اتهمت الكثير من الدول الصين منذ فترة طويلة بمحاولة سرقة أسرار تكنولوجية وتجارية قيمة، وفي خضم المفاوضات التجارية مع الولايات المتحدة، أراد المفاوضون تعهدا من بكين بوقف هذه الممارسات وحماية الملكية الفكرية.
ووقع الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" ونائب رئيس مجلس الدولة الصيني "ليو هي" على المرحلة الأولى من الاتفاق التجاري بين البلدين والتي تشمل التزاما من جانب بكين بمشتريات قيمتها 200 مليار دولار من السلع والمنتجات الأمريكية على مدار عامين.
كيف تحصل الصين على التكنولوجيا الغربية؟
- اتهمت السلطات الأمريكية شركات ومسؤولين في الصين بقرصنة أعمالها لسرقة أسرار تكنولوجية، وأعرب بعض مسؤولي إدارة "ترامب" عن القلق من شراء هذه الأسرار عبر صفقات.
- ترى شركات أمريكية أن نظيراتها الصينية تنفذ تكتيكات خبيثة للوصول إلى التكنولوجيا القيمة مثل إبرام شراكات مع كيانات محلية كشرط لدخول السوق الصيني.
- من بين تلك الأساليب اشتراط تصنيع نسبة معينة من الإنتاج والتصنيع في السوق المحلي الصيني كما حدث في توربينات الرياح وألواح الطاقة الشمسية.
- اضطرت شركات التكنولوجيا مثل "آبل" و"أمازون دوت كوم" لعقد شراكات مع كيانات محلية للتعامل مع بياناتها في بكين امتثالا للقوانين.
- قيل إن مسؤولين صينيين ضغطوا على شركات أجنبية للحصول على تكنولوجيا بالغة الحساسية بحجة أن هذا الأمر ضروري للتأكيد على سلامة المنتج أو الخدمة للمستهلكين.
- نجحت أساليب الصين في عدد من القطاعات، حيث تمكنت من بناء صناعات مختلفة بناء على الأسرار التي حصلت عليها من شركات غربية، وتعد أنشطة الطاقة المتجددة مثالاً على هذا النجاح.
لم ينته الأمر بعد
- يرى محللون أن توقيع المرحلة الأولى من الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والصين مجرد خطوة مبدئية نظرا لأن هناك عددا من المشكلات لا تزال قائمة في العلاقات التجارية بين البلدين.
- من أبرز هذه المشكلات حماية حقوق الملكية الفكرية للشركات الأمريكية من قرصنة الصينيين، وهي نقطة ركز عليها الرئيس "ترامب" وبعض مسؤولي إدارته خلال جولات المفاوضات التجارية.
- ليست أمريكا وحدها، بل إن الصين اتهمت بسرقة أسرار تجارية من شركات في قطاعات مختلفة بدول الغرب، وهو ما سيحاول المفاوضون التركيز عليه مع بكين في الجولات القادمة.
- اعتبر "ترامب" سرقة الصين للأسرار التجارية لشركات بلاده وشركات في الغرب من بين أسس حربه التجارية التي شنها ضد بكين قبل نحو عامين.
- شملت المرحلة الأولى (الموقعة حديثاً) من الاتفاق التجاري التزاماً من الصين بوقف بعض الممارسات التي انتقدتها شركات غربية بسببها.
- تبقى المخاوف قائمة في ظل قدرات الصين في الحصول على التكنولوجيا وبناء كيانات منافسة لشركات أمريكية بدعم حكومي، ويخشى مسؤولو شركات التكنولوجيا من تكرار ذلك.
- نفت الصين أي ضغط من جانبها على شركات أجنبية بالتخلي عن أسرارها التكنولوجية مقابل دخول سوقها الضخم، وتعهدت ضمن المرحلة الأولى من الاتفاق التجاري بعدم إجبار أي شركة على نقل تكنولوجيتها إلى بكين.
- تعهدت الصين أيضاً بمعاقبة أي شركة متورطة في الاستيلاء على أسرار تجارية من شركات أمريكية فضلاً عن وقف قواعد المشاركة المفروضة في قطاعات كالسيارات (وهي قاعدة تفرضها بكين على شركة تريد العمل في سوقها من خلال وضع شريك محلي معها).
- يبقى التساؤل الأهم: هل ستلتزم الصين بالتعهدات التي قطعتها على نفسها؟ ربما الوقت كفيل بالرد على ذلك مع الأخذ في الاعتبار وجود فترة تقييم لمدة ثلاثة أشهر ستتابع فيها الولايات المتحدة مدى التزام بكين بشروط المرحلة الأولى من الاتفاق التجاري.
المصادر: نيويورك تايمز
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}