أكد الخبير والمحلل النفطي محمد الشطي أن السوق النفطية العالمية تجاوزت مرحلة انهيار الأسعار إلى التعافي حيث تدور أسعار نفط خام الإشارة برنت حول 33 دولاراً للبرميل.
وقال الشطي في تصريح لـ«الراي» إن هذه المرحلة ستشهد ضغوطاً وتذبذباً في مستويات الأسعار قد تمتد لشهر يوليو أو أغسطس ثم تبدأ مرحلة جديدة للأسعار يكون فيها مسار التعافي أكثر وضوحاً وثباتاً ويكون اتجاه الأسعار نحو 40 دولاراً للبرميل أو 45 دولاراً للبرميل مع نهاية عام 2020.
وأشار إلى توقعات سكرتارية «أوبك» وإدارة معلومات الطاقة ووكالة الطاقة الدولية والتي أكدت على أمرين، الأول جهود الانفتاح الاقتصادي وعودة الحياة لطبيعتها والثاني تقلص المعروض ما يعني فعلياً بدء جهود توازن السوق، ومن ثم سحوبات من المخزون النفطي الذي هو ضابط ميزان الطلب والعرض في السوق.
وتابع الشطي أن هناك مؤشرات لتحسن الطلب في الصين وأماكن أخرى وهي إيجابية، ما يؤكد أن الاسوأ أصبح خلفنا وبالتالي الطريق ممهد لنمو الطلب على النفط، موضحاً أن الحذر في أمرين الأول حركة الملاحة الجوية حيث ستأخذ وقتاً أطول للعودة إلى ما كانت عليه واسترجاع ثقة الناس في النقل وإجراءات السفر، والآخر نسبة البطالة في العالم والتي قد ترتفع في مناحي العالم ما يؤثر على معدلات الاستهلاك عموماً.
وعلى صعيد المعروض، أكد الشطي أن الأخبار الإيجابية تتوالى وبدأت بتنفيذ اتفاق «أوبك +» وخفض قريب من 9.7 مليون برميل يومياً من شهر مايو ويونيو، ثم المبادرة السعودية، بتعميق تخفيضات الإنتاج في يونيو بنحو مليون برميل يومياً، وانضمّت لها الإمارات والكويت، ثم أنباء حول عزم «أوبك +» الحفاظ على تخفيضات النفط الحاليّة إلى نهاية 2020 لتعزيز الأسعار والطلب اللذين تضرّرا بشدّة من جائحة فيروس كورونا.
وأوضح الشطي أنه يمكن فهم الإعلان عن اتفاق الكويت والسعودية على وقف إنتاج النفط في حقل الخفجي المشترك، لمدّة شهر، بدءاً من أوّل يونيو2020 انه يأتي في إطار خفض الانتاج لتحقيق توازن السوق النفطية.
وبالنسبة للإنتاج من خارج «أوبك» توقع الشطي خفض إنتاج النفط الأميركي خلال شهر يونيو بما يصل الي 1.5 مليون برميل يوميا بسبب ضعف الأسعار وكذلك الانتاج من كندا.
وعن المخزون العائم قال الشطي بدأ يشهد انخفاضاً وهو مؤشر إيجابي لانه يعني بدء تناقص في الفائض ولكن يجب أن يتأكد ذلك مع سحوبات المخزون الأميركي.
واعتبر الشطي أن التعافي الكبير الذي تشهده السوق النفطية والاقتصاد العالمي رهن استمرار اتفاق «أوبك +» والذي يقيد المعروض ويسهم في سحوبات من المخزون النفطي باتجاه توازن السوق، قائلاً، «بالدرجة الأولى تعافي العالم من آثار كورونا يعني انتعاش الطلب على النفط ويدعم أسعار النفط»، مشيراً إلى تأثر الانتاج من خارج «أوبك» بسبب ضعف أسعار النفط وعليه فإن السوق تتجه نحو تعافٍ تدريجي في الأسعار.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}