في عالم العزلة الذاتية بسبب "كورونا" .. ما الرؤية الجديدة لتصميمات المنازل؟

2020/05/15 أرقام

صمم المعماري "ويليام داف" منزله بشكل يتيح مساحات كبيرة وأماكن مفتوحة تجعل من التواصل بين المقيمين والضيوف تجربة أفضل.

لكن مع ظهور أزمة "كورونا"، وأُجبر الكثيرون على العمل من المنزل والتواجد لأوقات أكثر مع الأسر، تغيرت الرؤية حول التصميمات المعمارية لدى مهندسين من بينهم "داف" الذي غير وجهة نظره.

قال "داف" إن التصميم المنزلي المناسب له في زمن "كورونا" والعزلة التي فرضها على الجميع يكمن في مجرد وجود غرفة منعزلة بها وسيلة اتصال وأدوات للعمل وفقط.



العيش مع الواقع الجديد

على غرار الملايين حول العالم، يعيش المعماريون في الوقت الحالي مع واقعهم الجديد في زمن "كورونا" بالمنازل ذات التصميمات التي لا تناسب العزلة.

الاختلاف هنا بأن المعماريين لا يستسلمون للواقع بل يحاولون تغييره اعتمادا على خبراتهم في التصميمات الهندسية ومعرفتهم بكيفية إصلاح الخلل.

هناك بالطبع الكثير من الوقت الذي يتيح لهم إصلاح وتعديل أي تصميم قدر الإمكان خاصة مع توقف العديد من الأنشطة المعمارية وقطاع البناء وسلاسل الإمداد في عدد من الدول على رأسها الولايات المتحدة.

يحاول "داف" تعديل مساحات منزله وزيادة مثلا حجم المطبخ؛ حيث إن إغلاق المطاعم بسبب "كورونا" أجبر الأسر على الطهي  بشكل أكبر.



ذهب معماريون آخرون إلى أبعد من ذلك بالتفكير في شكل تصميمات المنازل في فترة ما بعد "كورونا"، والتي يرون أنها لن تكون كالسابق  مطلقاً، فقد تتغير سلوكيات مجتمعية كثيرة.

يتوقع البعض اعتياد أشخاص على العزلة في المنازل، وبالتبعية، ربما يتناسب مع التصميمات المعمارية في  زمن ما بعد "كورونا" وجود غرف منفصلة عن المنزل للعمل.

في الواقع الجديد أيضاً، يتطلب الأمر التركيز على الوقاية والصحة العامة، حيث إن كل منزل يجب أن يشمل مساحات معقمة يمكن وضع الأحذية والأقنعة والمطهرات والقمامة  والبريد بها.



التاريخ يعيد نفسه مراراً

على مر التاريخ، تسببت الأوبئة التي تعرض لها البشر في تغييرات بتصميمات المنازل، ففي أوائل القرن العشرين على سبيل المثال، أبدع المهندسون وقتها في تعديل التصميمات بحيث تتيح دخول كميات من أشعة الشمس والهواء النظيف.

ارتبط هذا التصميم المشار إليه - والذي كان بمثابة صيحة حداثة تنتاب قطاع المعمار - بوباء السل، وأدى ذلك إلى ظهور تصميمات من المنازل التي تشبه المستشفيات من حيث النوافذ الكبيرة والمساحات المفتوحة والأسطح النظيفة والألوان الفاتحة.

قبل ظهور "كورونا"، كانت الأزمة المسيطرة نوعاً ما على قطاع المعمار والتغيرات المناخية وتفاوت المداخيل، وهو ما دفع المهندسين للتركيز على تصميم منازل قابلة للاستدامة وتوفر الحماية حال وقوع كوارث طبيعية مثل الحرائق والفيضانات والأعاصير وبطرق في متناول التكلفة.

أما في زمن "كورونا" الحالي، فإن الفيروس التاجي يلهم المهندسين والمعماريين لتصميم منازل تميل لتوفير العزلة، واستلهم البعض أفكاره من ملاجئ الأفراد التي تتسم بالحماية والأمان والعزلة عن العالم الخارجي.



أيضاً أثارت أزمة "كورونا" فكرة التركيز على أهمية وجود مساحات مرنة داخل المنازل توفر العزلة والأمان وأماكن للعمل.

المصدر: وول ستريت جورنال

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.