إرهاق "زوم" .. لماذا يشعر كثيرون بالتعب عند استخدام تطبيق التواصل عبر الفيديو؟

2020/05/28 أرقام

تحدث بعض رواد الأعمال في القطاع التكنولوجي بوادي السيليكون، عن العديد من المميزات التي يحصلون عليها من استخدام تطبيق التواصل عبر الفيديو "زوم"، لكن الأمور ليست كلها إيجابية، فقد أعرب البعض عن شعوره بالإرهاق نتيجة الاستخدام.

وكشف مسؤولو شركات تقنية في الولايات المتحدة، عن أنهم يجرون أغلب المحادثات والاجتماعات مع الموظفين عبر "زوم" على مدار أيام العمل الأسبوعية مع الأخذ في الاعتبار عمل الملايين حول العالم عن بعد بسبب أزمة "كورونا".

على صعيد آخر، أعرب موظفون عن شكواهم من استخدام "زوم" وخوفهم على خصوصياتهم لا سيما في ظل عدم القدرة على التفريق بين الحياة الشخصية والعملية.



إرهاق "زوم"

كشف مراقبون عن أن حالة الإرهاق التي تصيب مستخدمي "زوم" تأتي نتيجة تنفيذ العديد من الاجتماعات عن طريقه، وذكر متخصصون في علم الاجتماع بأن هذه الحالة تحدث نتيجة الاستخدام الجماعي للتكنولوجيا من جانب البشر.

وفسّر علماء الاجتماع هذا الأمر بالقول إن البشر معتادون على التواصل مع بعضهم البعض بشكل تقليدي وفطري، لكن عند تغيير هذا النمط، يحدث ما يشبه الصدمة.

واعتاد البشر على التواصل بلغة الجسد وقراءة التعبيرات فيما بينهم والإشارات الحسية والحركية والصوتية التي تنشأ أثناء المحادثات، نعم "زوم" يوفر محادثات بالفيديو، لكن بالطبع، ليس كالتواصل الطبيعي.

قبل جائحة "كورونا"، كان "زوم" بالكاد معروفاً للبعض، فقد تأسس التطبيق قبل تسع سنوات لخدمة الشركات واستضافة المناقشات والجلسات التدريبية ، لكن في الأشهر القليلة الماضية، أصبح التطبيق أساسياً لدى الأسر، وقفز عدد مستخدميه من عشرة ملايين شخص نهاية عام 2019 إلى 300 مليون في أبريل.

حقق "زوم" التواصل بشكل أفضل بين الأصدقاء والأسر وموظفي الشركات ومسؤوليها رغم المخاوف بشأن الخصوصية واحتمالية تسريب بيانات المستخدمين أو اختراقها من جانب قراصنة.

انطلق "زوم" إلى العالمية بوتيرة سريعة خلال أزمة "كورونا" وتفوق على منافسين مثل تطبيق "ويبيكس" التابع لـ"سيسكو سيستيمز" و"سكايب" المملوك لـ"مايكروسوفت" و"فيس تايم" الخاص بـ"آبل" وحتى "جوجل ميت".

تفوق "زوم" على كل هذه التطبيقات المنافسة لكونه صمم خصيصاً من أجل محادثات وتفاعل أسهل وأوضح بالفيديو فضلاً عن تقديم خدماته مجاناً للمستخدمين، بل أنه أصبح بمثابة ملتقى وسط أزمة "كورونا".

أصبحت مؤتمرات ومحادثات الفيديو وسيلة تواصل أساسية للشركات والجهات التعليمية والتدريبية خلال الجائحة، وأكد مسؤولو "زوم" على أنهم يبذلون قصارى جهدهم كي يكون التواصل بالفيديو أسهل ويشبه إلى حد كبير التواصل الواقعي حتى لو افتقد البشر تواصلهم وجها لوجه.



تظل التكنولوجيا ناقصة

رغم ما يقدمه "زوم" وغيره من تطبيقات التواصل عبر الفيديو من خدمات فريدة تتيح التفاعل عن بعد من المنازل أو من أي مكان، إلا أن متخصصي علم الاجتماع سلطوا الضوء على سلوكيات البشر ولغة الجسد وحركاتهم وتعبيرات وجوههم.

يعد التواصل عبارة عن تفاعل يشمل إيماءات ومحادثات وحركات جسد وتعبيرات وجه بين الأشخاص وبعضهم البعض، وهذا التعقيد في التفاعل بين البشر يصعب  فكه عن طريق تطبيق "زوم".

ربط علماء بين حالة "إرهاق زوم" وبين التوترات وضعف الخصوصية في الحياة الشخصية للمستخدمين، فالكثير منهم ينفذ عدة مهام أثناء التواصل عبر "زوم" في نفس الوقت.

يقدم "زوم" وغيره من التطبيقات كثيراً من الخدمات والمميزات التي لم تكن متاحة في السابق بسهولة وبهذه الدرجة من المرونة، لكن تظل التكنولوجيا ناقصة، فلا يمكن للتطبيق قراءة لغة الجسد وحركات الوجه في مجرد نقاط يظهر بها المستخدمون على شاشة الحاسوب.

علاوة على ذلك، اكتشف علماء أن "زوم" وتطبيقات الفيديو بوجه عام  تشبه المرآة؛ فالشخص المشارك في اجتماع مع غيره يرى نفسه بشكل مزعج ويشتت انتباهه عن المهمة الرئيسية للتواصل كحضور اجتماع أو ما شابه.

قال أحد المستخدمين في "وادي السيليكون" إنه حضر اجتماعاً  مع مختلف الموظفين ومسؤولي الشركة التي يعمل لها، واكتشف من خلال "زوم" أن أنفه كبير، وبدأ يركز على شكل وتغيرات وجهه، وهو ما يعني فقدان التركيز ولعب دور الحاضر الغائب في الاجتماعات، وحتى لو أغلق المستخدم الكاميرا التي يرى نفسه من خلالها (المرآة)، سيتسرب إليه الفضول لتعقب تعبيرات وجهه أثناء الكلام.

لا شك أن "زوم" حل محل الاجتماعات التقليدية وسط الأزمة؛ فالعديد والعديد من الشركات حول العالم تستعين به للتواصل مع الموظفين الذين يعملون عن بعد، لكن تزال هناك بعض مواطن القلق بين المستخدمين.

 

المصدر: وول ستريت جورنال

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.