تهديد حقيقي أم مجرد مراوغة .. ماذا لو نقل "إيلون ماسك" مصنع "تسلا" خارج كاليفورنيا؟

2020/05/21 أرقام

كعادته المعروفة، أثار المدير التنفيذي لـ"تسلا" "إيلون ماسك" الجدل مرة أخرى على حسابه بموقع "تويتر"؛ بسبب مطالباته للسلطات في كاليفورنيا بالسماح بإعادة تشغيل مصنع الشركة في الولاية.

وهدد "ماسك" بتعريض نفسه للاعتقال من جانب السلطات في كاليفورنيا؛ حيث أكد أنه سيعيد تشغيل مصنع الشركة في "فريمونت"، كما ألمح إلى إمكانية نقل الإنتاج إلى "تكساس" أو "نيفادا".

وقال "ماسك" - 48 عاماً - إنه ربما ينقل مصنع "تسلا" إلى "تكساس" أو "نيفادا"، وهاجم مدير السلطات الصحية المؤقت في "ألاميدا" واصفاً إياه بالجاهل غير المنتخب قائلاً إنه لا يعلم شيئاً وأنه اتخذ قراره باستمرار إغلاق المصنع مخالفاً بذلك آراء الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" وحاكم الولاية والحريات الدستورية وحتى التفكير الفطري السليم والواضح.

وعلّق قائلاً: "بصراحة، هذا القرار سيكون القشة التي قصمت ظهر البعير، ستنتقل تسلا إلى مقر مستقبلي في "تكساس" أو "نيفادا".



ماذا تعني الخطوة المحتملة؟

فسّر محللون تصريحات "ماسك" بأنها مجرد تهديدات لتنفيذ مطالبه بإعادة تشغيل مصنع "تسلا"، لكنه لن ينفذها نظرًا للخسائر المحتملة الناجمة عن هذه الخطوة.

أكد مراقبون بأن نقل "تسلا" إلى مصنع جديد سيكلفها على الأقل مليار دولار مع الأخذ في الاعتبار تكلفة بناء مصنع جديد وفترة البناء التي يمكن أن تتراوح بين 12 و18 شهراً.

أيضاً، ستحتاج "تسلا" - حال تنفيذ النقل - لإعادة توطين الموظفين خارج كاليفورنيا لكن من غير المعروف عدد العمالة في مصنع "فريمونت".

تعتمد "تسلا" بشكل كبير على مصنعها في "فريمونت" لإنتاج سيارات "موديل إس" و"موديل إكس" و"موديل 3" وحتى "موديل واي" الأحدث، وبالتالي، فإن استمرار الإغلاق يعني قلة الخيارات المتوفرة أمام "ماسك".

أ
عرب حاكم كاليفورنيا "جافن نيوسم" عن أنه ليس قلقاً بشأن نقل "تسلا" أنشطتها خارج الولاية، مشيراً إلى أنه ملتزم بالعمل على تحقيق النجاح والإبداع وسط اقتصاد أخضر منخفض الكربون.

أسقطت "تسلا" أمس دعوى قضائية كانت قد رفعتها ضد السلطات الصحية في "ألاميدا" بكاليفورنيا، ومن ثم، فإن "ماسك" على ما يبدو قد أطلق مجرد تهديدات لأنه لا يريد تكبد الشركة تكلفة باهظة عند الانتقال لمكان آخر فضلاً عن تعطل الإنتاج.



نجاح يحتاج للتحفيز

سجل سهم "تسلا" مستويات قياسية الواحد تلو الآخر هذا العام، وأنهت الشركة الربع الأول وفي جعبتها سيولة بحوالي 8.1 مليار دولار واستثمارات قصيرة الأجل كما جمعت ملياري دولار من طرح أسهم للبيع في فبراير.

رغم هذا النجاح والنتائج المالية الإيجابية، إلا أن "تسلا" تظل في حاجة لحوافز من جانب الحكومات، وهو ما يدفعها لإطلاق ما يشبه التنافس والسباق بين الولايات والمقاطعات المختلفة في أمريكا للفوز بأكبر قدر من الحوافز مقابل تدشين عمليات أو توظيف مواطنين وما أشبه.

على سبيل المثال، استفادت "تسلا" من حوافز محلية من السلطات في ولايات عدة بحوالي 2.4 مليار دولار مقابل إقامة مشروعات مختلفة مثل مصنع لإنتاج الألواح الشمسية في نيويورك ومصنع للبطاريات في "نيفادا".

تحصل "تسلا" على حوافز مثل الخفض أو الإعفاء الضريبي لفترة ما من جانب الولايات مقابل توسعات وأنشطة وإدارة عمليات متنوعة.

تم تمويل مصنع "فريمونت" نفسه بشكل مبدئي عن طريق ضمانات قروض فيدرالية جزئياً ضمن حوافز اقتصادية عام 2009.

تحصل شركات السيارات بوجه عام على حوافز مثل الخفض الضريبي على مواد أو معدات تستخدم في بناء مصانعها، وعلى الأرجح، تأخذ الحكومات على عاتقها إنشاء بنى تحتية لها.

في ضوء ذلك، أكد محللون أن "ماسك" يراوغ فقط بتهديداته من أجل إعادة تشغيل مصنع "تسلا" في كاليفورنيا، ولو نفذ رجل الأعمال الشهير ما يقول، فلن يكون خروجاً كاملاً من الولاية، بل سيكون نقلاً لبعض الموظفين إلى أماكن أخرى.

ا
لمصدر: سي إن بي سي

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.