لم يضطر الأمريكيون من قبل لارتداء أقنعة الوجه سواء من أجل الحفاظ على صحتهم، أو من أجل الذهاب للتسوق أو للركض، لذلك فعلى الرغم من أن الشركات والحكومة الأمريكية تطلبان من الأشخاص ارتداء أقنعة للوجه لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، إلا أن بعض الأشخاص لا يستجيبون لذلك؛ نظرًا لأنهم لم يعتادوا هذا الأمر.
وفي حين تتصدر الولايات المتحدة الأمريكية قائمة الدول الموبوءة بفيروس كورونا بأكثر من مليون إصابة وأكثر من 77 ألف وفاة، لا يزال بعض الأمريكيين يرفضون ارتداء أقنعة الوجه، ويرجع ذلك إلى أربعة أسباب.
لماذا لا يرتدي الأمريكيون أقنعة الوجه رغم تفشي كورونا؟ |
|
السبب |
الشرح |
1- يرى البعض أن ارتداء الأقنعة انتهاك لحرياتهم |
- على الرغم من أن ارتداء أقنعة الوجه ليس إلزاميًا في الكثير من الولايات الأمريكية، إلا أن الالتزام بارتدائها قد يبدو بالنسبة للبعض وكأنه مصادرة لحرياتهم.
- يقول ستيفن تايلور عالم النفس الإكلينيكي ومؤلف كتاب "علم نفس الأوبئة" إن الأشخاص يتمردون عندما يتم إخبارهم بما يجب عليهم فعله، حتى ولو كانت الإجراءات المتخذة تستهدف حمايتهم، وأضاف تايلور أن الناس يقدرون حرياتهم، ومن ثم فإنهم قد يشعرون بالضيق أو السخط عندما يحاول أحد التعدي على حرياتهم.
- ويقارن ديفيد أرونوف مدير قسم الأمراض المعدية بكلية الطب جامعة فاندربيلت الأمريكية، بين توجيه الأشخاص لارتداء الأقنعة وبين حظر التدخين في المطاعم قائلاً: "هناك قواعد لحظر التدخين في المطاعم المغلقة، لأن الدخان يمكن أن يضر بصحة شخص آخر"، مضيفًا أننا في حالة مشابهة لذلك الآن، لأن أي شخص مصاب بفيروس كورونا يمكن أن تكون أنفاسه قاتلة بالنسبة لشخص آخر.
- وقال أرونوف إنه في حين أن حظر التدخين في المطاعم أمر دائم، فإن ارتداء الأقنعة أمر مؤقت، إلا أن المعارضين لارتداء الأقنعة يرون أن ارتداءها يمثل تنازلاً كبيراً عن حرياتهم.
- ويرى الأشخاص المعترضون على ارتداء الأقنعة أنه مطلب غير دستوري، وبالتالي لا يمكن إجبارهم على ارتدائها، ويفسر ذلك تصرفات العديد من الأشخاص هناك، إذ تظاهر نحو 700 شخص في ولاية ميشيجان الأمريكية، واقتحموا مبنى الكابيتول، مقر برلمان الولاية؛ احتجاجًا على استمرار إجراءات الحجر الصحي، وإلزام الأشخاص بارتداء الأقنعة في المتاجر والشركات، كما أطلق عملاء متجر "فاميلي دولار" الرصاص على أحد الحراس، لأنه طلب منهم ارتداء الأقنعة قبل الدخول إلى المتجر.
|
2- يرى البعض أن ارتداء الأقنعة يجعلهم يبدون ضعفاء |
- يقول ديفيد أبرامز عالم النفس الإكلينيكي وأستاذ العلوم الاجتماعية والسلوكية في كلية الصحة العامة بجامعة نيويورك، إن ارتداء القناع بالنسبة للبعض بمثابة اعتراف بالخوف الذي ربما لم يواجهوه بوعي حتى الآن.
- ويضيف أبرامز أن العديد من الأشخاص ينظرون إلى أقنعة الوجه كرمز للضعف، وأنه يظهر خوفهم من الإصابة بفيروس كورونا، لذلك فهم يميلون بدلاً من ذلك إلى إظهار قوتهم بعدم ارتداء الأقنعة، وأشار أبرامز إلى أنه على الرغم من أن الخوف أمر طبيعي حاليًا، إلا أن كثيرًا من الأشخاص لا يجرؤون على إظهار خوفهم.
|
3- الحيرة بسبب الآراء المتضاربة |
- في البداية كان خبراء الصحة يقولون إن الأقنعة غير ضرورية للأشخاص الأصحاء، ثم بعد ذلك أصبح الخبراء يوصون جميع الأشخاص بارتداء الأقنعة في الأماكن العامة، مما أوقع كثيرين في حيرة حول الإجراء الصحيح الذي يجب اتخاذه.
- وفي حين يوصي ﻣﺮﻛﺰ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻷﻣﺮاض واﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻨﻬﺎ الأشخاص بارتداء الأقنعة، يظهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدون قناع، كما لم يرتد قناعًا أثناء زيارته لمصنع "هانيويل" الذي يُصنع الأقنعة، ويشير أبرامز إلى أن مثل هذه الرسائل المتضاربة الموجهة للشعب الأمريكي تزيد الحيرة لدى الأشخاص، مما يدفع الأشخاص للقيام بما يريدون.
|
4- يجد البعض الأقنعة غير مريحة |
- يقول أبرامز إنه في ظل حالة عدم اليقين يميل الأشخاص إلى البحث عن طقوس تجعلهم يشعرون بالأمان، وبالنسبة للكثير من الأمريكيين فإن ارتداء الأقنعة في الأماكن العامة لا يشعرهم بذلك.
- ويضيف أبرامز أنه عندما يتم إخبار الأشخاص بما عليهم فعله، ويكون ذلك غير معتاد بالنسبة إليهم، فإنهم يميلون إلى التشكيك في الأمر ومقاومته، وفي حين أنه من الشائع ارتداء الأقنعة في الدول الآسيوية، فإن أبرامز يقول إن ارتداء أقنعة الوجه فجأة بالنسبة للأمريكيين، يعني انتهاء طريقة الحياة القديمة، ويعني أن الأشخاص يقرون بأن هذا هو الوضع الطبيعي الجديد، إلا أنهم لا يريدون تصديق ذلك.
- وعلاوة على ذلك فإن الأقنعة ليست مريحة أيضًا، وقد يكون ذلك سببًا كافيًا بالنسبة للبعض لتجنب ارتدائها.
|
المصدر: سي إن إن
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}