رائد التكنولوجيا البريطاني الذي خسر أكثر من 1.8 مليار دولار

2020/03/19 أرقام

كيف سيكون شعورك إذا خسرت أكثر من 1.4 مليار جنيه إسترليني (1.81 مليار دولار) بين عشية وضحاها؟

 

 

كان هذا هو الوضع الذي واجهه رائد التكنولوجيا البريطاني "أندرو ريكمان" في نهاية عام 2000، عندما انهارت أسعار أسهم شركات التكنولوجيا في انفجار ما تعرف بـ"فقاعة الدوت كوم" مما أدى إلى هبوط أسعار أسهم شركته "بوكهام تكنولوجي". يقول ريكمان: "لقد كان مثل فصل الشتاء النووي".

 

الصعود السريع

 

أنشأ "ريكمان" شركته "بوكهام" في عام 1988 في مطبخ منزله بمقاطعة ولتشاير الإنجليزية عندما كان يبلغ من العمر 28 عامًا. وتوسعت الشركة وأصبحت من كبار موردي المكونات البصرية في العالم لصناعتي الاتصالات والكمبيوتر.

 

وبحلول أواخر التسعينيات من القرن الماضي، ازدهرت مبيعات الشركة مع دخول الإنترنت إلى أعداد كبيرة من المنازل والشركات، وانتشار شبكات الجوالات.

 

مرت على الشركات فترات جيدة للغاية فبعد طرح الشركة للاكتتاب العام في بورصة لندن في أبريل من عام 2000 بشهرين فقط استطاعت الشركة الانضمام الى مؤشر "فوتسي 100" الذي يضم أكبر 100 شركة مدرجة في بورصة لندن من حيث القيمة السوقية.

 

 

وأدى الارتفاع الكبير الذي شهدته قيمة أسهم الشركة إلى تحويل "أندرو" والذي كان يمتلك أكبر حصة في الشركة إلى أول ملياردير بريطاني في مجال التكنولوجيا. وظهرت أخبار "أندرو" ذي الأربعين عامًا آنذاك في الصحف الشعبية البريطانية وأصبح من المشاهير.

 

أخبر الصحفيون قراءهم بحماس أنه أكثر ثراءً من الملكة إليزابيث الثانية والسير "بول مكارتني" مجتمعين. ويقول "ريكمان" إنه كان "يشعر بالحرج" من هذه التغطية.

 

كان سهم شركة "بوكهام" قد وصل للذروة خلال صيف عام 2000 لتبلغ ثروة "ريكمان" وقتها ما يقرب من مليار ونصف المليار جنيه إسترليني، إلى أن انفجرت "فقاعة الدوت كوم"، مسببة انهيار قيمة السهم الذي انهارت معه ثروة "ريكمان".

 

من جديد

 

كانت المشكلة الكبيرة بالنسبة لشركة "بوكهام" هي أن معداتها البصرية المتطورة كانت باهظة الثمن. وبعد انفجار فقاعة الدوت كوم، تحول عملاؤها (الشركات التي تبني شبكات جديدة) إلى استخدام تقنيات أرخص.

 

وقبل أن تشعر بالأسى على "ريكمان" ربما يجب أن تعلم أنه حتى بعد انهيار شركته كان لا يزال يملك حوالي 50 مليون جنيه إسترليني في حسابه المصرفي مكنته من إعادة افتتاح شركته مرة أخرى.

 

ولكن تضمنت العملية إلغاء قيد الشركة بالبورصة، ونقل مقر الشركة الى "وادي السيليكون" ليتغلب على مشكلة ارتفاع سعر الجنيه الإسترليني في هذا الوقت، وليكون بالقرب من عملائه الرئيسيين.

 

 

ترك "ريكمان" الشركة في عام 2004، ليبدأ عمله كمستثمر في مجال التكنولوجيا، ثم في عام 2013 بدأ مشروعه الأخير "روكلي فوتونيكس"، وهي شركة  مقرها في أكسفورد مع قوة عاملة يبلغ قوامها 150 فردًا، تقوم بتصميم منتج يسمى "رقائق السيليكون الضوئية".

 

على الرغم من أن صناعة الرقاقات الضوئية لا تزال في مهدها، إلا أن ميزتها تكمن في أنها تستطيع معالجة الكثير من البيانات بسرعة أكبر. تُستخدم الرقائق الضوئية الآن بشكل متزايد في كل شيء بدءًا من مراكز البيانات إلى أنظمة الاستشعار في السيارات ذاتية الحكم وفي أحدث الهواتف المحمولة.

 

يقول "ريكمان" إن "روكلي فوتونيكس" لديها مبيعات سنوية تقدر بـ"عشرات الملايين"، ومن الممكن أن تزيد المبيعات لتصل إلى مليارات.

 

المصدر: بي بي سي

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.