نظرة نحو الفيدرالي.. ماذا بعد تقرير الوظائف الأمريكي المفاجئ؟

2020/06/06 أرقام

أعلنت وزارة العمل الأمريكية يوم الجمعة إضافة الاقتصاد الأكبر في العالم 2.5 مليون وظيفة خلال مايو، وهو ما خالف توقعات بفقدان نحو 7.75 مليون وظيفة، وانخفاض معدل البطالة إلى 13.3% من 14.7%.

 

وكانت ردود الفعل إيجابية إلى حد كبير عقب صدور هذا التقرير؛ حيث يرى البعض أنه  يمثل إشارات للتعافي من تداعيات فيروس "كورونا" على الاقتصاد الأمريكي، في حين يرى آخرون أنه مجرد بداية، ولا يجب الاغترار به.

 

ومن نواح مختلفة، بدأ العديد من الخبراء يتحدثون عن التقرير سواء بشأن تأثيره على السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي أو المناقشات الدائرة حول حزمة تحفيز جديدة لمواجهة تبعات "كورونا" ودعم الاقتصاد الأمريكي.

 

 

حزمة تحفيز جديدة؟

 

- فاجأ تقرير الوظائف القوي الجميع، ويأتي في الوقت الذي يصر فيه الديمقراطيون بالكونجرس الأمريكي على الحاجة لاتخاذ خطوات أوسع نطاقاً لدعم الاقتصاد في مواجهة "كورونا".

 

- بعد شهر من فقدان الاقتصاد الأمريكي أكثر من 20 مليون وظيفة خلال الأزمة، أضاف في مايو 2.5 مليون وظيفة كان أغلبها في قطاعي الترفيه والضيافة، كما أعادت بعض المطاعم توظيف عمالة بالتزامن مع إجراءات عدد من الولايات لإعادة تشغيل اقتصاداتها.
 

- ربما يتسبب تقرير الوظائف في تعقيد المناقشات والجدل الدائر في واشنطن حول حاجة المشرعين لتمرير حزمة إنقاذ مالي جديدة وأي القطاعات التي ستركز عليها.
 

- أعلن "ترامب" انتصار بلاده على أزمة "كورونا" -رغم وفاة أكثر من 108 آلاف بالفيروس- مشيراً إلى أن تقرير الوظائف القوي للغاية يمثل انتصاراً هائلاً للولايات المتحدة.

- تحدث "ترامب" في مؤتمر صحفي تعقيباً على التقرير بأنه يريد تمرير سلسلة من السياسات عبر الكونجرس من بينها خفض الضرائب عن كاهل الموظفين وضخ حزمة تحفيز جديدة للأمريكيين وربما تقديم خطة تحفيز ضريبي للمطاعم وغيرها  من أجل تشجيعها على الإنفاق.

- من جانبه، أكد نائب الرئيس الأمريكي "مايك بنس" أن إدارة الرئيس "ترامب" مستعدة لتقديم الدعم للولايات المتضررة من "كورونا"، مشيراً إلى انخراط البيت الأبيض في مناقشات مع الديمقراطيين لتخفيف الضغوط عن كاهل الحكومات البلدية  والولايات.

 

- يرى الديمقراطيون أن تقرير الوظائف القوي جاء نتيجة للتحفيز الضخم المقدر بـ2.5 تريليون دولار وتم تمريره عبر الكونجرس لمواجهة "كورونا"، وطالبت رئيسة مجلس النواب "نانسي بيلوسي" مجلس الشيوخ بتمرير الحزمة الجديدة المقدرة بثلاثة تريليونات دولار والتي تشمل تقديم الدعم للولايات واستمرار دفع حوافز للعاطلين عن العمل ودفع أموال مباشرة للأسر.

- قال مشرع ديمقراطي إن "ترامب" عليه الانضمام إلى جهود الكونجرس التي تهدف لحماية ودعم الاقتصاد وإنقاذ الوظائف بدلاً من مجرد التشدق بتقرير الوظائف الأخير.

 

- أما الجمهوريون في مجلس الشيوخ، فقد أكدوا أنهم لن يمرروا أي حزمة تحفيز جديدة إلا لو شملت مخصصات مالية لحماية الأطقم الطبية والشركات مع إعادة تشغيل الاقتصاد.

 

 

مجرد بداية

 

- هناك الكثير من الجهد الضروري بذله، هذا ما أكده محللون تعليقاً على تقرير الوظائف الشهري الصادر يوم الجمعة، فالأمور لا تزال في بدايتها بعد أشهر من المعاناة والأضرار البالغة والناجمة عن "كورونا".

 

- قال المستشار الاقتصادي بالبيت الأبيض "ستيفن مور" إن الولايات المتحدة لم تعد في حاجة لمزيد من التحفيز المالي، لكن مراقبين ردوا عليه بوجود مثلث من الأزمات تواجهه البلاد يتمثل في جائحة "كورونا" والركود الوشيك والاضطرابات العنصرية.

- نعم تقرير الوظائف الشهري عن مايو يمثل بداية رائعة، لكنها مجرد بداية بأن الشركات تستأنف أنشطتها بعد أشهر من الإغلاق، والبطالة لا تزال مرتفعة، وبدون المزيد من الدعم، سيتباطأ تعافي الاقتصاد على غرار ما حدث بعد الركود الكبير.

- انتعشت أسواق المال في ردة فعل فورية على تقرير الوظائف؛ حيث يرى مستثمرون أن هذه البيانات القوية تمثل إشارة على إمكانية حدوث تعافٍ سريع (على شكل حرف V) من تداعيات "كورونا".

- أيضاً هناك الاضطرابات العنصرية عقب مقتل مواطن من أصل إفريقي على يد شرطي في مدينة "مينابوليس"، وهو حادث أثار احتجاجات عارمة وأعمال عنف وعدم استقرار في عشرات الولايات الأمريكية.

- مع ذلك، هناك تجاهل ملحوظ في "وول ستريت" لأحداث العنف والاضطرابات وعدم الاستقرار في الشارع الأمريكي، وبدلا من ذلك، ينصب التركيز على إجراءات إعادة تشغيل الاقتصاد.

 

 

ما الخطوة المتوقعة من الفيدرالي؟

 

- قال الأكاديمي لدى جامعة "تافتس" الأمريكية "بريان بيثون" إن البيانات القوية في تقرير الوظائف عن مايو تمثل بداية بالفعل لتعافي الاقتصاد الأكبر في العالم، وتعني أن الاحتياطي الفيدرالي لن يبقي على الفائدة قرب الصفر لسنوات.

 

- ذكر "بيثون" أنه يتوقع إبقاء الفيدرالي على معدل الفائدة قرب الصفر لربعين سنويين إضافيين -أي ربما لنهاية العام- ومن المحتمل تغيير سياسته النقدية بعد ذلك.

- الآن، بعد صدور تقرير الوظائف، سيجلس الفيدرالي ساكناً على الأرجح ويواصل العمل بالفائدة المنخفضة قرب الصفر وبرنامج مشتريات الأصول لفترة، بحسب "بيثون".

- اتفق محللون مع هذه التوقعات، مشيرين إلى أن الفيدرالي سيثبت الفائدة وحجم برنامج التيسير الكمي (غير المحدود) لفترة، كما يرون أن أعضاء البنك المركزي سيبقون على نبرة تصريحاتهم في الحديث عن المخاطر والاستعداد لها.

- قال "بيثون" إن انكماش النشاط الاقتصادي الأمريكي بسبب "كورونا" استمر فقط لثلاثة أشهر، وربما لا يقود البلاد نحو الركود، ومن المتوقع إعلان الفيدرالي في الأسبوع المقبل أول توقعات اقتصادية منذ بداية أزمة "كورونا" والإغلاق الاقتصادي بداية من منتصف مارس.

- أفاد البنك المركزي في بيان أبريل بأنه سيبقي على الفائدة قرب الصفر حتى يثق في أن الاقتصاد تعافى من أزمة "كورونا" وعاد إلى مسار التعافي الكامل ببلوغ أقصى وتيرة توظيف والوصول إلى مستهدف استقرار الأسعار.

- حتى بعد تقرير الوظائف الشهري القوي، لن يندفع مسؤولو الفيدرالي بقيادة "جيروم باول" في تغيير نبرة تصريحاتهم في اجتماع الأسبوع المقبل.

- أوضح محلل لدى "براون أدفايزوري" أن الفيدرالي لن يرفع الفائدة إلا عند انخفاض معدل البطالة إلى 4% من 13.3% في مايو، فيما يرى آخرون أن البنك المركزي سيبقي على الفائدة وبرنامج مشتريات السندات لعدة أشهر.

 

المصادر: سي إن بي سي، بلومبرج، ماركت ووتش

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.