نبض أرقام
07:53 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/12/18
2024/12/17

"أبراج مظلمة" .. كتاب يتحدث عن روابط غامضة بين "ترامب" و"دويتشه بنك"

2020/05/23 أرقام

عانت مجموعة من أكبر وأقوى البنوك في العالم من فضائح خلال العقد الماضي، لكن أياً منها واجه مقدار الخزي الذي واجهه دويتشه بنك الألماني.

 

واحتوى سجل البنك على مجموعة مذهلة من السقطات الأخلاقية والقانونية ومنها غسل أموال واحتيال ضريبي وانتهاك عقوبات ناهيك على علاقات غامضة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يحقق فيها مسؤولون اتحاديون في الوقت الراهن.

 

يتناول كتاب "أبراج مظلمة: دويتشه بنك ودونالد ترامب ومسار الدمار الملحمي" للكاتب "ديفيد إنريتش" مسار تحول هذا المصرف المحافظ البطيء المنتمي لبلد يشتهر باليقظة والنهج المقتصد إلى أكثر المؤسسات سيئة السمعة في وول ستريت.

 

 

يقول إنريتش: "لقد أغوت ثروات وول ستريت هذا الرمز الوطني الفخور".  

 

وبعد إلغاء القيود، خرجت شركات كبيرة مثل جولدمان ساكس وميريل لينش بوسائل جديدة جاذبة لجمع الأموال، وبحلول عام 1994 أراد دويتشه بنك أن يفوز بقطعة من الكعكة.

 

بدأ البنك بالاستعانة بإديسون ميتشل وهو تنفيذي أمريكي من ميريل كان يعتقد أن "النهج الألماني العنيد" لدويتشه بنك هو العائق الرئيس أمام إطلاق العنان لقدرات البنك الكاملة.

 

شرع ميتشل في بناء نشاط للأسواق العالمية ولكن ليس في مقر البنك في فرانكفورت بل في لندن حيث يتمكن من العمل بشكل أكثر استقلالية، واستعان الرجل بفريق من "وحوش" وول ستريت يعرفون كيف يتخطون الحدود كما يقول إنريتش.

 

وكان من بين هؤلاء "بل بروكسميت" وهو نابغة في إدارة المخاطر انتحر بعد ذلك مع اقتراب الجهات التنظيمية من البنك، وتعد وفاته لغزًا يستخدمه الكاتب لصياغة قصته خاصة في ظل جهود البنك لعرقلة التحقيق.

 

فقد عثر عليه مشنوقًا في شقته بلندن في عام 2014، وقد تبين فيما بعد أن بروكسميت كان يعرف أكثر من اللازم، ولقي ميتشل حتفه في حادث تحطم طائرة لكن الآلة التي بناها ظلت تعمل.

 

صعود وهبوط

 

 

يسرد الكاتب إنريتش قصة صعود البنك وهبوطه بأسلوب حذر يعكس مهارته الصحفية خاصة أنه محرر مالي بصحيفة نيويورك تايمز وقد قدم المواد المعقدة المرتبطة بالقصة في هيئة رواية شيقة.

 

يتتبع الكاتب تاريخ البنك منذ مساعدته لمطور أمريكي على وشك التخلف عن السداد في أواخر القرن التاسع عشر ومساعدته للنازية في بناء معسكر أوشفيتز، وتودده لحكام دول بالمعسكر الشرقي.

 

يشمل السرد التاريخي أيضًا القرار في التسعينيات من القرن الماضي بالسعي إلى ثروات وول ستريت حتى على حساب المبادئ والقانون، وسرعان ما أصبح البنك يستغل الأسواق، وينتهك العقوبات الدولية ويتحايل على المستثمرين والجهات التنظيمية ويتورط في غسل أموال لأباطرة روس.

 

يقول إنريتش إن دويتشه بنك أصبح بمرور الوقت يحمل صفة العالمية أكثر من الألمانية حتى لدرجة أنه وضع لافتة في مقره بلندن تشرح كيفية نطق كلمة دويتشه الألمانية بطريقة صحيحة.

 

وفي ظل وجود "وحوش وول ستريت" على دفة القيادة، أصبح دويتشه بنك في النهاية أكبر مصرف في العالم بعدد موظفين يصل إلى 90 ألفًا وزهاء تريليوني دولار من الأصول وهو تقريبا نفس حجم الاقتصاد الألماني كما يقول الكاتب.

 

ورغم ذلك، كان البنك يعمل بأسلوب يفتقر للمهارة والاتقان، وكان نظام أجهزة الكمبيوتر القديمة به يجعل من الصعب على الإدارة العليا مراقبة الأنشطة في لندن.

 

كانت الإدارة تميل إلى غض الطرف عن مخالفات الموظفين للقواعد حتى عند قيامهم بمعاملات مع رؤساء دول استبداديين، وقال الكاتب: "أظهر دويتشه بنك افتقارًا صارخًا في الاهتمام بسمعة عملائه حتى وفقًا للمعايير غير الأخلاقية لـ "وول ستريت".

 

وأمكن رؤية مدى انفصال البنك عن القواعد في علاقته بمطور العقارات في نيويورك آنذاك دونالد ترامب الذي جعلته إفلاساته المتعددة شخصًا منبوذًا في عالم البنوك.

 

رفض أحد قطاعات البنك طلبًا من ترامب للحصول على قرض، لكن قسم الخدمات المصرفية الخاصة المرتبط بالأثرياء والمشاهير رتب القرض رغم ذلك ثم رتب قرضًا آخر له عندما توقف ترامب عن دفع الأقساط.

 

على مدار 20 عامًا وافق مسؤولو دويتشه بنك على منح ترامب قروضًا بمليارات الدولارات، وكذلك عائلة كوشنر ومجموعة من العملاء الذين تحاصرهم الفضائح، ولا تزال علاقة ترامب الغامضة بدويتشه بنك موضع تحقيق في الكونجرس لذلك فإن كتاب إنريتش ليس كاملاً بالضرورة.

 

لكن الكتاب يحتوي على تفاصيل كافية تعرض فكرته بأن دويتشه بنك كان أكثر من مجرد مصرف مارق آخر؛ إنها قصة تحذيرية لما يحدث عندما يسعى مصرف ما إلى تحقيق أرباح بأي تكلفة دون أن يتحمل عناء الاهتمام بالمبادئ.

 

وصف موقع جودريدز الكتاب بأنه كشف مدوٍ لأكبر البنوك سيئة السمعة في العالم وعلاقته المريبة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وألمانيا فضلاً عن ترامب.

 

"أبراج مظلمة" يقدم تفاصيل جديدة تشرح كيف أصبح دويتشه بنك وجهًا للتهور والإجرام المالي، وهو أيضًا قصة رجل (بروكسميت) أنهكه الخوف مما رآه في البنك.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.