لحظات ما قبل الكارثة.. كيف يمكن التنبؤ بالانهيارات الخاطفة قبل وقوعها؟

2020/03/14 أرقام

الانهيار الخاطف، هو انحراف مفاجئ في الأسواق يؤدي إلى هبوط حاد في الأسعار مع تصحيح فوري ومتقلب، ويوصف أحيانًا بأنه أحد أنواع الزلازل في الأسواق المالية، وتعد التقلبات السابقة له إشارة مبكرة قوية لقرب الكارثة.


 

بطبيعة الحال، تتميز الزلازل الحقيقية بموجات مبكرة معتدلة نسبيًا تنتقل أسرع من الموجات الرئيسية التي عادة ما تكون أشد فتكًا، وبفضل الثواني القليلة بين النوعين من الموجات، تمنح أجهزة الإنذار المبكر للزلازل البشر فرصة ثمينة للاحتماء.

 

الانهيار الخاطف لا يزال لغزًا

 

- في السادس من مايو عام 2010، ولمدة 20 دقيقة خلال منتصف الظهيرة في الولايات المتحدة، بدأت أسعار الأسهم سقوطًا حرًا، وفقد مؤشر "داو جونز" وحده نحو 9% من قيمته، وتبع ذلك نصف ساعة أخرى من التذبذب الشديد (كان هناك نحو 15 ألف أمر بيع وشراء في الثانية).

 

- لا يزال المستثمرون والمحللون في حيرة من أمرهم بشأن مثل هذه الانهيارات، ربما كان وراءها أمر بيع كبير، أو خلل فني، أو حتى متداول متلاعب، لكن على أي حال، أدى عدم اليقين حول انهيار 2010 إلى عدم ثقة في الأسواق المالية بين المستثمرين العاديين.

 

- في المقام الأول، يلقي المحللون باللوم على الاعتماد المتزايد على الخوارزميات المعقدة في إجراء الصفقات في العديد من الأسواق خلال وقت قصير جدًا (أجزاء من الثانية)، ومع ذلك فلا يوجد سبب واحد يمكن أن يفسر حدوث الانهيار الخاطف.

 

- يرى محللون أن مركز الانهيار المفاجئ في 2010 كان أدوات يتم تداولها إلكترونيًا وتتعقب مؤشر "إس آند بي 500" مثل عقود "إي ميني" وصندوق المؤشرات "سباي"، وكطبيعة أي حالة هلع تتسبب في تذبذب الأسعار، أصبح من الصعب على البائعين والمشترين الوصول إلى بعضهم البعض.

 

- عمليات تذبذب الأسعار في السوق تشبه موجات الزلزال المبكرة قبل وقوع الزلزال الفعلي المدمر، وربما يتسبب الانهيار الخاطف عندما يحدث بأحد الأسواق في انتقال موجات هبوط الأسعار إلى أماكن أخرى.

 

 

إنذار المراجحة المبكر

 

- مع وجود الكثير من الأماكن التي تتداول نفس الأسهم (هناك نحو 12 بورصة لتداول الأسهم الأمريكية، علاوة على منصات التداول غير الرسمية، وخيارات التداول الأخرى) يعني هذا أن المشاركة في السوق مجزأة.

 

- بعض المستثمرين يتكدسون في إحدى البورصات، والبعض الآخر ينشط في مكان مختلف، وعندما يبيع المستثمرون حيازاتهم عبر تلك الأماكن، يطلق على هذه الممارسة "المراجحة" أو "الآربيتراج" (تعرف أكثر عنها وكيفية عملها من هنا).

 

- إذا كان هناك اضطراب أو انقطاع في تواصل أحد مواقع التداول عن الشبكة لسبب ما -حتى وإن كان تقنيًا ذا صلة بالاتصال- فإن عملية المراجحة تتعثر وربما تتعطل كليًا، وبدون المستثمرين الآخرين الذين يمكنهم توفير السيولة، يجب الاعتماد على الشبكة الأصغر من المستثمرين المحليين لتلبية طلبات البيع والشراء.

 

- في ورقة بحثية شارك فيها، يقول أستاذ المالية بكلية "إنسياد" للأعمال "بارت تشو يوشين": تبين أنه قبيل الانهيار الخاطف لعام 2010، لم يعد أداء الأسهم متناسقًا عبر أماكن التداول المختلفة وأصابته تقلبات كبيرة، وكانت الأسهم الأسرع استجابة لتعطل المراجحة هي أول ما تعرض للانهيار.

 

- ربما عندما تنخفض المراجحة في الأسواق، يكون ذلك تحذيرا من خطر وشيك، حتى وإن كان هذا يمنح المستثمرين دقائق قليلة قبل الزلزال، لكن إذا تم تحذيرهم من ارتفاع معدل التذبذب، فربما يمكنهم الاستعداد للموجة اللاحقة المدمرة قبل تسببها في الانهيار.


 

الانهيار الكبير المقبل

 

- يسعى باحثون إلى إنشاء نظام ذكي يدرس البيانات تلقائيًا ويحذر المشرفين من الاضطرابات الوشيكة في السوق، وإذا وصل هذا التحذير مبكرًا بما فيه الكفاية، سيكون أداة رئيسية يعتمد عليها المستثمرون في اتخاذ التدابير الوقائية.

 

- مع ذلك، لا تزال الأنظمة المبتكرة بحاجة للتحسين، حتى يستنى الاعتماد عليها في رصد الإشارات المبكرة وتجنب الكاذب منها، لكن يقول باحثون في جامعة ميشيغان إنهم طوروا نظامًا لتحليل وقائع الخلل والإبلاغ عنها أثناء التداول، وكانت معدلات الإبلاغ الكاذبة منخفضة.

 

- مثل هذه الأنظمة، قد تمكن المنظمون من التحرك سريعًا لاتخاذ الإجراء المناسب، وعلى سبيل المثال، قد يمنعون إتمام بعض الصفقات أو يحظرون متداولين معينين من أي نشاط لفترة من الوقت.

 

- قد يختار المتداولون شراء الأسهم في أوقات انخفاض الأسعار، أو البيع بعد ارتدادها إلى قيمتها السابقة، وبالتالي فإن الإجراءات الاستباقية قد تساعد في الحد من آثار الانهيار، وفي الوقت ذاته سيتمكن المستثمرون من تحسين مراكزهم.

 

 

المصادر: إنسياد نولدج، ذا كونفرزشن

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.