هل تسفيد شركات الطيران العالمية من الهبوط الحالي في أسعار النفط؟

2020/03/23 أرقام

في الأحوال العادية، تسعد أي شركة طيران على مستوى العالم بهبوط أسعار النفط مع الأخذ في الاعتبار أن أسعار الوقود تشكل ما بين 20% و30% من النفقات التشغيلية لتلك الشركات.

 

وفي ظل الانخفاض القوي في أسعار النفط مؤخرا - إذ يتداول "نايمكس" و"برنت" أدنى 30 دولارا للبرميل - يجب أن تكون كل شركة طيران في ذروة سعادتها، لكن ذلك لم يحدث على أرض الواقع، بل إن هذه الصناعة تعاني الكثير من الألم في الوقت الحالي.

 

 

"كورونا" يطغى على النفط

 

- هذه المرة مختلفة، فالأسواق العالمية بوجه عام تتعرض لخسائر فادحة والركود الاقتصادي يلوح في الأفق بسبب تفشي فيروس "كورونا" الذي طغى بدوره على أي إيجابيات يمكن أن يتسبب فيها تراجع أسعار النفط لصناعة الطيران.

 

- كانت صناعة السفر جواً من أكثر القطاعات المتضررة من تفشي الفيروس واضطرت أغلبها لإلغاء جداول رحلاتها، على سبيل المثال، ألغت شركة "إير شاتل" النرويجية 85% من رحلاتها المخططة كما تنوي تسريح  7300 موظف - 90% من قوتها العاملة.

 

- تستغل شركات الطيران في الأحوال العادية انخفاض أسعار النفط بمثابة تحوط في أوقات التقلبات والأزمات، لكن "كورونا" يعصف بالصناعة ولا يجدي معه التحوط بانخفاض أسعار الوقود.

 

- في هذه الأوقات أيضاً، تتطلع شركات الطاقة الكبرى مثل "بي بي" و"إكسون موبيل" و"رويال داتش شل" لبيع الوقود إلى صناعة الطيران الساعية للتحوط في ظل انخفاض الأسعار.

 

- لكن التفشي الوبائي لـ"كورونا" أربك حسابات الجميع، وهذا ما دفع المنظمة الدولية للنقل الجوي "إياتا" لإطلاق  تحذيرات بإمكانية خسارة الشركات إيرادات بنحو 113 مليار دولار بسبب "كورونا".

 

- في الماضي، كانت "إياتا" تقول إن انخفاض أسعار النفط ربما يؤدي إلى خفض  تكاليف شركات الطيران بنحو 28 مليار دولار، وبالتالي، فإن تراجع أسعار الخام بشكل حاد هذه المرة لن يفيد الصناعات الاستهلاكية كالطيران.

 

- أغلب شركات الطيران حول العالم تحاول الآن العمل على استمرارية أنشطتها لا التحوط بانخفاض أسعار الوقود لتقليص التكلفة، كما أن التحوط بتراجع أسعار النفط ليس ضمن خطط جميع الشركات في هذه الصناعة العالمية، فالشركات الإيطالية والصينية مثلاً  لا تتحوط بخفض تكلفة الوقود.

 

- في أوائل مارس، اختبرت شركة طيران بريطانية فكرة نظرية "الأوز" لخفض تكلفة الوقود عند التحليق بطائرات "إيه 350".

 

 

الأزمة في الطلب

 

- تكمن مشكلة شركات الطيران في الوقت الحالي في تفشي فيروس "كورونا" الذي قيد حركة السفر والتنقلات الداخلية وبين الدول، حيث إن دولا عدة أوقفت حركة السفر وأغلقت حدودها وقيدت سفر مواطنيها.

 

- على أثر ذلك، أصبحت شركات الطيران والعديد من الصناعات الأخرى تعاني من انهيار الطلب على خدماتها ومنتجاتها، ومن ثم، لا يمكن القول هنا إن انخفاض أسعار النفط سيفيدها.

 

- في ظل التنافس الشديد بين شركات الطيران العالمية، اضطرت العديد من الشركات لتسريح عمالة وإلغاء جداول رحلات كما أوقف البعض منها طلبيات شراء وحدات جديدة.

 

- في أوروبا التي أصبحت بؤرة جديدة لتفشي فيروس "كورونا"، تعاني شركات الطيران منخفض التكلفة بشكل كبير من تقييد السفر جواً بين مختلف الدول.

 

- في الولايات المتحدة، لا تتحوط شركات الطيران كثيراً عند انخفاض أسعار النفط في الوقت الحالي خاصة بعد قرار الرئيس "دونالد ترامب" بحظر السفر من دول أوروبا لمدة ثلاثين يوماً.

 

- إلى حين هدوء الأمور وانحسار المخاطر الواردة من تفشي "كورونا" والحصول على مزيد من البيانات، لن تستفيد شركات الطيران في الأغلب من الهبوط الحاد في أسعار النفط.

 

المصادر: أويل برايس، فوربس

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.