قام صندوق الاستثمارات العامة السعودي باستثمارات كبيرة في شركات النفط والمؤسسات المالية الأمريكية والأوروبية.
وبناءً على تعافي أداء الشركات من تأثير فيروس كورونا الجديد (Covid-19) قريبًا، يبدو أنها تحركت لـ "شراء بالسعر الأدنى" وسط انخفاض حاد في أسعار الأسهم.
ووفقًا لما ورد في نشرة الإفصاح الصادرة عن هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية(SEC)، فقد استحوذ صندوق الاستثمارات العامة على ما مجموعه 7.7 مليار دولار (حوالي 830 مليار ين) من الأسهم في 23 شركة خلال الربع الأول من هذا العام. وما يلفت النظر هو أن الاستثمارات في الصناعات التي تضررت بشكل مباشر جراء تعليق الأنشطة الاقتصادية والانخفاض الحاد في أسعار النفط.
إذ يمتلك الصندوق أكثر من 800 مليون دولار من إيصالات الإيداع الأمريكية لشركة بريتيش بتروليوم BP البريطانية، وأقل من 500 مليون دولار من إيصالات الإيداع الأمريكية لشركة رويال داتش شل (Royal Dutch Shell) البريطانية الهولندية اعتبارًا من شهر مارس. بالإضافة إلى استحواذه على أسهم شركة بوينغ الأمريكية بقيمة 700 مليون دولار، واستثمر الصندوق أيضًا في أسهم الشركات المالية الكبرى كـ سيتي قروب (Citigroup) وبنك أوف أمريكا (Bank of America) وغيرها.
وربما أحد أسباب نهج استثمارات صندوق الاستثمارات العامة هو أن الاقتصاد العالمي سينمو مره أخرى بمجرد أن تنتهي جائحة كورونا. وفي الحقيقة هذا صحيح، فإن مؤشرات أسواق الأسهم في الدول الكبرى تسير في اتجاهات التعافي قبل الأوضاع الاقتصادية، ويرجع ذلك جزئيًا إلى تدابير التدفقات النقدية وإجراءات التخفيف النقدي المدعومة من حكومات البلدان. ويمكن الاستفادة من تحقيق المكاسب الناتجة عن ارتفاع الأسعار عن طريق الاستثمار عندما ينخفض سعر السهم.
ويعتبر صندوق الاستثمارات العامة مساهمًا رئيسًا في شركة Uber Technologies الأمريكية لخدمات الركاب، ومن المعروف أنه ضخ استثمارات كبيرة في "صندوق الرؤية" التابع لمجموعة سوفت بانك. الجدير بالذكر أن استثماراته في المشاريع سريعة النمو تُعد جوهر استراتيجية الصندوق.
ومع ذلك، من الصعب تحديد شركات المشاريع الواعدة التي يمكن أن تحقق نمو كبير بسبب التغيرات في نمط حياة الناس وسلوكياتهم الاستهلاكية بسبب فيروس كورونا المستجد. واستجابةً للتغيرات الجذرية في بيئة الاستثمار، قام صندوق الاستثمارات العامة بتوسيع نطاق استثماراته في الأسهم ذات رؤوس الأموال الكبيرة في الدول المعروفة ذات الأداء المميز.
بالإضافة إلى السعي لتحقيق الأرباح على المدى القصير، هناك أيضًا مشاريع استثمارية تعكس استراتيجية المملكة العربية السعودية. إذ تضمنت قائمة الأسهم التي تم الاستثمار فيها خلال الربع الأول من هذا العام العديد من الأسهم المتعلقة بقطاع السياحة والترفيه.
إذ استثمر الصندوق حوالي 500 مليون دولار في كل من شركة والت ديزني وسلسلة فنادق ماريوت العملاقة العالمية. كما استحوذ على أسهم شركة Booking Holdings المتخصصة في حجز السفن السياحية وحجوزات الفنادق. إضافة إلى ذلك، وعلى عكس الاستثمارات في مجال الأسهم، يُذكر أن الصندوق يسعى للاستحواذ على نادي "نيوكاسل يونايتد" المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.
ويعمل ولي العهد السعودي الأمير محمد على دفع الإصلاحات الاقتصادية التي تهدف إلى "بناء بلدٍ لا يعتمد على النفط فقط"، كما أن لديه مشروع لبناء المدينة المستقبلية "نيوم" المطلة على الساحل الغربي للبحر الأحمر. ويمكن النظر إلى الاستثمارات في شركات السياحة والترفيه كجزء من استراتيجية النمو لجذب الأعمال.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}