هل تنجو المطاعم الأمريكية من أزمة "كورونا"؟

2020/03/29 أرقام

تسبب انتشار فيروس "كورونا" في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية في إغلاق الأماكن العامة، بما في ذلك المدارس والأماكن الرياضية والترفيهية.

 

وفي حين تُعد هذه الإجراءات الحل الأمثل الآن، نظرًا لأن التجمعات تساعد على انتشار الفيروس بين الناس، إلا أنها من ناحية أخرى تدمر الاقتصاد. فبعد أن أعلنت العديد من الولايات والمدن الأمريكية إغلاق المطاعم أو اقتصارها على توصيل الطعام إلى المنازل، وصفت "شيلي فيرمان" مالكة أحد المطاعم تبعات الأمر بأنها أسوأ مما كان عليه الوضع بعد أحداث 11 سبتمبر.

 

 

وقد يكون من الصعب فهم عواقب غلق المطاعم في الولايات المتحدة، إلا أن أقل ما توصف به هو أنها عواقب وخيمة، إذ ينفق الأمريكيون الآن في المطاعم أكثر مما ينفقون في متاجر البقالة، ما جعل المطاعم أحد أهم مصادر العمل في أمريكا.

 

وقد كانت العمالة الموجودة في الصناعات التحويلية عام 1990 أكبر بنحو ثلاث مرات من صناعة الخدمات الغذائية، لكن في الوقت الحالي العمالة الموجودة في الخدمات الغذائية مساوية تقريبًا للعمالة الموجودة في القطاع الصناعي، فالمطاعم هي بمثابة المصانع الجديدة، وبدونها سينهار اقتصاد الدولة.

 

كيف أثر تفشي "كورونا" على المطاعم في الولايات المتحدة

 

- تمثل وظائف إعداد الطعام والخدمات الغذائية أكثر من 10% من إجمالي الوظائف في ولايات نيفادا وهاواي وفلوريدا، وأصبح العاملون في هذه الوظائف مهددين الآن بفقدان وظائفهم بعد تفشي "كورونا".

 

- أشار موقع الحجز عبر الإنترنت "أوبن تايبل"، الذي ينشر معلومات لجميع الولايات الأمريكية وعشرات المدن يوميًا، إلى أن حجوزات المطاعم عبر الإنترنت ظلت ثابتة خلال شهر فبراير.

 

 

- لكن في الأسبوع الماضي انخفضت الحجوزات بنسبة تتجاوز الـ 40% في نيويورك ولوس أنجلوس وبوسطن ودنفر. كما كانت الحجوزات في نهاية الأسبوع الماضي في سياتل التي تفشى بها الفيروس بشكل كبير أقل بنسبة 60% مما كانت عليه الحجوزات في نفس اليوم من العام الماضي.

 

- يمكن أن تتسبب القرارات الجديدة الخاصة بإنهاء خدمة تناول الطعام داخل المطاعم في الولايات المتحدة، في وصول حجوزات المطاعم إلى صفر في معظم المدن. ويهدد ذلك نحو 3 ملايين نادل ونادلة في الولايات المتحدة الأمريكية بفقدان وظائفهم.

 

- يقول رائد الأعمال "ستيف ساليس" المقيم في واشنطن والذي يمتلك عدة مطاعم، إنه يتطلع إلى القيام بتجديد شامل لعمله التجاري حتى يواصل دفع الأجور للعمال، وتقديم الطعام للعملاء. ويشمل ذلك المزيد من العروض الترويجية الخاصة بتوصيل الطعام إلى المنازل.

 

- توقع المحللون في العام الماضي أن ينفق الأمريكيون في 2020 للمرة الأولى أموالاً على الوجبات السريعة وخدمات توصيل الطعام أكثر مما ينفقونه على تناول الطعام في المطاعم، ويبدو أن تفشي "كورونا" يصبّ حاليًا في صالح هذه التوقعات.

 

أزمة وحل

 

- في حين انخفض عدد العملاء الذين يتناولون طعامهم في المطاعم، لا تزال المطاعم مطالبة بدفع الإيجارات. وينطبق الأمر نفسه على الفنادق وشركات الطيران وقطاع الخدمات، التي من المتوقع أن تعاني من عدم وجود عملاء على مدى الأشهر القادمة.

 

- في الوقت نفسه سيتعين على جميع الشركات التابعة لهذه القطاعات دفع التزاماتها المالية، وسوف يتسبب ذلك في أزمة اقتصادية كبيرة، حيث تواجه تجارة التجزئة والقطاع الترفيهي العالمي، وربما أيضًا الاقتصاد العالمي بأكمله، خطر تسريح أعداد كبيرة من العمال وإفلاسات جماعية.

 

 

- يتمثل الحل الوحيد لهذه الأزمة وفقًا لـ"ساليس" في تقديم حزمة مساعدات مالية ضخمة لمساعدة الشركات على دفع أجور العاملين والقروض والإيجارات وأقساط الرهن العقاري وغير ذلك من التزامات مالية، حتى تتمكن الشركات من الخروج من هذه الأزمة دون أن تغلق أبوابها.

 

- وقد يتطلب الأمر أيضًا منح قروض صغيرة للشركات المتضررة، وتخصيص ميزانية للأسر لمواجهة هذه المرحلة.

 

المصدر: ذا أتلانتيك

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.