه الخصوص أن تدعي على الأقل أنها في وضع أقوى نسبيًا من "بوينج" التي تعد في وضع غير موات خلال هذه الأزمة، وفقًا لما ذكره نائب رئيس شركة "تيل جروب".
- إذ تعد طائرات "إيرباص إيه 320" ذات الممر الواحد الناجحة بصورة كبيرة في وضع جيد في العالم الذي يسعى إلى تقليص الحجم، في حين تواجه "بوينج" مشكلات لا تحسد عليها منها مستويات ديون مرتفعة وضرر لحق بسمعة الشركة بسبب طائرة "ماكس"، ولكن محاولة الحفاظ على تفوق "إيرباص" قد يتعارض مع حقيقة أن تعافي قطاع الطيران يحدث ببطء.
- يتوقع "نيك كانينجهام" المحلل لدى "إيجنسي بارتنرز" أن تظل تسليمات الطائرات ضعيفة لسنوات، في ظل عدم وجود دعم من أي العوامل الداعمة للنمو المعتادة مثل طلب الأسواق الناشئة، إلى جانب المشكلات التي تواجهها سلاسل التوريد بسبب الفيروس.
المصدر: بلومبرج
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}