في ظل أزمة فيروس "كورونا"، انخفض الطلب العالمي على النفط بشكل حاد، الأمر الذي ضغط بدوره على نتائج أعمال الشركات الكبرى العاملة في المجال.
وعلى سبيل المثال، أعلنت "بي بي" مؤخراً انخفاض أرباحها الفصلية بنحو الثلثين في الربع السنوي الأول بالإضافة إلى ارتفاع ديونها لمستوى قياسي.
الاستدانة والأضرار في زمن "كورونا"
- بالتزامن مع أزمة "كورونا" والهبوط الحاد في أسعار النفط، تضررت صناعة الخام الصخري في الولايات المتحدة وغيرها من الشركات المثقلة بالديون من الأساس، ولم تجد أمامها الكثير من الخيارات والمرونة لتفادي الأزمة.
- في هذه الأثناء، كان من المفترض أن تبلي شركات النفط الكبرى بلاءً حسناً بسبب موقفها المالي، لكن ذلك لم يحدث، بل إنها تضررت بشكل قاس نتيجة هبوط الطلب الناجم عن أزمة "كورونا".
- واجهت شركات النفط الكبرى ضغوطاً شديدة بسبب انهيار الطلب من مصافي التكرير على الخام، حيث إن الطلب على البنزين تراجع بشكل حاد مع القيود على وسائل المواصلات عالمياً نتيجة إجراءات مكافحة "كورونا".
- يعاني العالم وفرة شديدة في المعروض من النفط الخام والبنزين ووقود الطائرات، وقلصت مصافي التكرير طاقتها من المعالجة بشكل حاد بالتزامن مع اقتراب ملء الصهاريج بكافة أنواع المنتجات البترولية.
- سجلت "بي بي" أرباحاً بنحو 791 مليون دولار في الربع الأول انخفاضا من 2.4 مليار دولار في نفس الفترة من عام 2019، وعلق المدير التنفيذي لـ"برنارد لوني" على هذه البيانات بالقول إن الشركة ستخفض الوظائف.
- خفضت "إكوينور" النرويجية التوزيعات النقدية للمساهمين أيضاً، ومن أجل الاستمرار في دفع هذه التوزيعات النقدية، قررت العديد من شركات النفط الكبرى مثل "بي بي " وغيرها تحمل المزيد من الديون.
- أكدت "بي بي" التمسك بخططها رغم التوقعات بانخفاض الطلب على النفط في الربع الثاني، وصرح المدير التنفيذي بأن الشركة سوف تعمل أيضاً على خلو أعمالها من انبعاثات الكربون بحلول عام 2050.
- يأتي ذلك رغم التوقعات بأن تسفر أزمة "كورونا" عن أضرار طويلة المدى لصناعة النفط، نظرا لأن الطلب العالمي على الخام لن يعود بشكل سريع إلى حالته الطبيعية.
أزمة على المدى الطويل
- أصبح قطاع الطاقة ثاني أكثر القطاعات انكماشا على مؤشر "S&P 500" حيث تراجع حجمه على المؤشر بنسبة 80% مقارنة بما كان عليه قبل عشر سنوات.
- تشكل أزمة "كورونا" تحديات عدة لصناعة النفط على المدى الطويل بالتزامن مع أزمة أخرى تكمن في التغيرات المناخية، والتي تدفع الحكومات حول العالم لتبني خطط لخفض استهلاك الوقود الأحفوري.
- وقعت شركات النفط الكبرى بين مطرقة هبوط أسعار النفط ومحاولة تخفيف صدمة "كورونا" وسندان استمرار التوزيعات النقدية للمساهمين، وهو ما يضطرها لاتخاذ إجراءات لإعادة الهيكلة في مواجهة الأزمة.
- ربما تكمن الإجراءات في تسريح العمالة بشكل جزئي وخفض الإنتاج، فضلا عن إصدار المزيد من السندات لتمويل أنشطتها وتوزيعاتها النقدية.
- تحاول بعض الحكومات دعم قطاعاتها وشركاتها المتضررة من فيروس "كورونا"، وفي هذا الصدد، كشف الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" عن توجيه لوزارتي الخزانة والطاقة من أجل تقديم الدعم اللازم للشركات المتضررة.
- لا تواجه شركات النفط الكبرى أزمة في السيولة على المدى القصير، لكن المشكلة في تضرر الصناعة على المدى الطويل حتى بعد انتهاء الجائحة.
- ليست الأمور كلها قاتمة بالنسبة لشركات النفط الكبرى في ظل أزمة "كورونا"، حيث إن البعض استغل الأزمة لتنفيذ خطط كانت تواجه عقبات شديدة.
- تعمل الشركات المعنية بمشروع "كيستون إكس إل" على تنفيذه في الوقت الحالي رغم الاعتراضات التي واجهها في السنوات الماضية لوقفه وإلغائه.
- بموجب خط أنابيب "كيستون إكس إل"، يتم نقل النفط الرملي من "ألبرتا" في كندا إلى خليج المكسيك، لكن حركات ومنظمات مدافعة عن البيئة والمناخ طالبت مرارا بوقف المشروع.
- تسبب المدافعون عن البيئة في توقف المشروع رغم سماح إدارة "ترامب" بتنفيذه عندما جاءت للسلطة، لكن أزمة "كورونا" ربما تجدد الآمال بمد خط الأنابيب المذكور.
المصادر: أويل برايس، جارديان
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}