صرح نائب الرئيس الأمريكي "مايك بنس" بأن الولايات الخمسين بدأت في إجراءات لإعادة تشغيل الاقتصاد لديها بشكل تدريجي، ويتزامن ذلك مع رغبة المواطنين في الخروج للهواء الطلق بعد أكثر من شهرين من الإغلاق والبقاء في المنازل قيد العزل بسبب فيروس "كورونا".
وأكد علماء بأن طريقة تعامل المواطنين الأمريكيين بعد إعادة تشغيل الاقتصاد وبعض مناحي الحياة اليومية سيحدد مدى قسوة وحجم الموجتين الثانية والثالثة من الفيروس التاجي، وأوضح عالم ساعد في اكتشاف فيروس "سارس" بأن ارتداء قناع على الوجه ربما يقلل نقل العدوى.
دروس مستفادة
تعد تجربة الإغلاق والبقاء في المنازل خشية جائحة بمثابة تجربة جديدة على الأمريكيين وغير مسبوقة في التاريخ الحديث، ولم تخل هذه الفترة من الدروس المستفادة.
من أبرز ما استفاد منه الأمريكيون ومختلف الدول حول العالم مدى الأضرار الاقتصادية الناجمة عن أزمة "كورونا"، وكيف تتشابك الأمور والقطاعات مع بعضها البعض، فهي أزمة صحية، لكنها ألقت بظلالها على كافة الجوانب.
تعتمد عدة قطاعات على حركة البشر عبر وسائل النقل وترتبط بارتياد المطاعم والمسارح وقاعات السينما والمواقع الترفيهية ومواقع العمل والإنتاج ومختلف الأنشطة الخدمية، وهذا ما ينعكس بدوره على الإنفاق ثم على الاقتصاد ككل.
من أبرز الثمار في جائحة "كورونا" التقارب الاجتماعي نتيجة التباعد الاجتماعي، أي أنه نظرا للقيود والإغلاق وإرشادات التباعد الاجتماعي والبقاء في المنازل، أصبحت العديد من الأسر أكثر ترابطاً وتقضي مع بعضها البعض وقتا أطول من ذي قبل وقت الحياة الصاخبة والانشغال في العمل وغيره.
بالطبع، عانى الجميع من الأزمة وساد القلق والخوف، وتغيرت الأمور تماماً، وأثناء التواجد في المنازل قيد العزل، أصبح الكثيرون يراجعون أنماط حياتهم ويفكرون فيما هو أكثر أهمية وما يسعدهم حقاً.
لقد أصبحت المكالمات الهاتفية أطول وقتاً وتقرب أفراد الأسر من بعضهم البعض، وتعجب البعض من شكل وإهدار حياتهم قبل الأزمة في أمور ليست بالهامة.
وصف أمريكيون حياتهم في زمن "كورونا" بالصعبة حيث توقفوا عن الترتيب لحياتهم ووقتهم وشؤونهم المجتمعية.
تغير جوهري للحياة
أكد الكثير من المحللين والباحثين بأن العالم لن يعود إلى ما كان عليه قبل ظهور "كورونا"، فالمواطنون في مختلف الدول - لا الولايات المتحدة فقط - سيستكشفون طرقاً أخرى لتحسين حياتهم بعد انتهاء الأزمة والتفكير فيما يجعل هذه الحياة أفضل.
ربما تتغير الاهتمامات والهوايات والأذواق وحتى نمط التفكير والنظر إلى أي أحداث تالية بعد زمن "كورونا".
ربما يكون الأمر التقليدي والعادي - بعد انتهاء الجائحة - أن يعمل الكثيرون حول العالم من منازلهم، وهذا ما أعلنته "تويتر" مؤخراً حيث أتاحت لجميع موظفيها العمل عن بعد إلى متى شاؤوا.
ربما يصبح التقارب الأسري أفضل من ذي قبل، ويصبح هو الأمر المعتاد في الحياة اليومية، كما ستغير الاهتمامات، وسيتولد حس أكبر لدى البشر بزيادة الحرض والحذر والوقاية من الأمراض المختلفة.
باختصار، تستعد دول العالم ومن بينها الولايات المتحدة لدخول عصر جديد وحياة جديدة ستشمل تغيرات جوهرية على كافة الأصعدة.
المصدر: وول ستريت جورنال
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}