بنهاية مارس، قبل أيام فقط من تسليم "بوينج" طلبية طائرات "787 دريملاينر" لأحد أبرز عملائها، تمت مناقشات إما بإلغاء الصفقة تماماً أو الحصول على خصم أعلى من نسبة 55% تم الاتفاق عليه سلفاً.
وفي الأحوال العادية، تتردد أي شركة طيران قبل التهديد بإلغاء طلبية خشية تكبد غرامة أو عقوبات، لكن الإلغاء أصبح سمة الأسابيع الماضية في ظل أزمة فيروس "كورونا" وما أسفرت عنه من تعطل في صناعة الطيران ووقف حركة السفر عالمياً.
في الوقت الذي تكافح فيه شركات الطيران حول العالم من أجل البقاء بسبب أزمة "كورونا"، لا تمتلك "بوينج" ومنافستها الأوروبية "إيرباص" - توردان 90% من الطائرات التجارية عالمياً - الكثير من الخيارات لتقديم خصومات لعملائهما.
صناعة الطيران في زمن "كورونا"
- تعاني صناعة الطيران العالمية في زمن "كورونا" واضطر ذلك مسؤوليها لمواجهة حقائق صعبة لا بد من دراستها بشأن مستقبلها في العقود المقبلة على الأقل، هذا بعد النجاة من الأزمة الحالية الأسوأ في تاريخها.
- تم وقف تحليق أكثر من 60% من الطائرات التجارية حول العالم مع تشديد الحكومات إجراءات الحجر الصحي على مواطنيها وإغلاق الحدود أمام المسافرين.
- لا تجني شركات الطيران تقريباً أي إيرادات، كما أنها تضطر لخفض التكاليف واللجواء إلى القروض وخطوط الائتمان لتوفير السيولة الكافية للبقاء وانتظار دعم الحكومات.
- حذر الاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا" من تعرض 25 مليون وظيفة في صناعة الطيران والرحلات الجوية عالمياً لخطر الفقدان لو لم تتدخل الحكومات بتقديم الدعم اللازم.
- بالنسبة لـ"بوينج"، فإن الأزمة مضاعفة، حيث إن الشركة كانت ولا تزال تعاني بالفعل من توقف طائرات "737 ماكس" منذ مارس عام 2019 عقب سقوط طائرتين من ذلك الطراز.
- كانت "بوينج" الأمريكية و"إيرباص" الأوروبية قد توقعتا في فبراير أن يبلغ الطلب على الطائرات أكثر من 40 ألف وحدة تقدر قيمتها بنحو سبعة تريليونات دولار خلال العقدين المقبلين.
- لكن الآن وفي ظل أزمة "كورونا"، تغيرت التوقعات تماماً إلى التنبؤ بفترة طويلة من الركود في الصناعة وإلغاء طلبيات التسليم والشراء.
- في 2018، شكلت صناعة الطيران القدر الأكبر من صادرات الاتحاد الأوروبي من التكنولوجيا الفائقة بقيمة ناهزت 94 مليار يورو (حوالي 103 مليارات دولار)، بينما حققت الصناعة في الولايات المتحدة إيرادات بنحو 112 مليار دولار في نفس العام.
سنوات قبل التعافي
- قالت شركات في صناعة الطيران إن الأمر ربما يستغرق سنوات قبل التعافي من أضرار وتداعيات فيروس "كورونا" في ظل عدم تكبد الشركات لمزيد من الخسائر بسبب توقف الرحلات الجوية وتحمل تكلفة الانتظار وتأجيل مساحات للطائرات.
- بالتزامن مع ذلك، لجأت شركتا "إيرباص" و"بوينج" لتقليص الإنتاج في مصانعها، وذكرت الشركة الأوروبية أنها سرحت بشكل مؤقت 500 موظف في مواقع إنتاجية مختلفة في المملكة المتحدة.
- يأتي خفض العمالة بالتزامن مع تراجع الطلب بشكل حاد على شراء طائرات جديدة، وأوضحت "إيرباص" أن الطلب على أجنحة الطائرات تراجع بشكل كبير خاصة على تلك التي يتم تجميعها في إسبانيا وألمانيا وفرنسا.
- يكمن السبب الأكبر للمخاوف بصناعة الطيران في عدم اليقين بشأن مدى استمرار الأزمة ومدى التعافي منها وسط توقعات باستغراق سنوات حتى عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل "كورونا".
- ذكر أحد المسؤولين التنفيذيين أن هجمات الحادي عشر من سبتمبر الشهيرة أسفرت عن توقف أساطيل الطيران وأسفرت عن أضرار بالغة للصناعة لكن أزمة "كورونا" أشد وطأة.
- ربما تفوق أزمة "كورونا" هذا الحدث من حيث الأضرار والخسائر، فلا أحد يعلم متى سيعود البشر للسفر جواً مرة أخرى بشكل عادي، فيما توقع البعض عودة الأمور إلى طبيعتها بعد عامين من انتهاء أزمة الفيروس التاجي.
المصادر: فاينانشيال تايمز، بي بي سي
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}